بعد إنهاء حياة جاره.. المرض النفسى لم يعفى شاب الإسكندرية من العقاب
أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية الستار عن قضية قتل رجل خمسينى على يد شاب بالطريق العام بدائرة قسم أول الرمل بمحافظة الإسكندرية، مستخدمًا سلاح أبيض عبارة عن سكين كبير، حيث قضت المحكمة بمعاقبته بالسجن المؤبد.
جنايات الإسكندرية
كشف حكم محكمة جنايات الإسكندرية أنه أثناء جلوس المتهم أحمد عبد المجيد أحمد والمجني عليه حسن محمد علي جوهر على مقهى حمزة بشارع غبريال بدائرة قسم أول الرمل حدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأيدي، وقام مرتادي المقهى بفضها وعاد المجني عليه إلى مجلسه بالمقهى، بينما انصرف المتهم بعد أن نظر المجني عليه متوعدًا، وانعقدت نيته على الانتقام منه بقتله، وتوجه إلى منزله الذي لا يبعد عن المقهى سوى ثلاثمائة متر، وأحضر سلاح ابيض عبارة عن سكين كبير كانت أمه تحتفظ به خلف سريرها واخفاها في جانبه، ثم نزل مسرعًا متجهًا للمقهى عازما على تنفيذ ما انتواه بقتل المجني عليه بالسكين الذي أحضره، حيث تقابل في الطريق مع شقيقه محمد الذي كانت والدته اتصلت به واخبرته بما حدث، وكان برفقته اصدقاء المتهم، ثم حضرت والدة المتهم وحاولوا منعه من الذهاب إلى المقهى دون جدوى.
في هذا الأثناء حضر مازن ابن المجني عليه ليستطلع ما حدث لوالده فحدثت مشادة كلامية فيما بينه وبين شقيق المتهم، تطورت إلى مشاجرة فيما بينهما تقاذفت فيها مناضد وكراسي المقهى، فاستغل المتهم فرصة انشغال من كان محيطا به بالمشاجرة، وأخرج السكين الذي أحضره وتوجه ناحيه المجني عليه، وطعنه في بطنه من الجهة اليسرى، قاصدًا من ذلك قتله فأحدث به إصابة فى بطنه بالجهة اليسرى قاصدًا من ذلك قتله، وعقب ذلك تمكن الرائد محمد خيري ضابط مباحث الإسكندرية من القبض على المتهم وضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة، وبمواجهته أقر له بطعن المجني عليه بالسكينة المضبوطة بقصد قتله.
أقوال المتهم
روى المتهم بتحقيقات النيابة العامة وأمام محكمة جنايات الإسكندرية، أنه دائمًا ما يجلس بالمقهى المجاور لمنزله، والذي يرتاده المجني عليه أيضًا، وأن الأخير دائب على السخرية منه وسبه بألفاظ بذيئة، وفي يوم الواقعة ذهب للجلوس بالمقهى مع اصدقائه بعد صلاة المغرب، حيث حضر المجني عليه وجلس مع أصدقائه، وإنه فوجئ بقيامه بسبه بأمه دون سبب، فترك أصدقائه الذين كان يجلس معهم، وجلس بمفرده على مقربة من المجني عليه، ثم بادر المتهم بسبه بلفظ "ديوث"، فأشار له المجني عليه إشارة خارجة بإصبعه، ثم قام المجنى عليه بصفعه، وصارت بينهما مشاجرة حتى فرق مرتادي المكان بينهما بعد ان تمزق قميص المجني عليه، واوضح المتهم إنه انتوى قتل المجني عليه انتقامًا من إهانته له وسبه له، فتوجه لمنزله لإحضار السكين الذي تخفيه والدته بغرفتها وتخرجه فقط وقت الذبح، وأخفاها في جانبه.
وتوجه المتهم فورًا للمقهى، وفي طريقه تقابل مع أصدقائه وشقيقه "محمد" وحاولوا تهدئته وطلبوا منه الذهاب لمكان آخر، إلا أنه أصر على التوجه إلى ذات المقهى فذهبوا معه ودخلوا به إلى شارع مجاور للمقهى، وبعد برهه حضرت والدته ثم حضر أبناء المجني عليه ومعهم أصدقائهم، وتحدث أحدهم بصوت عالي لوالدته، فتوجهوا جميعًا ناحيه المقهى، وتحدث هو لمن كان يصيح في والدته، فوجد المجني عليه يشير عليه لابنه قائلًا "هو ده اللي كان بيتخانق معايا" فأسرع الأخير ناحيته وتشاجر سويا، وقام الجميع بقذف مقاعد ومناضد المقهى، وقام أحد أصدقاء ابن المجني عليه بقذفه بمنضدة في أنفه فكسرته.
وفى هذه الأثناء أبصر المجني عليه يقف على رصيف المقهى وممسك بمقعد في يده، فتوجه ناحيته واخرج السكين من جانبه، وطعن بها المجني عليه في بطنه بقصد قتله، ثم تجمع الأهالي حوله وانتحوا به جانبًا، حيث اصطحبته والدته إلى المستشفى لعلاجه، ثم تقابل مع ضابط المباحث الذي القى القبض عليه.
وأضاف أنه لا يعاني من أي أمراض وكان مدركًا تماما لما يحدث.
عائلة المتهم
وبسؤال والدة وشقيق المتهم قرروا أن المتهم مريض بمرض الفصام، وإنه يعالج منذ عام 2005، وله ملف بمستشفى المعمورة للصحة النفسية، وأنه ممتنع عن العلاج منذ أكثر من عام، وأن تصرفاته معهما في المنزل أصبحت غريبة وأصبح سلوكه عدوانيا، ويعتقد أنهم يريدون تسميمه، ويتخيل دائمًا أن الناس تتكلم عنه وتسبه.
مستشفى الأمراض العقلية
قررت محكمة جنايات الإسكندرية إيداع المتهم مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية لمدة 45 يومًا تحت الملاحظة الطبية لبيان ما إذا كان يعاني وقت ارتكاب الجريمة من ثمة اضطراب نفسي أو عقلي، وصولًا لبيان مدى مسؤوليته، ونفاذا لذلك القرار ورد تقرير اللجنة الثلاثية من المجلس الإقليمي للصحة النفسية بالقاهرة،والذي انتهى إلى أنه ثبت للجنة أن المتهم لا يعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي في الوقت الحالي أو وقت ارتكاب الواقعة محل الاتهام، وإنه قادر على الإدراك والإختيار والحكم على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب مما يجعله مسؤولًا عن الاتهام المسند إليه.