ما أيسر السبل إلى الجنة؟.. وزير الأوقاف يجيب
ما أيسر السبل إلى الجنة؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، حيث قال إن سلامة الصدر أحد أهم أسباب رضا الإنسان عن نفسه ورضا الله (عز وجل) عنه، وأحد أهم وأيسر السبل إلى الجنة.
واستدل في حديث حول أيسر السبل إلى الجنة، أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه يومًا: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "، فدخل رجل فتبعه سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) ليقف على ما أوصله إلى هذه المكانة الرفيعة، فنزل عليه ضيفًا ليرقب أعماله ومدى اجتهاده في عبادته، فما وجد مزيد صلاة أو صيام أو صدقة، فحدث ابن عمر (رضي الله عنهما) مضيفه عن سر نزوله عنده وأخبره بما كان في شأنه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسر نزوله عليه، فقال يا ابن عمر: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ " (مسند أحمد)
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن هناك أمورًا قد تعين على تحقيق سلامة الصدر، فعدل الأب بين أبنائه يورثهم سلامة الصدر بعضهم تجاه بعض، وعدل المعلم تجاه طلابه يورثهم سلامة الصدر بعضهم تجاه بعض، وعدل المسئول بين مرءوسيه وصاحب العمل تجاه عماله يورثهم سلامة الصدر، والإحسان يورث سلامة الصدر، وقد قالوا: أحسن إلى من شئت تكن أميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.
وبين أن من الأمور التي تعين على سلامة الصدر الكلمة الحلـوة الرقيقـة والقـول الحسن: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة:83)، وإفشاء السلام: "أفشوا السلام بينكم تحابوا" (الجامع لابن وهب)، وإطعام الطعام، وإكرام الصغير، وقد قالوا: أكرم صغير القوم يكرمك كبيرهم وينشأ على محبتك صغيرهم، ومما يورث سلامة الصدر: التواضع والبعد عن الكبر والاستعلاء على الناس، ومن أهم ما يورث سلامة الصدر ويؤلف بين القلوب احترام إنسانية الإنسان وآدميته، وعدم إحراجه أو تنقيصه، بل العمل على رفع الحرج وإزالته عنه، والتماس الأعذار له، وقد قالوا: التمس لأخيك عذرًا إلى سبعين عذرٍ، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعله كذا، لعله كذا، فخير الناس أعذرهم للناس، وأسلمهم صدرًا وأرضاهم نفسًا