لغز استمرار الارتفاع الجنونى فى أسعار السلع بالأسواق وفشل المقاطعة الشعبية
شهدت الأسواق قلة في الشراء وحركة البيع، خلال الفترات القليلة الماضية، وذلك مع بداية مبادرة «خليها تعفن» للأسماك التي بدأت في بورسعيد وحصدت صدى واسعا بين المواطنين مما دفع أكثر من 25 محافظة إلى تطبيقها على مستوى الجمهورية.
ولم تقف المقاطعة عند الأسماك، إذ انطلقت منها إلى اللحوم والدواجن، لتبدأ حملة مقاطعة اللحوم والدواجن لارتفاع أسعارها على الرغم من وعود الحكومة بانخفاض الأسعار في أعقاب السيطرة على الدولار وتوافره في البنوك.
وبالرغم من الانخفاض الطفيف في أسعار الأسماك وقلة حركة البيع، إلا أن هناك ارتفاعا في أسعار الدواجن واللحوم بشكل مستمر ولم يشعر المواطنون بتأثير قوي في الأسواق لهذه المقاطعات.
كما أن هناك بعض التجار يدخلون في دور تحد مع المواطنين ويعملون على تخزين السلع والمنتجات الغذائية حتى يحتاج إليها السوق لارتفاع أسعارها، إضافة إلى وجود تحالفات بين التجار في السوق لإجبار المواطن على الشراء بالسعر الذي يحدده فمتى ستنتهي هذه المعاناة وتنخفض الأسعار في الأسواق بشكل فعلي؟.
حملات المقاطعة
وفي السياق، قال خالد الشافعي خبير اقتصادي، إن امتداد حملة المقاطعة من السمك والفراخ إلى اللحوم سيكون له دور مؤثر وحملات المقاطعة تأتي بتأثيرات إيجابية لصالح المستهلك، ولصالح إعادة التوازن لأسعار السلع والمنتجات داخل السوق المصرية، وهذا يتماشى مع قرارات الحكومة المصرية وتوجيهاتها التي أفادت بانخفاض السلع والمنتجات بنسبة 30% خلال الأيام الماضية.
وأضاف «الشافعي»، أن المقاطعة تعتبر حل شعبي تستطيع تحريك ركود السلع بسبب ارتفاع أسعارها وسلوكيات بعض التجار، علاوة على أن توقيت المقاطعة له تأثير كبير ونحن نقترب من موسم عيد الأضحى بالنسبة للحوم.
وتابع أنه حسب نشرة شعبة القصابين (اللحوم) بالغرفة التجارية بالقاهرة، فإن أسعار اللحوم البلدية سجلت ما بين 320 و390 جنيها، وتراوح سعر كيلو اللحم الضأن ما بين 450 و475 جنيها، قائلا: «هو سعر مبالغ فيه ومع اقتراب عيد الميلاد سوف يزيد طبعا بس في الأول الرهان على وعى الشعب».
وأكد أنه في الأسماك انخفض السعر وذلك بجهود المقاطعة ومعرفة كيفية الضغط على التجار وكبح جشعهم وطمعهم، مضيفا أن حملة المقاطعة ناجحة إلى هذه اللحظة بعد مرور حوالي أسبوعين أو أكثر وأسعار بعض الأنواع انخفضت بنسبة كبيرة وهو ما يعني أن هناك حالة جشع لدى عدد من التجار في الأسواق والذين يراهنون على قصر النفس لدى المصريين في استمرار حملات المقاطعة سوف تنجح الحملات في مواجهة غول الغلاء ووحوش الاحتكار والجشع والطمع، وفي حالة نجاح الحملة مع الأسماك سوف تنتقل إلى أسواق أخرى وما أكثرها.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الحكومة لن تترك هذه الحملات وأصحابها وحدهم في المواجهة مع الأباطرة فسوف تدعم وترحب وتستعيد هيبتها في السوق المصرية.
زيادة في الأسعار
ومن جانبه، قال أسامة الرفاعي، عضو مجلس إدارة الغرف التجارية، إنه من المتوقع حدوث انخفاض كبير في أسعار الدواجن واللحوم، بعدما تسببت مقاطعة الأسماك خيبة الأمل لدى التجار التي بدأت من محافظة بورسعيد الباسلة في انهيار أسعارها بعدما تم تطبيقها في 25 محافظة، خاصة مع هبوط أسعار الأعلاف، مناشدًا المستهلكين باستكمال المشوار وتطبيق نصيحة الرئيس السيسي بالسيطرة على الأسعار بمقاطعة السلع مرتفعة الثمن حتى تعود لسعرها الأساسي.
وأكد «الرفاعي»، أنه بالرغم من انخفاض أسعار السمك بعد المقاطعة الشعبية في بورسعيد إلا أن هناك زيادة في أسعار اللحوم والدواجن حتى في ظل وجود مقاطعات واستمرار في جشع التجار.
وتابع أن أسعار اللحوم حاليًا ما بين 400 إلى 450 جنيها وهو سعر البلدي الحر الإنتاج المحلي، وأرخص لحوم هي اللحوم السوداني التي تستوردها الشركة القابضة بـ285 جنيها.
وأضاف، أنه يجب المساندة من جهاز حماية المستهلك ووزارة التموين لشن المزيد من الحملات الرقابية على الأسواق، إضافة إلى دور الحملة في توعية المواطنين بضرورة الامتناع عن شراء السلع المبالغ في ثمنها للسيطرة على جشع التجار لاستمرار عدم ضبط الأسعار في الأسواق حتى الآن.
وتابع أنه لا بد من بذل جهد أكبر من الحكومة والمواطنين لعودة الأسعار إلى مسارها الطبيعي وشن المزيد من الحملات من جهة الأجهزة الرقابية للسيطرة على الأسواق.
ونصح عضو مجلس إدارة الغرف التجارية، بالاستمرار في مقاطعات اللحوم والأسماك والدواجن وأي سلعة يزيد سعرها عن السعر الأساسي للقضاء على جشع التجار وانضباط السوق، إضافة إلى أن الشعب يجب أن يكون لديه ثقافة كافية من جانبه لمحاربة الغلاء.