رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: التشكيل الوزاري الجديد وكيف يكون

النبأ

قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بقبول إستقالة الحكومة وتكليف السيد د مصطفى مدبولى بتشكيل حكومة جديدة؛؛ ولما كنا في عصر الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها ووضع أساسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ ولذلك كان التكليف ينطلق من تلك القاعدة؛ فقد كلف السيد الرئيس رئيس الحكومة المكلف بألا يعتمد إختيار الوزراء على أهل الثقة والمحسوبية  والمجاملات والمقربين وإنما يعتمد على ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة؛ ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما شمل قرار التكليف أن تقوم الحكومة الجديدة بتحقيق عدد من الأهداف لو تحققت على المدى القريب أو المتوسط لإنتقلت مصر إلى  حالة أخرى ووضع اخر في مصاف الدول الحديثة المعاصرة المتقدمة  في شتى المجالات وكافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ غير أن ما يعنينا في هذا المقام هو ان نركز على هدفين رئيسين من بين الأهداف التي حددت في التكليف وهما الهدف الأول ان يكون ملف بناء الإنسان المصري في مجالات الصحة والتعليم على رأس أولويات الحكومة الجديدة.

الهدف الثاني  تطوير ملفات الثقافة والوعي الوطني والخطاب الديني المعتدل الذي يرسخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي.

وحتى يتحقق هذين الهدفين  المؤسسين لملامح  الشخصية المصرية والهوية المصرية والحداثة المصرية في ظل الجمهورية الجديدة كما يراها  السيد الرئيس بحكم فهمه العميق وإدراكه  القوي للتجربة التاريخية المصرية بأركان شخصيتها واعمدتها الرئيسية الثابتة على مر الزمان وكر الدهور وتعاقب الاجيال؛ لا بد أن يكون من يحمل هذين الملفين على عاتقه  وكاهله  من ذوي  الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة والتخصص في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والدين والفكر الحر المستنير.

وليس من اهل الثقة والمجاملات والمحسوبية والمقربين وبالتالي يجب أن يتم الاختيار وفق معايير موضوعية   وضوابط  دقيقة صارمة ووفق مفاهيم الإدارة الحديثة وهي إدارة التغيير وليس تغيير الإدارة؛ فإحنا في هذه المرحلة مش محتاجين نغير رأس برأس أخرى وخلاص فالتغيير لا بد أن يتناسب  مع الأهداف المرجوة ويتسق معها وفق سيستم ونظام ورؤى استراتيجية ولا يرتبط بالأشخاص؛؛؛ 

وهو ما شدد عليه السيد الرئيس في مناسبات عديدة  بقوله احنا محتاجين كفاءات وقوله مصر ولادة وبالتالي فقد أن الأوان لكي تنطلق اختيارات الوزراء بل وكل المسؤولين والقيادات في كافة الجهات والمؤسسات والهيئات والقطاعات والجامعات والمجالس من قاعدة الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة والتخصص وفق المعايير والضوابط الحقيقية الموضوعة  بجد وبحق.

إن المرحلة الدقيقة الحرجة التي تجتازها الأمة المصرية الحبيبة في ظل  الظروف والأوضاع والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية تحتاج أن نعبئ  لها كل طاقتنا من وعي الذات والتعبير عن وجودنا الحر والطموح إلى حياة أعز وأفضل اي أننا يجب ان نكون في مستوى مصرنا بالنسبة للذات وفي مستوى عصرنا بالنسبة للاخر ولن يتحقق ذلك إلا بحسن إختيار القيادات من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزةكما طالب السيد الرئيس؛ وهذه هي اول خطوة على الطريق الصحيح.

ولما كان  الإنسان المصري هو محور الحضارة المصرية في كل مراحلها وتنوعاتها الحضارية والثقافية بإعتباره أداتها بعقله وفكره ويديه كما أنه هدفها وغايتها لان مقومات اي نهضة حضارية ووسائلها كلها مسخرة لخدمته وتطوير حياته  نحو الأفضل؛ ومن هنا كان وضع بناء الإنسان المصري في مجالات الصحة والتعليم على رأس تكليفات السيد الرئيس للحكومة الجديدة ثم تأتي بعد ذلك مرحلة البناء الثقافي والوعي الوطني والخطاب الديني المعتدل لترسيخ  مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعي بين عنصري الأمة وجناحيها الإسلامي والمسيحي في ظل انتشار حروب الجيل  الرابع والأفكار المدسوسة وزعزعة الاستقرار وزلزلة الثوابت وإثارة الفتنة  والتشكيك في الرموز ورفع القداسة عن المقدس وصناعة هويات جديدة وتاريخ بديل عبر العديد من المؤسسات في الداخل والخارج وعبر وسائل الإعلام المختلفة والسوشيال ميديا والمواقع والمنصات التي باتت تنفث سمو مها في المجتمع.

فمن يستطيع  إذن أن يحمل  على عاتقة وكاهله هذا الملف الصعب والخطير ويقود سفينته إلى بر الأمان؛؛ هل رجل أو امرأة من اهل الثقة والمجاملات والمحسوبية؛؛؛ أم من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة والتخصص وفق المعايير والضوابط الموضوعة و في ضوء  قواعد البيانات المتاحة؛؛
الخيار  الثاني هو الاصح والاجدي والأصوب والأقوم وهو عين ما نادي به السيد الرئيس وطالب به السيد رئيس الحكومة الجديدة المكلف؛؛
فهل يتحقق ذلك ونراه بعين  اليقين وحق اليقين وعلم اليقين؛؛ أم لا؛؛؛

بقلم:

الدكتور محمد حمزة عميد كلية آثار القاهرة سابقًا