الدكتور محمد حمزة يكشف في حوار لـ«النبأ».. قصة تغطية قبر الرسولبالرصاص السائل بعد محاولة سرقة جسد النبي
أشراف السعودية باعو آثار النبى بـ60 ألف درهم.. وأشعة إكس كشفت حقيقتهم
رأس الحسين تم الاحتفاظ به داخل قصر القبة 3 أيام قبل نقله للمسجد
السيدة نفسية المقام الوحيد الحقيقى لـ«آل البيت» فى مصر
انتظروا اكتشاف سيتم الإعلان عنه قريبًا يكشف حقيقة دفن السيدة زينب بالقاهرة
بنو إسرائيل من أوائل الخلق وليس لهم علاقة بنبى الله يعقوب وإبراهيم
مصر لم يدفن فيها أحد من الأنبياء والرسل.. ولا دليل على وجود يوسف
حوار أحمد بركة
كشف الدكتور محمد حمزة، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية والعميد السابق لكلية الآثار بجامعة القاهرة، عن الكثير من الحقائق التاريخية حول وجود المقامات في مصر وتاريخ مقامات آل البيت.
ووصف أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية، خلال حواره لـ«النبأ»، قبر الرسول من الداخل كما شاهده بنفسه لأول مرة، وقصة وضع الرصاص السائل فوق سقف قبر الرسول خوفًا من سرقة جسده على يد الصليبيين، كما كشف حقيقة الروايات اليهودية بأنهم شعب الله المختار، وأنهم قوم إسحاق ويعقوب وإبراهيم، وإلى نص الحوار..
في البداية.. حدثنا عن بداية وجود المقابر في مصر؟
هي تعرف بالعمارة الجنائزية وهي نوع من العمارة ترتبط بالدفن والقبور، وكل الآثار الباقية لجميع الحضارات السابقة عبارة عن مقابر أو معابد أو القرافة، وهو اسم أطلق على الجبانات، واسم القرافة يرجع لاسم قبيلة بنو القرافة التي يرجع أصولها إلى قبيلة المعافر اليمنية اشتركوا مع عمر بن العاص في فتح مصر، لذا لا تجد اسم القرافة يطلق على المقابر إلا في مصر، وأقدم الأدلة الأثرية على وجود المقابر الإسلامية هي قبر الإمام الليث بن سعد، المتوفي 175 هجريا، الليث عندما توفي دفن في مقابر الصدفين نسبة إلى قبيلة الصدف وكان لها 400 قبة دفن، ودفن الليث في أحد تلك القبب، وجميع القبب اندثرت ولا يوجد الآن سوى قبة الليث لكونها تم تجديدها.
وماذا عن بداية ظهور الأضرحة في مصر؟
زاد الاهتمام بالمقابر في العصر الفاطمي فأكثروا من بناء الأضرحة والمشاهد، وهناك مشاهد رؤية أي ضريح بلا جسد انتشرت في عهد الدولة الفاطمية، ومشاهد الرؤية مرتبطة بآل البيت، وهناك مشاهد الرؤس أي الضريح المدفون به الرأس فقط مثل مشهد محمد بن أبي بكر الصديق، مشهد علي زين العابدين بن الحسين، وأشهرهم مشهد رأس الحسين الذي نقل من عسقلان عام 548 هجريًا، والرأس حفظ في مسجد “تبر” -قصر القبة حاليًا- ثلاثة أيام استمرت حتى يتم تجهيز مكان لدفنه بمسجد الحسين حاليًا، ومسجد الحسين الحالي كان مكان قصر يسمى قصر الشرقي مقر حكم الفاطميين، ورأس الحسين ثبت أنه جاء لمصر، وهناك من شاهد تابوتا خشبيا فوق الرأس، وهو من التحف الخشبية اكتشفه حسن عبد الوهاب بالغرفة، وتم نقل هذا التابوت بالمتحف الإسلامي حاليًا، وسبب نقل الرأس أن يثبت الفاطميين هيبتهم أمام المصريين بأنهم جلبوا رأس حفيد الرسول، والموجود في العراق هو ضريح جسد الحسين، والذي في سوريا مشهد وضريح رؤية للحسين فقط، ورأس الحسين عندما ذهب لزياد بن معاوية ظل ينقل حتى أمر زياد بدفنه، ثم تم عمل ضريح له في عسقلان، وعندما هاجم الصليبيين عسقلان خاف الفاطميين من قيام الصليبيين بالتمثيل بالرأس، فتم نقله إلى القاهرة أيام الخليفة الفارس.
