عائلة أبو رعد: كيف تحول الترفيه العائلي إلى عمل ناجح على اليوتيوب
في عصر السوشيال ميديا أصبح بإمكان العديد أن يصبحوا نجوما من خلال مقاطع الفيديو التي ينشروها على الإنترنت، وبرزت عائلة أبو رعد كواحدة من أبرز العائلات التي تمكنت من تحويل الترفيه العائلي إلى عمل ناجح وجاذب للملايين على منصة يوتيوب، بقيادة الأب حسام الحلبي، استطاعت أن تنشئ عالمًا خاصًا بها يجمع بين المتعة والفن والتعليم، مما جعلها نموذجًا فريدًا في مجال الإعلام الرقمي.
وبدأت القصة عندما قرر حسام الحلبي في عام 2016 وهو مخرج وكاتب موهوب، أن يستغل موهبته العائلية ويشاركها مع العالم. فقام بإنشاء أول قناة يوتيوب لهم، وبدأ بنشر مقاطع فيديو قصيرة تظهر مهارات أبنائه في التمثيل والغناء، وهنا بدأت رحلة العائلة نحو النجومية الرقمية.
ويعد مسلسل "الحماية والكنة"، نقطة التحول الكبرى، وشارك فيه حمادة، الطفل الصغير ذو الأربع سنوات آنذاك، نجح في كسب قلوب المشاهدين بفضل روح حمادة المرحة وأدائه البارع، ونجاح المسلسل لم يكن محض صدفة، بل كان نتيجة تخطيط دقيق وعمل جماعي منظم بقيادة حسام الحلبي، والأداء الكوميدي والطبيعي لحمادة جعله نجمًا محبوبًا، ليس فقط بين الأطفال بل بين البالغين أيضًا.
وبعد النجاح الساحق لمسلسل "الحماية والكنة"، قررت العائلة توسيع نطاق أعمالها. فبدأوا بإنتاج مسلسلات أخرى مثل "الضراير"، "نكشات أبو رعد"، "كان ياما كان"، و"حكمت المحكمة"، وكل هذه الأعمال كانت من تأليف وإخراج حسام الحلبي، وشاركت فيها الأسرة بأكملها، مما أضفى على العمل جوًا عائليًا متناغمًا، وهذا التضافر بين أفراد العائلة كان له دور كبير في نجاح الأعمال وجذب المشاهدين.
بالتوازي مع التمثيل، بدأت العائلة بتقديم أغاني موجهة للأطفال وأخرى منوعة تلائم جميع الأذواق، وأغاني مثل "عامل قلبان"، "زيرو"، "دله دله"، و"على مين" حققت شعبية كبيرة. إلى جانب الأغاني التعليمية مثل "أنا شطور" و"النمر الوردي"، والتي كانت تهدف إلى تقديم رسائل تربوية للأطفال بأسلوب مرح وسهل الاستيعاب.
ولقد أصبحت عائلة أبو رعد نموذجا في كيفية تحويل لحظات الترفيه العائلية إلى محتوى يجذب الملايين، ويحرصون على تقديم محتوى متجدد ومتنوع يلبّي اهتمامات مختلف الأعمار. بفضل هذا التنوع والإبداع، تمكنوا من بناء قاعدة جماهيرية ضخمة على يوتيوب، حيث تضم قناة "عائلة أبو رعد للمنوعات" حوالي 15 مليون متابع، و"عائلة أبو رعد" 12 مليون متابع، و"عائلة أبو رعد للمقاطع القصيرة" حوالي 11 مليون متابع، إلى جانب العديد من القنوات الفرعية الأخرى.
ولم يكن نجاح عائلة أبو رعد مقتصرًا على الأرقام فحسب، بل امتد ليشمل تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع، ومن خلال حملاتهم التوعوية والمبادرات الاجتماعية، أظهروا التزامهم بنشر الخير وتعزيز القيم الإيجابية، وأطلقوا حملات للتوعية بأهمية القراءة وتعليم الأطفال، وأخرى للتبرع بالدم ودعم الجمعيات الخيرية، وهذه المبادرات لم تقتصر على نشر مقاطع الفيديو فقط، بل شملت المشاركة الفعلية في الأنشطة الاجتماعية، مما يعكس التزامهم الحقيقي بتقديم العون للمجتمع.
ويؤمن الأب حسام الحلبي بأن النجاح ليس مجرد أرقام وإحصائيات، بل هو تأثير حقيقي على حياة الناس، وهذا الإيمان يظهر جليًا في كل عمل تقدمه العائلة، ويحرص حسام على تضمين عناصر تعليمية وتربوية في أعماله، ويعمل على توجيه أطفاله والمشاركين في برامجهم نحو التعلم والنمو الصحيح، وهذا التوجه التربوي ساعد في بناء جيل واعى ومثقف من المتابعين الصغار.
ومن خلال التفاعل المباشر مع جمهورهم، سواء عبر التعليقات أو البث المباشر، تمكنت العائلة من بناء علاقة قوية ومستدامة مع متابعيها، وهذا التفاعل يعزز من ولاء المتابعين ويساهم في تحسين المحتوى باستمرار، بما يلبي تطلعاتهم واهتماماتهم.
وتعد قصة نجاح عائلة أبو رعد هي شهادة على أن الشغف والعمل الجاد يمكن أن يحول الترفيه العائلي إلى عمل ناجح ومؤثر. إنها قصة عن الإبداع، التعاون، والتفاني في تقديم الأفضل، وتستمر عائلة أبو رعد في إسعادنا بأعمالهم، ونحن على يقين بأنهم سيواصلون إلهامنا وتقديم محتوى مميز يجمع بين الترفيه والتعليم.