الرئيس الصيني يعترف: قدرة البلاد على الابتكار الأصلي لا تزال ضعيفة نسبيا
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن البلاد تواجه العديد من أوجه القصور في سباقها لتصبح قوة التكنولوجيا في العالم، معترفا بأن ابتكارها "ضعيف نسبيا" وأن علماءها مثقلون بالأعباء.
وقال شي، في مؤتمر وطني للعلوم في بكين، إن الصناعات العلمية في الصين قوية بشكل عام. لكنه سلط الضوء أيضا على تحديات تواجه البلاد، وحث على التركيز على تطوير التكنولوجيا، التي اعتبرها "ساحة معركة رئيسية للمنافسة الدولية" الآن.
وتحاول الصين جاهدة إلى تعزيز قدراتها الابتكارية لمواجهة الهيمنة التكنولوجية للدول الأخرى.
وتأتي تصريحات شي وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن تكنولوجيا أشباه الموصلات ونقل التكنولوجيا الفائقة واخيرا السيارات الكهربائية.
وعززت الصين بشكل مطرد قدراتها في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، حيث أصبحت أكبر دولة في العالم من حيث الموارد البشرية وعدد موظفي البحث والتطوير. واحتلت الصين المرتبة الأولى على مستوى العالم، في عدد طلبات براءات الاختراع خلال عام 2022، كما احتلت المرتبة الـ12 في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023.
وجذب الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني اهتماما عالميا، حيث أصبحت الصين مشاركا مهما في الابتكار الدولي المتطور، فيما تخطط لمواصلة تعزيز قدراتها في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، لتعزيز التنمية الاقتصادية عالية الجودة.
وفي حديثه، خلال المؤتمر، أقر “شي” بالتقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال العلوم، لكنه سلط الضوء على التحديات المستمرة.
وقال "شي" على الرغم من أن تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلاد حقق تقدما كبيرا، إلا أن قدراتها على الابتكار الأصلي لا تزال ضعيفة نسبيا".
وأضاف "تخضع بعض التقنيات الأساسية الرئيسية للسيطرة من قبل آخرين، وهناك نقص في المواهب العلمية والتكنولوجية العليا، لذلك يجب علينا مواصلة الجهود من أجل تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي، للوصول إلى مكانة عالية في المنافسة العلمية والتكنولوجية والتنمية المستقبلية".
وقال شي -أيضا- إن الصين تعاني من نقص في المواهب في مجالات التكنولوجيا والعلوم.
وقال إن الباحثين ما زالوا يشكون من "الأعباء غير الأكاديمية الثقيلة".
وذكر شي الابتكار 55 مرة في خطابه يوم الثلاثاء، مؤكدا عليه أثناء مناقشة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم والتكنولوجيا الحيوية والطاقة الجديدة، وهي مجالات حققت الصين فيها تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة.
وسلط الضوء على اختراقات حققتها الصين في التكنولوجيا بمجالات مختلفة مثل المسبار القمري "تشانغ آه"، والوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية "تيانخه"، ومسبار المريخ "تيانون" والحفار "كرست1" والغواصة المأهولة "فندوتشه" وتقدمها إلى عمق 10 آلاف متر، والتشغيل التجاري لأول محطة للطاقة النووية من الجيل الرابع في العالم، غير أنه قال إن الشركات والمصانغ لا تزال تعاني من "درجة منخفضة من التنظيم والتنسيق"، ما يحتاج إلى معالجة.
وقال إن التقنيات الأساسية خارج أيدي الصين. ويكمن مفتاح دفع الابتكار في فكرة أن تصبح الصين معتمدة على نفسها وخاصة مع تزايد التوترات مع الغرب.
ورغم إنه لم يذكر الولايات المتحدة بالاسم، إلا أنه قال إنه سيتعين على الصين إصلاح كيفية "سيطرة الآخرين على بعض التقنيات الأساسية الرئيسية".
ويأتي ذلك في وقت هددت فيه الولايات المتحدة بتوسيع العقوبات على العديد من شركات الرقائق الصينية المرتبطة بشركة هواوي ومنع بيع أشباه الموصلات المتقدمة الضرورية لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي الأسبوع الماضي، اقترحت وزارة الخزانة الأمريكية الصين قواعد جديدة للحد من الاستثمار الدولي في "الجيل القادم من القدرات العسكرية أو الاستخباراتية أو المراقبة أو الإلكترونية التي تشكل مخاطر على الأمن القومي للولايات المتحدة".