ما أشهر أضرحة الرؤية والحقيقية في مصر؟
لدينا في مصر ثلاث مشاهد للرأس، وهم الحسين، ومحمد بن أبي بكر الصديق، ومشهد علي زين العابدين بن الحسين، أما مشاهد الرؤية أي بلا جسد مثل مشهد السيدة رقية، والسيد الجعفري، والسيدة عائشة، وسكينة، والسيدة فاطمة النبوية بدليل أنه يوجد أكثر من ضريح للسيدة فاطمة النبوية في مصر والقاهرة، أما المشهد الحقيقي في مصر فهو السيدة نفيسة؛ لأنها حفرت قبرها بيديها، ومن المشاهد الحقيقية -أيضًا- مشهد القاسم الطيب وأولاده جنوب الإمام الشافعي وهما من آل البيت، وكذلك مشهد يحيى الشبيه لكونه يشبه الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أما مشهد السيدة زينب فكنت أعتبره من قبل مشهد رؤية، ولكن، مؤخرا، اكتشفت مخطوط يرجع للقرن الثالث الهجري يؤكد أنها دفنت في مصر وجاءت لمصر، وسوف أنشر هذا الاكتشاف لإزالة اللغط حول وجود السيدة زينب في مصر من عدمه، ولكن الرواية المعروفة قديما أن أحد أئمة الصوفية جاءت له السيدة زينب في المنام وطلبت منه أن يذهب إلى منطقة تسمى وقتها قنطرة السباع -ميدان السيدة زينب حاليًا-، وقالت له هتلاقي علامة وطلبت بناء لها مشهد في تلك المنطقة الحالية، وتم الذهاب لوالي مصر على باشا، حتى سليمان القانوني الوالي التركي العثماني أكد أن السيدة زينب جاءت له ثلاث مرات وطلبت بناء المقام، وعندما ذهبوا وجدوا العلامة بالفعل، وأتوقع أن المشهد الحقيقي لجسد السيدة زينب اختفى في وقت من الأوقات بعد دفنها، ولذلك جاءت للشيخ علي الخواص أحد أقطاب الصوفية وطلبت منه بناء وتجديد المقام وتذكره بإحياء المشهد وهذا تحليلي للموقف، وليس معروف عدد أضرحة آل البيت في مصر، ولكن لدينا آثار ومخطوطات تؤكد مجيئ آل البيت لمصر وتنقلاتهم ووجود نقابة باسم الأشراف لهم، ولدينا مشهد الثعالبة، مشهد مدفون فيه أسرة وأحفاد السيدة زينب جنوب الإمام الشافعي، مثل مشهد حفيد الجعفري الزينبي.
وفي رأيك.. ما سبب عدم توصل الأثريين حتى الآن لمقابر الأنبياء والرسل؟
هناك رسالة دكتوراه أثبتت أن المقامات الموجودة حاليًا في الدول، مثل فلسطين والأردن وغيرها هي عبارة عن مشاهد رؤية، أما المؤكد فهو قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا يوجد دليل واحد يؤكد علميا وجود مقابر الأنبياء، والثابت أنه لا يوجد قبر لنبي ورسول في مصر ولكن هناك من يقول إنها في الجزيرة العربية والعراق والشام، والمقابر التي يدعى وجودها في بعض الدول نتيجة أن أحد الصالحين قال إن النبي فلان عاش في المكان هذا وهكذا، فهي عبارة عن حواديت، ولكن أهل الكهف موجودون بالفعل في الأردن، وهناك من يدعي أن آدم في الهند، وهناك من يقول في جدة، وهناك مشهد رؤية لسيدنا موسى في فلسطين.
ما حقيقة قصة سيدنا يوسف ووجوده بمصر؟
هي مجرد روايات يهودية عن التوراة محرفة، وربط قصة يوسف ببحر يوسف بالفيوم غير صحيحة فهذا البحر يرجع نسبه للسلطان يوسف صلاح الدين، وليس لنبي الله يوسف، فلا يوجد دراسة حاسمة بوجود يوسف في مصر، البعض قال في الدولة القديمة ولا يوجد أدلة على ذلك، ولا يوجد دليل على زمن يوسف، هناك من يقول إن يوسف هو أمنحتب وذلك من خلال لوحة المجاعة التي حكت زمن العجاف السبع وذكر فيها اسم زوسر، ولكن هذه اللوحة ترجع لزمن البطالمة، وفي ناس تقول في الدولة الحديثة، وناس تقول إنه الوزير يويا، والمؤرخ أحمد عثمان ألف كتابا تحدث فيه عن مومياء الوزير يويا اسمه «غريب في عالم الملوك»، اكتشف أن المومياء نفس مواصفات يوسف.
وما أصل بني إسرائيل وعلاقتهم بالنبي يعقوب؟
تلك القصة يهودية، وثبت علميا أن يعقوب ليس إسرائيلي كما تدعي الروايات اليهودية، بدليل أن آيات القرآن لم ترد ذكر يعقوب بإسرائيل ولم ترد كلمة إسرائيل إلا مرتين بالقرآن، وبنو إسرائيل هم من أوائل القوم وخلق الله، بعد سيدنا آدم وقابيل وهابيل أى وجودهم قبل يعقوب وإسحاق.
