رئيس التحرير
خالد مهران

لمواجهة النفوذ الروسي..

محلل سياسي يكشف تفاصيل استعانة واشنطن بقوات أجنبية لبسط نفوذها بالسودان

الأحداث في السودان
الأحداث في السودان

كشف المحلل السياسي المتخصص بالشأن السوداني “هشام الدين نورين” النقاب عن  خطة واشنطن واستغلال لحلفائها للقيام بعمليات عسكرية تضمن مصالحها الخاصة على حساب بعض الدول العربية، وذلك من خلال اتباعها لاستراتيجية حروب الوكالة في جميع المناطق التي تواجه فيها تهديدًا خطيرًا بخسارة نفوذها أو هيمنتها فيها، كما هي الحال في القارة الإفريقية، وفي السودان تحديدًا.

وأضاف أن واشنطن تستغل حاجة النظام الأوكراني الماسة للدعم المالي والعسكري، وبذلك تقوم بإرسال قوات أوكرانية للمشاركة في الحرب الدائرة في السودان لمجابهة النفوذ الروسي المتنامي في القارة السمراء، وذلك بالتعاون مع مديرية الاستخبارات الأوكرانية وبالتضحية بالجبهة الأوكرانية نفسها.

وأوضح أنه انتشرت العديد من المقالات والتقارير ومنها ما نشرته وكالة "سي إن إن" عن احتفاظ مديرية الاستخبارات الأوكرانية بجزء كبير من قوات النخبة الأوكرانية في السودان، بينما على صعيد آخر يعاني الجيش في أوكرانيا من نقص في العتاد والأفراد، الأمر الذي دفعه إلى محاولة إعادة اللاجئين من أوروبا من أجل التعبئة العسكرية.

سر استعانة واشنطن بقوات أوكرانية لتحقيق مصالحها في إفريقيا 

وتابع “نورين ” قائلا: إن السبب يعود في استعانة واشنطن بقوات أوكرانية لإنقاذ ما تبقى من نفوذها في القارة الإفريقية، إلى فشلها الذريع في أفغانستان، ومقتل الآلاف من جنودها دون تحقيق أي نصر بعد سنوات طويلة من الحرب، فقد قررت بعض القيادات الأجنبية بعدها الامتناع عن المخاطرة بجيوشها في المناطق "الساخنة" التي تواجه أزمات حادة، وأصبح الأوكرانيون هم الاحتياطي الأكثر ملاءمة لرميهم في ساحات القتال والتضحية بهم بدلًا من التضحية بقواتهم، كما أن تكلفتهم منخفضة نسبيًا.

ونوه أنه خلال المعارك في السودان، أظهر الجيش الأوكراني احترافية وفائدة أكبر بالمقارنة مع الجيش السوداني، ولذلك تقرر زيادة عدد الجنود الأوكران في السودان، وبالتالي أوكلت واشنطن هذه المهمة إلى القيادة الأوكرانية. 

وأشار إلى أنه تم تحديد هذا الشرط بشكل غير رسمي كواحد من عدد كبير من الشروط لمواصلة تمويل النظام الأوكراني من قبل الولايات المتحدة، وتم التركيز وبشدة على ضرورة إبقاء هذه الاتفاقات سرية، حتى يبدو أن إرسال الأوكرانيين إلى السودان وكأنه قرار اتخذته مديرية الاستخبارات الأوكرانية دون أي تدخل خارجي.

وقال المحلل السياسي إنه باستغلال الأزمة الأوكرانية، اختارت قيادة بعض الدول الغربية استراتيجية المواجهة مع روسيا بالوكالة، كما تفعل الآن في السودان، وتسعى إلى تحقيق اختراقات تكتيكية أو "ثغرات تصحيحية"، لمواجهة النفوذ الروسي في إفريقيا، وترى تلك القيادات أن الجيش الأوكراني مصدر قتالي جاهز يمكنهم استخدامه لصالحهم في الشرق الأوسط، ومن المفترض أن تكون العملية الكبيرة التالية التي قد يتم إرسال الأوكرانيين إليها هي عملية برية ضد الحوثيين في اليمن، وهي عملية ترى فيها واشنطن ولندن بأنهما ليستا مستعدتين للقيام بها بجيشيهما.

واستطرد  قائلا: إنه بالرغم من أن عملية برية سابقة ضد الحوثيين نفذها تحالف بعض الدول، باستخدام مرتزقة من قوات الدعم السريع السودانية حال دون هزيمة الحوثيين، والآن القوات الخاصة التابعة لمديرية المخابرات الأوكرانية مضطرة للقتال في السودان ضد "الدعم السريع"، ومع تضاؤل ​​أهمية الحرب في أوكرانيا بالنسبة للولايات المتحدة وانتقال اهتمامها إلى الشرق الأوسط وإفريقيا.