هشام زكي يكتب: الكرة المصرية.. وتاج العلاء!!
كان يوم الجمعة الماضي 8 مارس، يوما من الأيام العجيبة التي مرت على المنظومة الرياضية المصرية خاصة وعلى مصر عامة، وبمفاهيم الميتافيزيقا لو كان هناك غزو كروي فضائي لمصر ذاك اليوم، لاحتل الكرويون الفضائيون مصر وانتهى الأمر، إذ كانت المنظومة الرياضية المصرية عن بكره أبيها تنعم بنعيم فعاليات موسم الرياض الترفيهي، ومتابعة حدث رياضي تم تضخيمه وكأنه مباراة في نهائي كأس العالم وليس مباراة على الكأس بين فريقين أقل ما يقال عنهما أنهما فضحا الكرة المصرية بما قدماه من مستوى فني متواضع.
لقد أثارت تلك المباراة تساؤلات كثيرة لا إجابات لها في ظل منظومة فاشلة لم تحقق لمصر ولا المصريين ما يرقى لمكانة الدولة التي شاركت في كأس العالم عام 1934م، الدولة التي نقلت الخبرات الكروية إلى العالم العربي الذي لم يكن له وجود حتى ستينيات القرن الماضي، من تلك التساؤلات ما الهدف من وراء انتقال المنظومة الرياضية ( برياضيها وإعلاميها) إلى الرياض للمشاركة في فعاليات موسم الرياض؟ ولماذا أقيمت المباراة أصلا خارج حدود الدولة؟ فالمنطق الصحيح يقوا إذا كانت تلك المباريات تشجع على الترويج السياحي، من خلال الآلة الإعلامية الضخمة بما تتضمنه من وسائل الاتصال الحديثة، كان الأجدر والأنفع إن تقام المباراة في مصر دعما لقطاع السياحة الذي يعاني منذ جائحة كورونا من انخفاض عدد السياح بجنسياتهم المخلتفة، وهل من المنطق إن يدعم المصريين السياحة الترفيهية في المملكة العربية السعودية أكثر من دعمهم لمصر؟ أم إن هناك أهداف أخرى وراء الحضور الكروي غير المسبوق للمنظومة الرياضية في موسم الرياض؟ هل سال لعاب أعضاء المنظومة الرياضية أمام سيل منح الجنسية السعودية لنجوم الإعلام والفن وغيرهم؟ أم ماذا يحدث؟ اعتقد إن من حقنا فهم ما يدور حولنا، ومن حقنا الدفاع عن ما نراه من وجهه نظرنا خطأ حتى يتبن الصواب، مع تركيزنا الشديد والمستمر على إن مصر ستظل تاج العلاء في مفرق الشرق، ومهما حاول الآخرون النيل منها، ومهما حاول أصحاب الـ100 وش، السيطرة على بعد اجهزتها ومؤسساتها ستظل تاج العلاء بشرفائها، وبتاريخها، وحضارتها.