ما حقيقة العثور على أصنام بالكعبة أثناء تجديدها عام 1974؟
زرت متحف الشيخ عبدالعزيز الشيبي وهو أحد الأبناء الموكلين بحمل مفاتيح الكعبة، ذهبت إلى الفيلا الخاصة به وبداخلها متحف أثري، وشاهدت الأصنام التي هدمها النبي وقت فتح مكة، حيث تم وضعها في أرضية الكعبة، وعند تجديد الكعبة عام 1974 والقيام بالتوسع وبناء الأعمدة وجدوا تلك الأصنام، وللعلم الكعبة تعني مربع وأطلق عليها كعبة لكونها أول مربع يبنى في مكة، وباب الكعبة مطلي بـ500 كيلو ذهب، والخشب المصنوع منه خشب من الهند.
هل مقامات السيد البدوي وغيرهم حقيقية أم مجرد مشاهد رؤية؟
بالفعل هي حقيقية فهي لعلماء وأقطاب الصوفية في المغرب في ذلك الوقت، فقد جاءوا إلى مصر في القرن السابع الهجري، عصر التصوف في المغرب، وهم فروا إلى مصر عندما اعتدى الأسبان على المغرب، فانتقلوا إلى الإسكندرية، لذلك أكلة الكسكسي وزنقة الستات في الإسكندرية أصلهما مغربي، والحديث عن نفحاتهم وبركاتهم نسبها لهم تابعيهم وهي أمور ليست ثابتة.
صف لنا قبر النبي من الداخل كما رأيته؟
المسجد النبوي فتح لي ليلا حتى الفجر، ودخلت قبر الرسول وهو عبارة عن حجرة مساحتها 3.5 في 3 أمتار، نفس مساحة حجرة السيدة عائشة، ليس بداخلها أي شيء مجرد أرض فضاء، والأرض مبطنة بالرصاص السائل تحتاج لقنبلة حتى يتم تفجر سقفها، وسبب وضع هذا الرصاص يعود إلى أن الصليبيين حاولوا سرقة جسد النبي والتمثيل به وذلك في زمن السلطان نور الدين محمود، فأرسلوا تجار مغاربة واستأجروا منزلا بجوار المسجد للحفر أسفله والوصول للقبر وسرقة الجسد، ولكن النبي جاء في المنام للسلطان نور الدين محمود ليخبره بالأمر، فأرسل السلطان قائدا اسمه جمال الدين الجمالي ليشاهد ما يحدث حول قبر الرسول فأخبره بوجود غرباء يسكنون بجوار المسجد، وفي عام 563 هجريًا قام نور الدين بتغطية قبر الرسول والصحابة بطبقة من الرصاص السائل بسقف القبر كالأسمنت المسلح وذلك وفقا لأوصاف كتب السيرة، حتى لا يتمكن أحد من الوصول لجسد الرسول.
هل الآثار النبوية بمسجد الحسين حقيقية؟
بالعفل حقيقية، حيث كان يحتفظ بها أشراف ينبع أحفاد علي بن أبي طالب، وبني إبراهيم بينبع هم آخر من آلت إليهم تلك الآثار النبوية، وفي زمن الظاهر بيبرس ذهب الوزير تاج الدين ابن حنا للحج، واشترى من بني إبراهيم تلك الآثار بـ60 ألف درهم لمرورهم بضائقة مادية، وتم وضعهم في مكان أثري أطلق عليه بعد ذلك أثر النبي بمصر القديمة، وفي عهد السلطان الغوري تم وضعهم في قبة مسجد الغوري، وبعد ذلك تم نقلهم للقلعة حتى جاء الخديوي توفيق عام 1911 وقام بنقلهم في حجرة بالحسين أثناء تجديد المسجد، والسيف الموجود بالحسين يعتبر أقدم أثر عليه اسم الرسول، أهداه سعد ابن عبادة للرسول، ولكن بالنسبة للكعب الموجود بأثر النبي بالحسين فليس قدم النبي فقد قامت الدكتورة سعاد ماهر بعمل أشعة إكس على تلك الآثار وثبت أن كل الآثار تنسب لزمن النبي ما عدا الكعب والمصحف.
هل يوجد آثار لحياة النبي مازالت موجودة حاليًا؟
مكان مولد الرسول حاليًا تم عليه بناء مكتبة مكة والدار تحت المكتبة بـ6 أمتار، كما تم اكتشاف دار السيدة خديجة ولكن تم هدمها نتيجة التوسع بالحرم، أما مقابر جد النبي وعمه وأبو لهب غير معروفين، المعلوم فقط قبر خديجة، القرافة القديمة التي تم اكتشفاها بالسعودية تعود للقرن الثاني، وتم اكتشاف 3 آلاف مقبرة، وأطلق عليها اسم مقبرة المعلاة.