رئيس التحرير
خالد مهران

علميًا.. البشر يمكن أن يبثوا السم من لعابهم

سم البشر
سم البشر

كشفت أبحاث جديدة أن البشر لديهم الأساس الجيني اللازم لبث السم مثلهم مثل الأفاعي!

جائت النتائج المذهلة بعد أن أجرى علماء من معهد أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا بالجامعة الوطنية الأسترالية دراسة لمعرفة كيفية تطور الغدد السامة في الحيوانات، حيث يوجد عدد لا يحصى من المخلوقات التي تنتج سمًا عن طريق الفم، بما في ذلك الثعابين والعناكب وحتى الذباب. ولكن في حين أن معظم الثدييات - بما في ذلك البشر - ليست سامة، فقد وجدت الدراسة أن أي حيوان لديه غدد لعابية لديه القدرة على أن يصبح سامًا.

وتوصل الفريق إلى هذا الاكتشاف من خلال دراسة الأنسجة المنتجة للسم في أفاعي هابو التايوانية، وركزوا على 3000 جينة تعمل جنبًا إلى جنب مع الجينات السامة. تحمي هذه الجينات "المتعاونة" الخلايا من الإجهاد وتتحكم في طي البروتين وتعديله.

وجد العلماء نفس الجينات والآليات الجزيئية في الثدييات، بما في ذلك الفئران والكلاب وحتى البشر!

تعليق على الدراسة

بينما تستخدم العديد من الثعابين نظام السم عن طريق الفم للافتراس، هناك أيضًا ثدييات، مثل الزبابة والسولينودون، التي طورت أنظمة السم فموية والتي تعتمد على الغدد اللعابية؛ لالتقاط الفرائس أو الدفاع عنها. 

ولذلك، فإن الحفظ الشامل للتعبير عن شبكة الميتافينوم، وكذلك الحفاظ على وحدة شبكة الميتافينوم، يشير إلى أن الغدد اللعابية في الثدييات والغدد السامة في الثعابين تشترك في جوهر وظيفي كان موجودًا في سلفها المشترك. 

وباستخدام هذا الأساس الجزيئي المشترك كنقطة انطلاق، قامت الثعابين بتنويع أنظمة السم الخاصة بها عن طريق تجنيد مجموعة متنوعة من السموم، في حين طورت الثدييات أنظمة سموم أقل تعقيدًا مع تشابه كبير مع اللعاب. 

هل يمكن أن يكون البشر سامين؟

تطورت العديد من الثدييات لتصنع سمًا عن طريق الفم، بما في ذلك خُلد الماء، والخفافيش المصاصة للدماء، واللوريسيات البطيئة. ولكن في حين أن البشر ينتجون البروتينات الأساسية الموجودة في العديد من الأنظمة السامة، إلا أن التطور لم يقودنا بعد إلى طريق سام.

الحيوانات التي تطورت لإنتاج السم فعلت ذلك للتغلب على الفريسة أو الدفاع عن نفسها، حيث ترتبط الطريقة التي يتطور بها السم ارتباطًا مباشرًا بكيفية عيش الحيوانات. ومن ناحية أخرى، طوّر البشر الأدوات والمهارات اللازمة لإطعام أنفسهم والدفاع عن أنفسهم دون الحاجة إلى السم.

والمثير للدهشة أن التجارب التي أجريت في الثمانينات وجدت أن ذكور الفئران يمكن أن تنتج بروتينات في لعابها تكون قاتلة للفئران. لذلك، على الرغم من أن هذا أمر مستبعد إلى حد كبير، إلا أن البشر يمكن أن يتطوروا لإنتاج السم في ظل الظروف البيئية المناسبة.