بعد تهديد الأستاذ الجامعي بأسرته..
قصة محاولة ابتزاز أشهر طبيب عيون بالإسكندرية بسبب جراحات فاشلة
قضت محكمة جنايات الإسكندرية الدائرة ٣٨ برئاسة المستشار عبد الجواد يسن وعضوية كل من المستشارين عصام محمد خليفة وشامل عثمان محمد وسكرتارية ممدوح رفعت بالسجن سنة مع النفاذ، على صاحب محل جزارة حاول ابتزاز طبيب عيون شهير بالإسكندرية.
بدأت وقائع القضية رقم ١٠٨٨ ببلاغ من الدكتور الجامعي «س.ال» أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة الإسكندرية يفيد أنه تعرض،للتهديد والابتزاز من أحد الأشخاص.
وقال الطبيب المعروف في بلاغه إنه فوجيء بخطاب تهديد من مجهول يصل علي مركز العيون الخاص به يطالبه بمبلغ مالي 2 مليون جنيه مقابل عدم إلحاق الأذى به وبذويه.
وأضاف أن مسؤول الاستعلامات بالمركز أخبره أن أحد الأشخاص سلمه الخطاب وأخبره أنه خطاب شكر وبفتحه فوجيء أنه خطاب تهديد وبه رقم خاص بالمتهم للتواصل معه.
ولفت الطبيب إلى أنه قام بالفعل بالاتصال بالرقم الموجود بالخطاب مؤكدا له المتهم أنه يحتاج لإجراء جراحة في العين بسبب فشل عملية كان قد أجراها له منذ عدة سنوات وطالبه بمبلغ ٢ مليون جنيه كتعويض عن إصابته وتسببه في فشل الجراحة السابقة.
تم تشكيل فريق بحث وفحص خطوط السير المؤدية لمكان المركز الخاص بالطبيب والاستعانة بكاميرات المراقبة وشهود الرؤيا وقت تسليم الخطاب وفحص المترددبن علي المكان والعاملين به.
وتوصلت تحريات المباحث إلى أن وراء الواقعة شخص يدعى “خليفة.م” ٤٤ سنة صاحب محل جزارة، وتبين أنه قام بالتواصل مع الطبيب وعقب مفاوضات حول المبلغ طلب منه وضع مليون جنيه داخل كرتونة، وتسليمها لشخص سيقوم المتهم بإرساله.
عقب تقنين الإجراءات قامت الجهات الأمنية بوضع أوراق دخل كرتونة وتسليمها للطبيب والذي قام بدوره بتسليمها لصاحب (تمناية) قام المتهم بإرساله إلى المركز في الوقت المحدد.
تم تتبع السيارة حتى وصولها إلى الطريق الدولي بمنطقة الدخيلة ورصد المتهم في انتظارها داخل سيارة هيونداي قيادة شخص آخر.
توجه المتهم صوب سائق التناية وبمجرد استلام الصندوق قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض عليه فيما فر سائق السيارة الهيونداي.
وبتفتيشه عثر بحوزته علي الهاتف المستخدم في عملية التهديد.
وأقر المتهم خلال التحقيقات بقيامه بمحاولة ابتزاز الطبيب الشهير واستخدام سائق التناية في استلام المبلغ المالي وسائق السيارة الهيونداي في توصيله وذلك دون علمهما بالواقعة.
وأضاف المتهم في اعترافاته أنه قام بإجراء عدة جراحات بمعرفة الطبيب بالمركز الخاص به وأنه تسبب له في فقد البصر بالعين اليمني.
وقال المتهم في اعترافاته إنه خلال عام ٢٠٠٦ وعقب حدوث إصابة في عينه توجه لأحد الأطباء والذي قام بإجراء جراحة انفجار مقلة العين وذلك في المستشفي الجامعي.
وعقب ذلك توجه للطبيب المجني عليه والذي أخبره بضرورة إجراء عملية ترقيع للجفن السفلي بإحدى المراكز المعروفة وبالفعل أرسله لطبيب ليجري له الجراحة بالمستشفى الجامعة؛ ليعود للطبيب الشهير والذي أجرى له عملية ترقيع للشبكيةاضاف المتهم ان الطبيب المجني عليه عقب إجراءه لجراحة الشبكية أخبره بوجود نزيف بالعين وأنها تحتاج لحقن سيليكون.
وبالفعل تم حقن العين وعقب ذلك فوجيء بانعدام الرؤيا فعاد للطبيب المعروف والذي أرسله بدوره لطبيب آخر قام بإجراء جراحة ترقيع قرنية له وأخبره أنه يحتاج إلى جراحة زرع عدسة إلا أن مكان تركيبها غير موجود؛ ليعود مرة أخرى للطبيب الشهير والذي أخبره بعدم إمكانية عمل أي إجراء آخر للعين.
وأضاف المتهم أنه سافر عقب ذلك للعمل خارج البلاد ثم عاد وقام بافتتاح محل جزارة إلا أن مشروعه فشل واضطر للسفر مرة أخرى، لافتا إلى أن جواز السفر تطلب قيامه بإجراء جراحة لإصلاح عينه، وعندها توجه لطبيب أخبره أن عينه تحتاج لإجراء عملية زرع قرنية ونسبة نجاحها لا تتعدي ال١٥% وذلك بسبب الجراحات الفاشلة السابقة.
وأضاف أن الطبيب طلب منه إشعار لإرسالها للقاهرة لإجراء الجراحة على نفقة الدولة إلا أن طلبه تم رفضه بعد الكشف عليه.
وعندما توجه لمركز الطبيب الشهير لحجز كشف علم أن كشفه ٣٥٠ جنيه وأن أحد الأطباء بالمركز هو من سيقوم بالكشف عليه.
وعندها قرر الاتصال بالطبيب وأخبره برغبته في إجراء الجراحة خارج البلاد وطلب منه مبلغ ٢ مليون جنيه لإجراء الجراحة تعويضا عن الجراحات الفاشلة التي تسبب فيها وأنه هو من أرسل الخطاب.
وأشار إلى أن الطبيب طلب منه الحضور للمركز لإصلاح عينه إلا أنه رفض وطلب منه المبلغ المالي لإجراء الجراحة بمكان آخر فاتفق معه على مبلغ مليون جنيه حتى تم القبض عليه.
أحيل المتهم إلى محكمة جنايات الإسكندرية التي قضت بحكمها المتقدم.