الجمهور يرفع شعار: عفوا لقد نفذ رصيدكم في وجه نجوم الفن الذين "أفلسو" رغم تاريخهم الناجح
في عالم السينما، تواجه الأعمال الفنية وصنّاعها على حد سواء تقلبات النجاح والفشل، وفي عالم الفن والإبداع يرتبط النجاح والفشل بخيط رفيع يتأرجح عليه الفنانون طوال مسيرتهم الفنية.
وتستعرض «النبأ»، خلال السطور التالية، ظاهرة الشروق والغروب لبعض نجوم الفن الكبار الذين كانوا ملء السمع والبصر لكنهم وجدوا أنفسهم أمام انتقادات حادة بسبب اختياراتهم الفنية التي واجهت عاصفة من النقد سواء من الجمهور العام أو النقاد المتخصصين.
هالة صدقي.. «معلش مكنش قصدي»
فيلم "الملكة" الذي شهد عودة هالة صدقي إلى الشاشة الكبيرة بعد فترة غياب، كانت تعقد عليه الآمال لاستعادة بريقها السينمائي، لكنه واجه جملة من الانتقادات تمحورت حول عدة جوانب منها السيناريو، الإخراج، وحتى أداء الأبطال، خاصة مع محاولة فاشلة لاستثمار شخصيتها اللافتة "صفصف" في مسلسل جعفر العمدة مع النجم محمد رمضان الذي وجد إشادة واسعة وتقبلا كبيرًا من الجمهور.
هالة صدقي، التي اشتهرت بقدرتها على تقديم الأدوار المتنوعة ببراعة، من الدراما إلى الكوميديا، وجدت نفسها أمام موجة من الانتقادات التي ركز بعضها على عدم قدرة الفيلم على استغلال موهبتها الفنية بالشكل الأمثل ومحاولتها استنساخ نجاح صفصف.
المفاجأة أن هالة صدقي ردت بالاعتراف بصحة الانتقادات وأنها حاولت رفض الفيلم أكثر من مرة وأنها غير معتادة على أن تقبل بأدوار لا تقتنع بها أو تضيف لها، مؤكدة أنها أخطأت بتنفيذ الفيلم.
الانتقادات التي طالت "الملكة" كانت تدور حول عدة جوانب، منها السيناريو والأداء والتوجه الفني للفيلم، الذي لم يلب توقعات الجمهور العالية التي خلقتها نجاحات “صدقي” السابقة، فكان من المتوقع أن تحمل الفنانة هالة صدقي في جعبتها مفاجأة تضاهي إبداعها في شخصية "صفصف"، لكن النقاد وجزء من الجمهور وجدوا أن الفيلم لم يرتقِ إلى المستوى المأمول.
اللافت أن فيلم الملكة لم يحقق أي نجاح على شباك التذاكر، وشهد عزوفًا من الجمهور حيث حقق الفيلم إيرادات ضعيفة جدا وضعته في المركز الأخير في قائمة شباك التذاكر، رغم عدم وجود منافسة قوية، وتم سحب الفيلم من دور العرض حسب الموزع محمد الدفراوي.
ولم يحقق الفيلم سوى 470 ألف جنيه، فهو لم ينجح في تحقيق المليون الأول حتى الآن، ولم ينافسه في الفشل سوى فيلم «ليه تعيشها لوحدك» الذي حقق 576 ألف جنيه فقط.
يسرا.. فيلمي صادم وسيظل في ذاكرة الجمهور
وتعرضت الفنانة يسرا لموجة من الانتقادات اللاذعة بعد عرض فيلمها "ليلة العيد"، من النقاد وجانب كبير من الجمهور الذين كانوا يتوقعون أكثر بكثير من هذا العمل، خاصة وأن يسرا معروفة بقدرتها على اختيار أدوارها بعناية فائقة، وتقديم أعمال تترك أثرًا عميقًا في الوسط الفني.
وتمحورت الانتقادات حول عدة نقاط، بما في ذلك السيناريو والأداء وطريقة معالجة القضايا الاجتماعية الشائكة التي تناولها الفيلم، وكان هناك شعور عام بأن "ليلة العيد" لم يف بالتوقعات، خاصة بعد الإعلانات الترويجية الواسعة التي رفعت من سقف الآمال.
وتدور أحداث فيلم "ليلة العيد" في إطار اجتماعي حول أمور عدة تتسبب في قهر النساء، وذلك من خلال معاناة سيدات يعشن على جزيرة واحدة، كل واحدة منهن تمر بأزمة مختلفة عن غيرها، حيث ناقش قضايا مثل زواج القاصرات وختان الإناث وغيرها.
