رئيس التحرير
خالد مهران

محلل سياسي يكشف تفاصيل تدخلات واشنطن والاتحاد الأوروبي والاستعانة بـ«حمدوك» للسيطرة على السودان

الاوضاع في السودان
الاوضاع في السودان

كشف المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني “هشام الدين نورين” النقاب عن أن هناك تطورات بخصوص الأوضاع السياسية والاجتماعية في السودان، موضحا أن هناك تداول معلومات عن مصادر دبلوماسية، في الأيام القليلة الماضية، حول مهمة رئيس الوزراء السوداني الأسبق “عبدلله حمدوك” في "سودان ما بعد الحرب" والدور الذي سيلعبه على الساحة السياسية السودانية، إلى جانب اتصالاته عربيًا وإقليميًا ودوليًا.

وأضاف أنه عقب انتشار المعلومات واتضاح سبب إقامة “حمدوك” في الخارج والتفاهمات الأمريكية حوله، بدأت نوايا واشنطن لإشراك حمدوك في العملية السياسية، وإعادته إلى السلطة للتحكم في السلطة، وإثارة الصراعات المسلحة لاحقًا، ثم تحييد العسكر، لينتهي الأمر بتقسيم السودان ونهب خيراته.

وأكد أن ما يدعم هذه التحليلات، هو بعض المعلومات التي كشفت عنها مصادر دبلوماسية غربية وعربية، حول لقاء جمع “حمدوك ” بمحمد حمدان داقلو "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع في شهر يناير الماضي برعاية أمريكية حيث تم اعتبار “حمدوك ”ممثل "حميدتي" غير المباشر في الاجتماعات بسبب عدم موافقة البرهان على لقاء حميدتي بشكل مباشر.

وتابع قائلا:  أن واشنطن ستضمن من وراء ذلك الدخول في عملية التسوية والاتفاقات السياسية التي ستتبعها في المستقبل، كما أنها في نفس الوقت ستتمكن من إعادة إشعال الصراع ضد قوات "حميدتي" بما يتفق مع مصالحها، خاصة إذا انحرف الاتفاق السياسي المقترح عن خططها، وبالتالي ستتمكن واشنطن من الإمساك بمجريات الأمور في السودان، والسيطرة على كل الخيوط والأطراف المشاركة في العملية السياسية.

وأشار، إلى أن هناك بعض الدول دخلت ساحة الصراع السياسي والعسكري القائم في السودان من أوسع أبوابه منذ البداية، حيث لعبت تلك الدول دور محوري في دعم “حمدوك ” رئيس الحكومة الانتقالية السابق، والذي تابع مهمته التي كان قد بدأها وهو على رأس عمله مع زيادة الخلافات بين قوات الجيش، والدعم السريع، وأيضًا بين المكونين العسكري والمدني مستغلًا صلاته بالقوى المدنية والعسكرية في البلاد، حتى وصلت الأمور إلى صدام عسكري دمر البلاد، وصعّب الوصول لأي حل، تماشيًا مع المصالح الغربية لإثارة الفوضى وتسهيل سرقة ثروات البلاد.

“حمدوك” الخيار الأمريكي والأوروبي الأول للسودان 


ونوه المحلل السياسي، أن تلك الدول تابعت خطتها، بدعم قوات الدعم السريع ماليًا وعسكريًا، واستقبلت قائدها محمد حمدان داقلو الملقب بـ "حميدتي" ليحقق مصالحها في وقت لاحق، ولكن لم تجر رياح الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كما تشتهي المصالح، مع التيقن بأنه لا يمكن الاعتماد على "حميدتي" فقط في السيطرة على البلاد، وخاصة ان قوات الدعم السريع لا تحظى بقبول دولي وإقليمي، ومن الضروري أن يكون هناك شخص أخر في السلطة مستقبلًا لكي يتم الاعتراف به، ووجدت تلك الدول في ثنائية "حمدوك في السياسة وحميدتي في الميدان" المعادلة الأنسب لتحقيق مصالحها، لذلك بدأت بدفعه من وراء الكواليس إلى الواجهة ومن ورائها واشنطن.

ولفت إلى أنه إلى جانب ذلك، يمثل “حمدوك” الخيار الأمثل لأنه مازال يحظى بتأييد شعبي، وهو الخيار الأمريكي والأوروبي الأول للسودان للسيطرة على البلاد والتحكم بمجريات الأحداث فيها وبالتوازي مع كل ما سبق، وفقًا لمصادر دبلوماسية غربية وعربية، تم إجراء اتفاق ضمني بين تلك الدول لدعم حمدوك وترشيحه، وهذا ما جعل من “حمدوك” نقطة تقاطع رئيسية لمصالح تلك الدول والولايات المتحدة الأمريكية، كوسيط لحل الأزمة العسكرية في السودان، ووسيلة لتمكين سيطرتهم على السودان.