هشام زكي يكتب: صدق أو لا تصدق !
بعد مرور مرحلة الخزي والعار التي مرت على الأمة العربية منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م، ودخول الأمة مرحلة جديدة، يحق لنا أن نطلق عليها مرحلة "عدم اليقين الوجودي" لشعوبنا العربية وذلك في ظل عدم وضوح الرؤية لأي شيء، وعدم وجود نقطة ضوء في نهاية النفق، فعلى الرغم من الجولات المكوكية التمثيلية لوزير خارجية ماما أمريكا للبلاد التي كانت تسمى قبل السابع من أكتوبر بلاد عربية، وجولات أخرى لوزراء خارجية دول بعينها، لم تحقق تلك الجولات أهدافها في إيقاف مجازر غزة، وعلى الرغم من المناشدات الدولية التمثيلية أيضا لإيقاف الحرب، لازالت إسرائيل تتبع منهج المحرقة مع شعبنا المسلم في غزة، ولازالت تعربد في المنطقة دون حسيب أو رقيب وكانّها تؤكد سيطرتها الواضحة على منطقة الشرق الأوسط، وتُمعن في هذا التأكيد بضرب كل من (لبنان/ الجنوب، سوريا، فضلا عن الاغتيالات السياسية لعملاء إيران في المنطقة)، ومما لا شك فيه إن حالة "عدم اليقين الوجودي" للأمة جاءت نتيجة إصابتها بالوهن الذي أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، فركنا إلى حب الدنيا وكراهية الموت، وتركنا الساحة لعدونا الصهيوني يؤسس فيها كيانه في المجالات كافة ( الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والعسكرية)، بل وقدمنا له كل الدعم الذي يحقق أهدافه على الأرض المغتصبة، وأصبحنا اليوم نستجديه للرحمة بأخواننا في غزه، ونستعطفه لدخول المساعدات، وإيقاف المحرقة بشكلها الحديث، وأصبحت الشعوب العربية تعيش في ترقب وانتظار لموعد استكمال إبادة أصحاب الأرض، بعد الدخول المرتقب للعدو الصهيوني مدينة رفح، وتأكيد حضور اسرائيل على الساحة العالمية كلاعب رئيسي مسيطر على مراكز صنع القرار الدولي.