أسامة الأزهري يطالب بمناظرة «كبرى» مع أعضاء «تكوين» ويوسف زيدان يرد
أصدر المستشار الديني لرئيس الجمهورية، وأحد كبار شيوخ الأزهر الشريف الشيخ أسامة الأزهري، بيانًا مساء أمس الاثنين، دعا فيه إلى عقد مناظرة كبرى، يناظر فيها وحده، جميع أعضاء مؤسسة "تكوين".
وقال الأزهري إنه يعفي المؤسسة الأزهرية من خوض هذا الجدل، حتى تظل في مسارها الكريم دينيا ووطنيا وعلميا وإنسانيا على يد إمامها الأكبر شيخ الأزهر، لكنه سيقوم بالتصدي وحده بصفته أحد أبناء الأزهر لكل هذا الجدل.
وقال الأزهري، إنه يدعو كلا من يوسف زيدان، وإبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، وفاطمة ناعوت، وبقية أعضاء المؤسسة، كما ضم إليهم عالم المصريات الشهير زاهي حواس، رغم عدم صلته بـ "تكوين"، إلى مناظرة محددة يكونون فيها جميعا في جهة وهو في جهة مقابلة لهم، وقال: "وليسمحوا لي أن أبادر بالهجوم الفكري".
ووجه الشيخ أسامة الأزهري رسالة لكل شخصية ذكرها، تتضمن النقاط التي يود مناقشتها فيها، حيث وجه رسالته إلى الكاتب يوسف زيدان، يطلب النقاش والمناظرة في عدد من النقاط قائلا: "اسمح لي أن أخوض معك النقاش والمناظرة حول دعوى أن المسجد الأقصى في سيناء، وقولك إن صلاح الدين أحقر شخصية في التاريخ، وبقية أطروحاتك في: (عزازيل)، وفي روايتك الماكرة: (ظل الأفعى)، وفي كتابك: (اللاهوت العربي) وغير ذلك من أطروحاتك".
وأضاف الأزهري: "اتصلت بصديقي نيافة الأنبا أرميا -الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وعضو بيت العائلة- فأعرب لي عن مدى حزنه، حينما يسمع من يقول نأخذ نصوص الإنجيل فقط ونهجر التقليد الذي نقلت به الديانة المسيحية، حيث إن المعمودية نفسها –الصلاة- لم تذكر بالتفصيل في الإنجيل، بل تم تلقيها حسب التقليد الكنسي التاريخي جيلا من وراء جيل".
وقال الأزهري: "وكذلك عندنا في الاسلام غير مقبول من أحد أبدا أن يقول نأخذ القرآن فقط، ونلقي السنة المشرفة، حيث إن تفاصيل الصلوات كلها مثلا غير مذكورة في القرآن، وأنها مأخوذة من السنة المشرفة فقط، فإنكار السنة هدم لثوابت الإسلام كلها".
كما وجه الشيخ أسامة الأزهري دعوة لكل الباحثين الأزهريين إلى أن يتكون منهم فريق تحت إشرافه، للعمل على مدار سنة كاملة لمناقشة كل أفكار مركز تكوين، مؤكدا أنه سيكون "نقاشا علميا رصينا وهادئا".
يوسف زيدان يرد
رد الكاتب يوسف زيدان على دعوة الأزهري بمنشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث أبدى ترحيبه بدوره لعقد هذه المناظرة، من دون الزج بمؤسسة "تكوين" في الأمر، وأنه سيعقد المناظرة بصفته الشخصية.
وطلب أن تكون المناظرة بعيدًا عن وسائل الإعلام و"صخب البسطاء"، على حسب تعبيره، كما طلب أن يتم النقاش بينه والشيخ الأزهري منفردين.
ووجه زيدان رسالته للشيخ أسامة الأزهري قائلا: "تقديرًا مني لشخصك الكريم ولثقافتك الواسعة واتزانك الوقور، ونظرًا لأن أمورًا كثيرة تجمع بيننا، إذ كلانا شغوف بالمعرفة المتنوِّعة والعقلانية الرصينة والرحابة الروحية، وكلانا سكندريُّ ومهمومٌ بأحوال الوطن فإنني أرحِّب باللقاء بك للرد على كل ما طرحته عليَّ للنقاش، أعني وجهة نظري في حقيقة المسجد الأقصى، وفي شخصية صلاح الدين الأيوبي وأيضًا، ما طرحته في روايتي "عزازيل" وروايتي الأخرى "ظل الأفعى" التي وصفتها أنت بالماكرة وكتابي الذي يبدو أنه أزعجك "اللاهوت العربي".
وأضاف زيدان: "على أن نناقش تلك الموضوعات بهدوء ورويّة، ونتحاور منفردينِ بعيدًا عن وسائل الإعلام وصخب البسطاء علمًا أن ما تفضَّلت أنت بطرحه عليَّ للتحاور وتبادل الرأي، لا يخص من قريب أو بعيد مؤسسة "تكوين" وما تهدف إليه من تثقيفٍ عام".
ولم يمانع زيدان أن تضم المناظرة الأنبا "إرميا" الأُسقف العام، لكنه اشترط أن يقتصر اللقاء على ثلاثتهم.
كما أصدر الأسقف العام الأنبا أرميا بيانا بدوره، أعلن فيه تعاونه مع الشيخ أسامة الأزهري في الحفاظ على الثوابت الدينية ونشر الوعي.
وقال الأنبا أرميا: "نرفض بشدة ولا نقبل إنكار السنة المشرفة والتقليد الكنسي السابق للكتاب بعهديه القديم والجديد الذي نقل لنا كل ما يحدث في المسيحية من شعائر وصلوات، ونرفض أيضًا أي تيارات غريبة أو أفكار هدامة تهدد السلام المجتمعي، أو تضر الشعب مسلميه ومسيحييه، ونتعهد بمواجهتها بكل قوة.