ووصفت يسرا "ليلة العيد" في تصريحات تلفزيونية بأنه فيلم صادم، لتناوله قضايا إنسانية حساسة وجريئة، لكنها دافعت عنه مؤكدة أنه سيظل في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة ولن يتقادم بمرور الزمن، لافتة إلى أنه ليس فيلمًا تجاريًا يستهدف الإيرادات فقط.
وقالت يسرا: "عارفة إن الناس ممكن تخاف تتفرج عليه علشان بيوجع أو ميعجبش الجمهور، لكن عارفة إني عاملة حاجة صح وفرحانة بيها، لأنني سلطت الضوء على ناس تعيش هذه المشاكل يوميًا".
وفشل فيلم "ليلة العيد" للفنانة يسرا في تحقيق إيرادات جيدة، ولكنه حقق واحد من أدنى الأرقام في دور العرض السينمائية، وسط عدد من الأفلام.
وبحسب الموزع السينمائي محمود الدفراوي، في تصريحات صحفية، فإن فيلم ليلة العيد احتل المركز قبل الأخير في شباك التذاكر خلال معظم أيام العرض بإيرادات بلغت بضعة آلاف من الجنيهات.
طارق الشناوي يفتح النار
وفتح الناقد الفني طارق الشناوي النار على فيلم “ليلة العيد”، مؤكدًا أن اختيارات يسرا الأخيرة غير موفقة، وأنها بحاجة لإعادة النظر في الأفلام والمسلسلات التي تقدمها، وعليها أن تواكب العصر.
ويرى “الشناوي” أن فشل الأعمال الأخيرة هو مسؤولية يسرا أمام الجمهور؛ لأنها أقوى عنصر في العمل لأنها يجب أن تختار أعمالها بعناية، لأن العمل ظاهريا يناقش قضايا لكنه بالفعل عمل سطحي ولم يبذل فيه جهد كبير.
وهاجم “الشناوي” صناع ليلة العيد، مشيرا إلى أنه مجرد قص ولصق من أكثر من عمل دون لمسات إبداعية أو سياق متماسك، كاشفا أن انتقاداته ليسرا المتكررة مؤخرًا لأنها تقع في ذات الأخطاء.
محمد هنيدي.. نجاحات سينمائية لا تذكر
هل يمكنك تذكر دور واحد، مؤخرًا، نجح فيه الفنان الكوميدي الأبرز محمد هنيدي على شاشة السينما، سواء نبيل الجميل أخصائي تجميل أو مرعي البريمو أو غيرهم من الأدوار؟ الإجابة لا يوجد بل هناك انتقادات دائمة.
ورغم أن محمد هنيدي، أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما المصرية على مر العصور بقدرته على انتزاع الضحكات من الجمهور في وش إجرام وفول الصين العظيم وغيرهم إلا أن تكرار السيناريوهات السطحية والاعتماد على إفيهات مكررة جعله محل انتقاد.
وفي السنوات الأخيرة، حاول هنيدي تجديد أسلوبه الفني من خلال اختيار أدوار وموضوعات مختلفة، بعضها خرج عن الإطار الكوميدي الصرف إلى محاولة دمج الكوميديا مع أنواع أخرى مثل الدراما والفانتازيا، لكن اختياراته الفنية لم تلق النجاح المطلوب.
وحقق الفيلم الأخير للنجم محمد هنيدي “مرعي البريمو” إيرادات ضعيفة وتذيل شباك التذاكر في دور العرض السينمائي، إذ حقق إيرادات في آخر ليالي عرضه 136 جنيها فقط.
وأوضح محمود الدفراوي، موزع سينمائي، أن إيرادات فيلم "مرعي البريمو" وصلت إلى نحو 17 مليون جنيه على مدار 9 أسابيع عرض بالسينما، فيما تراجع في شباك التذاكر بعد طرح سلسلة أفلام جديدة تصدرت القائمة.
محمد سعد.. محبوس في اللمبي
الفنان محمد سعد صاحب النجاح الساحق بشخصية اللمبي التي أصبحت علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية ولا يمكن للجمهور نسيانها بل يتذكر إفيهاتها حتى الآن، إلا أنه ظل حبيسًا للشخصية واستنزفها في العديد من الأعمال الفنية.
ورغم أن هناك إجماعا على أن محمد سعد "غول تمثيل" وأنه فنان شامل إلا أن اختيار أدواره تميل لدور الشخصية السطحية الساذجة التي تحاول تكرار نفس المواقف المفتعلة والإفيهات التي تم تكرارها مرات ومرات.
ويعتقد بعض النقاد أن هناك مشكلة أساسية وهي تدخل سعد في اختيار المخرجين والنجوم الذين يشاركونه أعماله بل ويتدخل في السيناريو وهو ما يجعل الأعمال الفنية تخضع لرؤيته وهو ما يجعلها تواجه مشكلات في الإيقاع وطبيعة العمل.