بائع غزل البنات: كان نفسي اشتري فرخة لعيالي ليلة العيد ولا أملك هاتفا محمولا
بملامح يخيم عليها مشاعر مختلطة بين الانكسار والفرحة بالعوض، يقف محمد حسين، المعروف إعلاميًا بـ«بائع غزل البنات»، بعدما بات في ليلة وضحاها حديث الشارع المصري بأكلمه، من مسقط رأسه حيث جنوب الصعيد، تحديدًا دار السلام بمحافظة سوهاج، ضاربًا كفًا على كف ويروي تفاصيل ما حدث له، خلال لقاء «النبأ الوطني» معه، لاسيَّما بعدما لاقى تعاطفًا كبيرًا لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
بائع غزل البنات: كان نفسي اشتري فرخة لعيالي ليلة العيد ولا أملك هاتفًا محمولًا
والقصة تعود إلى ظهور محمد في مقطع فيديو وهو يلقي بحلوى غزل البنات على الأرض بعد شعوره بالإحباط لعدم تمكنه من بيعها في ذلك اليوم، بعد عجزه عن توفير مبلغ مالي لشراء طعام لأطفاله في يوم وقفة عيد الأضحى.
ويؤكد «حسين» لـ«النبأ»، أنه يعمل يوميًا لمدة 12 ساعة لكسب رزقه من بيع حلوى غزل البنات، وليس لديه مصدر دخل آخر أو خبرة في أي مجال آخر.
وأضاف أنه في يوم الجمعة الذي سبق وقفة عيد الأضحى، كان يحاول بيع الحلوى تحت أشعة الشمس الحارقة لتوفير المال لشراء «فرخة» لأطفاله ليتناولها في إفطار مغرب يوم عرفات «ليلة العيد»، لكن لم يتمكن من بيع أي شيء، موضحًا أنه يشتري الحلوى «شكك»، أي بالآجل، ويسدد ثمنها من أرباح البيع اليومية، والتي لا تتجاوز 100 جنيه.
وذكر بائع غزل البنات، أنه شعر باليأس والحزن حينها، فألقى الحلوى من يده غير مدرك أن أحدهم كان يصوره، وتفاجأ بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، مُشيرًا إلى أنه لم يشاهد الفيديو إلا بعد أن أخبره الناس عنه في بلدته، حيث إنه لا يملك هاتفًا محمولًا، بل تستخدم والدته هاتفًا قديمًا من نوع "نوكيا بزراير"، وهو إرث من والده.
وأعرب «محمد» عن سعادته وشكره لكل من تعاطف معه، مشيرًا إلى أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة تواصل معه ووعده بتوفير كشك ومبلغ مالي له.
تجدر الإشارة إلى تواصل، مؤسسة حياة كريمة والتضامن الاجتماعي، مع «محمد» ووعداه بدعمه بمبلغ شهري، لاسيَّما وأنه يعول أربعة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة ويحتاج لمصدر رزق لإعالتهم.
وأكد «حازم» الشخص الذي قام بتصوير الفيديو، أنه تأثر بموقف محمد، وقرر نشر الفيديو عبر حسابه على تيك توك لطلب المساعدة له.
وأضاف أنه بعد انتشار الفيديو، وضع رقم هاتفه الشخصي عبر تيك توك لجمع التبرعات لمساعدة محمد، وتمكن من جمع 2300 جنيه، وقام بتسليمها لوالدة محمد لأنها الوحيدة التي تملك هاتفًا محمولًا في الأسرة واستطاع من خلاله التواصل بها.