رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مسعفان يتمكنان من إنقاذ حياة طفلة صغيرة توقف قلبها جراء حادث عنيف

المسعفان أصحاب الواقعة
المسعفان أصحاب الواقعة

قد تعجز الكلمات في كثير من الأحيان عن تجسيد ووصف حجم الإنجاز الذي طال بعض القطاعات الهامة داخل الدولة، وقد تغفل عين المواطن بين السطور  الأرقام المليارية التي أنفقتها الدولة لتحسين معيشة الفئات الأكثر احتياجا من المواطنين، ولعل مبادرة "حياة كريمة" لتنمية ريف مصر هي خير عنوان للجمهورية الجديدة التي تسعى لانتشال ريف مصر من براثن الإهمال الذي نال منها لعقود.

ولأن الأفعال هي خير بيان لحجم الإنجاز الذي طال منظومة الإسعاف المصري مؤخرًا بعد انضمام أسطول سيارات إسعاف حياة كريمة لها، جاءت واقعة جديدة لقصة إنقاذ استثنائية لتبرهن على أن ريف مصر بدأ يجني ثمار مبادرة حياة كريمة.

بداية إنقاذ الطفلة

البداية جاءت بطرقات عنيفة على أبواب تمركز الإسعاف الثابت بالطريق الحر بمدينة كفر الزيات التابع لمحافظة الغربية، ليهرع طاقم سيارة الاسعاف مندفعين صوب الباب وهم يدركون سلفا طبيعة تلك الطرقات والتي تنذر بوجود حادث مروري، لطبيعة موقعهم والذي يخدم طريق سريع، وعلى غير المتوقع فوجئ رجال خط الدفاع الأول برجل يحمل بين ذراعيه طفلة صغيرة، فاقدة للوعي وتنزف بغزارة من جرح غائر برأسها، وبدون مقدمات انتشل المسعف الفتاة من يد الرجل وهرول بها صوب كابينة سيارة الإسعاف وفي الاتجاه الآخر هرول الآخر صوب مقود السيارة (كود 3969) إسعاف حياة كريمة، والتي تضم أحدث التقنيات والتجهيزات الطبية والتي تتوافق مع المعايير الأوربية. 

وبثبات وهدوء بدأ المسعف في متابعة العلامات الحيوية للطفلة عبر جهاز Patient Monitor، مع عمله على إيقاف النزيف الغزير الذي نتج عن جرح غائر برأس الطفلة الصغيرة، نتج عن ارتطام رأسها بجسم صلب، مع إنصاته باهتمام لتفاصيل الحادث المؤلم الذي أصاب تلك الطفلة من المرافقين لها، ليقطع ذلك الحديث صوت جهاز Monitor والذي ينذر بانهيار العلامات الحيوية للفتاة، وتوقف عضلة قلبها، ليسرع المسعف في تطبيق إجراءات الإنعاش القلبي الرئوي للطفلة لتحفيز قلبها على معاودة العمل، مع إيصال جسدها الذي يتشبث بالحياة بقطبي جهاز مزيل الرجفان الآلي AED ( جهاز الصدمات الكهربائي ) وأعقبها مباشرة توجيه صدمة كهربائية للطفلة، مع استمرار المسعف في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لها، ليعاود قلب الطفلة النبض مرة أخرى، كل تلك الأحداث المتلاحقة وقائد سيارة الإسعاف يحث الخطى بها صوب المستشفى، وصوت سارينة سيارة الإسعاف يصم الأذان لينبه كل من في الطريق بوجود حالة حرجة، وبضرورة إفساح المجال أمام سيارة الإسعاف.

شفاء الطفلة

دقائق بسيطة استغرقتها تلك الرحلة صوب المستشفى، ولكنها دقائق ثقيلة على كل من حضر فصولها، وتستمر فصول تلك الواقعة، مع نزول المسعف من سيارة الإسعاف والطفلة ممدة على تروللي الإسعاف وجهاز الصدمات ما زال متصلا بجسدها، وفور دخوله لاستقبال المستشفى وشروع الأطباء في الكشف عليها، يتوقف قلب الطفلة للمرة الثانية ليشرع المسعف في إعطائها الصدمة الثانية، ليعود قلبها للحياة مرة أخرى، ويظل المسعف وزميله بجوار الطفلة حتى تم إيداعها بالعناية المركزة، لاستكمال رحلتها العلاجية، ظلت عيونهم متشبثة بالفتاة مع انسحابهم من العناية المركزة بترولي سيارة الإسعاف، وألسنتهم تلهج بالدعاء طلبًا للشفاء للطفلة الصغيرة.

وختامًا لا يمكن أن نطوي صفحات تلك الواقعة دون توجيه الشكر لبطلي الواقعة المسعف بلال المحمدي الحاصل على الدبلوم المهني للمسعفين والذي فاض بعلمه وعمله في تلك الواقعة، وزميله رمضان الميهي قائد المركبة الإسعافية.