أهالي «المستجدة» يستغيثون: الجزيرة بلا خدمات وعيالنا مهددين بالموت يوميا
رائحة الموت تفوح من كل أركانها، أطفالها قبل كبارها مهددون بفقد أرواحهم فجأة، وكيف لا والأطفال يعيشون رحلة رعب يومية خلال ذهابهم إلى مدارسهم أو امتحاناتهم، أولئك الذين لم يختاروا أن يولدون بجزيزة «المستجدة» تلك الجزيرة التي ينخر الإهمال بين جنباتها، حيث مركز المنشأة في محافظة سوهاج، لدرجة أن قاطنيها محرومون حتى من وجود مستشفى توفر لهم ولو أدنى قدر من الخدمات الطبية، ومن مدرسة يتلقى فيها فلذات أكبادهم تعليمهم بدلًا من ركب المياه يوميًا، ما جعل أهلها يستغيثون؛ عَلَّ أَحَدِ يستجيب لصرخاتهم الممزوجة برعبٍ على حيواتهم وحيوات أطفالهم.
أهالي «المستجدة» يستغيثون عبر «النبأ»: انقذوا أولادنا من الموت
قبل عدة أشهر، عاش أهالي جزيرة «المستجدة» التي تبلغ مساحتها 11 ألف كم، والبالغ عددهم 20 ألف نسمة، حالة من الرعب وسط محاولات إنقاذ أطفالهم من الغرق بعدما تسربت المياه داخل العبارة التي كانت تنقل أطفالهم إلى المدارس الموجودة في القرى المجاورة لهم.
الـ«معدِّية» الخاصة والأتوبيس النهري التابع لمجلس المدينة، هي وسيلة النقل الوحيدة لأهالي الجزيرة، إلى البر الثاني لقضاء حوائجهم، حيث الخدمات التي حُرموا منها.
يضرب أهالي الجزيرة كفًا على كفٍ، مستنكرين ما يتعرضون له من إهمال، مرددين أن نهاية مأساتهم معروفة، والتي ستكون عبارة عن خبر عن كارثة جديدة تتداوله وسائل الإعلام، بعد غرق عددٍ من أطفال بالصعيد نتيجة خطأ من صاحب مركب، ويختتم بأنه جارٍ التحقيق مع السائق.
ويقولون، إن الأتوبيس النهري التابع لمجلس المدينة معطل دائمًا ولا يعمل إلا يوم السوق من كل أسبوع أما باقي الأيام معطل، والتنقل فقط من خلال العبارة الخاصة التي تستوعب أكثر من حمولتها في إشارة من أهل الجزيرة بإهمال أو تواطئ المسؤولين، لصالح أصحاب العبارة الخاصة.
ويؤكد عادل صابر، أحد الأهالي، أن الجزيرة ليس بها مدرسة ولامستشفى ولا وحدة صحية أو صيدلية، مُعقبًا: "إذا كانت الدولة أطلقت حياة كريمة وتنادي بحياة كريمة فنحن في الجزيرة نعيش حياة غير آدمية ولم نر أية كرم من الدولة".
ويضيف أن أهالي الجزيرة يتحملون جميع الأعباء التي يتحملها المواطن من غلاء أسعار وغيره ويريدون فقط إنقاذ أطفالهم من للغرق، مُتسائلًا: كيف أن جزيرة يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة ولا يوجد بها مدارس؟ ما يجعل الطلاب في جميع المراحل الدراسية يتجمعون ذهابًا وإيابًا بأعداد كبيرة، ما يعني أن الحمل مضاعف على الـ«معدِّية» للوصول إلى مدارسهم، وبالتالي نحن بصدد كارثة إنسانية.
ويقول أحد شهود العيان على حادث ال«معدِّية»، أنه خلال ذهاب الطلاب إلى المدارس تعرضت العبارة للغرق مما جعل الطلاب يستغيثون، وخرج الأهالي مسرعين لنجدة أبنائهم ولم يسعفهم سوى انتشال الاطفال بالمراكب الصغيرة.
بينما يقول هشام محمد: "المعدِّية كانت هتغرق ولو غرقت كل بيت فيه ٥ أو ٦ أطفال والأهالي مش هتسيب بعضها وهتكون مجزرة في البلد حتى الحكومة لن تستطع السيطرة عليها".
جدير بالذكر أنه في 2021 تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب بمذكرة إلى وزير الري للنظر في هذه المشكلة والمطالبة بإنشاء مرسى وتوفير عبارة لهم.
ويجدد أهالي «المستجدة» استغاثتهم عبر «النبأ الوطني»، على أمل أن يجدوا أقل الخدمات المتمثلة في عبارة تنقل أبنائهم للبر الثاني بسلام، أما باقي الخدمات أصبحت أحلام.