بعد وقف مبادرة «زيرو جمارك»..
مصير أسعار الذهب فى مصر الفترة المقبلة
تسبب انتهاء مبادرة زيرو جمارك، في طرح أسئلة حول مصير أسعار الذهب في مصر، خلال الفترة المقبلة، ولا سيما مع استمرار سلسلة الارتفاعات نتيجة التوترات العالمية؛ لتتخطى الأوقية حاجز الـ2400 دولار.
وكانت المبادرة تم بدء العمل بها في 11 مايو 2023 لمدة 6 أشهر، ثم تم تجديدها في نوفمبر الماضي لمدة 6 أشهر أخرى لتنتهي في 10 مايو 2024.
وبحسب تقارير، فساهمت مبادرة «زيرو جمارك» على الذهب ومشغولاته في دخول 4.3 طن من السبائك الذهبية إلى السوق المصرية دون جمارك عليها.
وقالت مؤسسة «جولد بيليون»، العاملة في مجال أبحاث وتقارير الذهب، إن تأثير انتهاء المبادرة سيكون على المدى القريب والبعيد، حيث على المدى القريب كان من المفترض أن تؤثر بشكل إيجابي على أسعار الذهب المحلي، خاصة في ظل وقف عمليات استيراد الذهب، ولكن في ظل الوضع الحالي سيكون التأثير مختلف.
وأضافت: «الفترة الحالية تشهد تراجعا واضحا في الطلب على الذهب المحلي، هذا بالإضافة إلى انخفاض في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية بشكل تدريجي، خاصة مع تزايد الواردات الدولارية لمصر إلى جانب تسعير الدولار في موازنة الدولة للعام المالي القادم عند 45 جنيها للدولار، الأمر الذي يضعف من سعر الدولار التحوطي المستخدم في تسعير الذهب».
وتابعت: «هذه العوامل قد تجبر سعر الذهب على التراجع في المدى القريب، وبالتالي عدم تجديد مبادرة زيرو جمارك لن تدفع الذهب إلى الارتفاع بشكل قوي، حتى وإن حدث ارتفاع في سعر الذهب فسيكون لفترة مؤقتة».
وواصلت: «أما على المدى البعيد فالملاحظ حاليًا هو ارتفاع عمليات تصدير الذهب في ظل بحث التجار عن بديل لانخفاض الطلب المحلي على شراء الذهب، فخلال هذه الفترة يقوم التجار بشراء الذهب بهدف تصديره وبالتالي في حال عدم تجديد المبادرة سيعمل هذا على الإخلال بميزان العرض والطلب مع الوقت في ظل تصدير الذهب وعدم وجود مصدر جديد لدخول الذهب إلى السوق».
واستكملت: «خلال المؤتمر الأخير لمجلس الذهب العالمي الذي تم عقده في مصر يتوقع ارتفاع صادرات الذهب المصرية، خلال الفترة القادمة، في ظل تزايد نشاط التعدين وارتفاع الطلب على المشغولات الذهبية المصرية بسبب جودتها».
وختمت: «بالتالي التشجيع على تصدير الذهب قد يعمل على حدوث اختلال في المعروض في السوق مع توقف عمليات الاستيراد للذهب الخام وتوقف دخول الذهب دون رسوم جمركية، وبالتالي إذا عاد الطلب المحلي إلى الارتفاع سيكون هناك عجز في المعروض الأمر الذي سيدفع الأسعار إلى الارتفاع على المدى الطويل».
زيادة احتياطي الصين وتركيا من الذهب
وفي هذا السياق، قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، إن تأثير المبادرة كان ضعيفا جدًا، خلال الشهور الماضية، متابعًا: «الذهب الذي دخل دون جمارك لم يطرح جميعه في الأسواق، بل ما تم طرحه جزء بسيط منه فقط نتيجة احتياج المسافر فقط والباقي تم تخزينه كاستثمار».
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه إذا نظرنا إلى المستقبل فسيكون هناك تأثير، خاصة وأن الجمارك تصل حاليًا إلى 371 جنيهًا على الجرام وهو ما سيخفض الكميات الواردة من الخارج، ما يعني زيادة الإقبال على الذهب في الداخل، ومن ثم يقل المعروض وترتفع الأسعار.
وحول التوقعات ووضع المعدن الأصفر الفترة المقبلة، أشار «نجيب»، إلى أن سلعة الذهب حساسة جدًا تتأثر بأي أحداث في الخارج والداخل، سواء في السلم والحرب، مؤكدًا أن الذهب هو الملاذ الآمن وخاصة مع اتجاه الصين وتركيا لزيادة احتياطهما من الذهب كبديل للدولار.
وأوضح سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، أن إقبال المواطنين على شراء الذهب خلال الفترة الحالية أقل من الطبيعي؛ نتيجة انخفاض السيولة لدى المستهلك.
تخفيف الضغط على الدولار
ومن ناحيته، قال المهندس لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الوقت الذي أصدرت فيه مبادرة زيرو جمارك كان مثاليا؛ بسبب فارق السعر فى مصر عن السعر العالمي ووجود أكثر من سعر للدولار.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المبادرة في أول صدورها ساهمت في خفض أسعار الذهب إلى 15%، متابعًا: «ولكن الوقت الحالي الوضع مستقر وتم القضاء على السوق السوداء ولا يوجد إقبال على شراء الذهب كالسابق».
وأشار «المنيب»، إلى أن عدم صدور قرار بمد مبادرة للذهب مرة أخرى لن يؤثر على الأسعار، ولكن صدورها ممكن يفيد من حيث زيادة في المعروض، وتخفيف الضغط على الدولار بدلًا من توفيره لاستيراد الذهب، سيأتي من الخارج دون أي عملة.
وأوضح نائب رئيس شعبة الذهب، أن الفترة الحالية الإقبال على الذهب لم يصل إلى المستويات السابقة قبل مبادرة الجمارك، ولا سيما مع وجود أوعية ادخار أخرى مثل العقارات وشهادات الاستثمار.
وحول انخفاض الذهب، أكد أن الأحداث العالمية من الضربات في البحر الأحمر والحرب الروسية الأوكرانية والعدوان على غزة، تؤثر على أسعار الذهب بالزيادة، وظهر ذلك في الأوقية العالمية التى ارتفعت لتصل إلى معدلات تاريخية، ولكن مع انتهاء هذه التوترات ستعود أسعار الذهب إلى الانخفاض.