رحلة أحمد محمد من ملاعب الشوارع إلى كأس العالم للساق الواحدة
في عالم كرة القدم، نسمع عادةً عن قصص نجاح لاعبين تغلبوا على صعوبات مختلفة للوصول إلى القمة. ولكن قليلًا ما نسمع عن تلك القصص الملهمة التي تنطوي على تحديات جسدية استثنائية.
أحمد محمد لاعب المنتخب المصري وفريق قيصرية ميلجازي التركي، هو واحد من هؤلاء الأبطال الذين تجاوزوا كل الصعوبات وحققوا إنجازات مذهلة في مسيرتهم الرياضية.
من ملاعب الشوارع إلى الفرق المحترفة، ومن أحلام الطفولة إلى الواقعية الصارمة بعد حادثة بتر إحدى ساقيه، يتحدث أحمد عن رحلته الملهمة في عالم كرة القدم للساق الواحدة، ويشاركنا تجاربه وصعوباته وإنجازاته ونصائحه للشباب الذين يواجهون تحديات مشابهة.
في هذا الحوار، يكشف أحمد عن بداياته، العقبات التي واجهها، تجربته مع الأندية المختلفة، وماذا يعني له أن يكون جزءًا من المنتخب الوطني.
حدثنا عن بداياتك في العموم؟
كنت لاعب كرة قدم عادي، أمارس اللعبة مثل أي شخص آخر. كنت ألعب مع أصدقائي في الشارع وأهل منطقتي، ومن هنا بدأ يتولد بداخلي حلم وشغف كبيرين بأن أصبح لاعب كرة قدم محترف. تأثرت كثيرًا بجيل حسن شحاتة العظيم، مما رفع سقف طموحاتي بشكل كبير.
انضممت إلى العديد من الأندية مثل الساحل، اتحاد الشرطة، النجوم، وشبين، وغيرها من الأندية. لكن أثناء طريقي إلى أحد التمرينات، تعرضت لحادثة أليمة تسببت في بتر إحدى قدمي.
ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك الرياضي بعد الإصابة؟
واجهنا العديد من الصعوبات، أبرزها عدم وجود كيان رسمي للعبة. بذلنا جهدًا كبيرًا جدًا لتأسيس هذا الكيان، بمساعدة زملائي والكثير من الأشخاص الذين عملوا بجد من أجل تحقيق هذا الهدف.
كيف كانت تجربتك في نادي بيراميدز لكرة القدم للساق الواحدة؟
تجربتي مع نادي بيراميدز كانت ممتازة، كنا فريقًا قويًا وحققنا أول بطولة دوري للساق الواحدة من خلال بوابة نادي بيراميدز. كان هناك اتفاق بيننا وبين النادي على عقود، لكن النادي لم يلتزم بالعقد. عندما حدث ذلك، قررت تركهم والسفر إلى تركيا، حيث كنت مطلوبًا في عدة أندية هناك.
ما هو شعورك بعد الانضمام إلى فريق قيصرية ميلجازي التركي؟
بالطبع، إنه شعور رائع أن تكون لاعبًا مصريًا محترفًا ومؤثرًا في فريقك، نادي قيصرية ميلغازي التركي لكرة القدم للساق الواحدة. خاصةً عندما تشعر بتقدير واحترام المدربين في النادي لك، وتفضيلهم لك نتيجة الجهد الذي تبذله.
ما هي نصيحتك للشباب الذين يواجهون تحديات جسدية مشابهة؟
التحديات العقلية تكون أكثر صعوبة من التحديات الجسدية. نصيحتي للشباب هي أن يتحدوا أنفسهم ويتغلبوا على الصعوبات التي يواجهونها. يجب أن تتمكن من التغلب على نفسك أولًا قبل أن تتعامل مع التحديات الخارجية. بالطبع، لا تتنازل عن حلمك وهدفك. تبدأ رحلتك نحو تحقيق أهدافك بالقرب من الله، من خلال الصلاة والدعاء، ثم يأتي دور الجهد والعمل الدؤوب لتحقيق طموحاتك.
كيف ترى مستقبل كرة القدم للساق الواحدة في مصر؟
مستقبل كرة القدم للساق الواحدة بعد الصعود لكأس العالم يبدو واعدًا جدًا في مصر. بإذن الله، سيكون هناك تطور كبير للعبة وستحقق نقلة نوعية. لدينا لجنة فنية سابقة بذلت قصارى جهدها لإنشاء اتحاد لهذه الرياضة. نتطلع إلى السير على الطريق الصحيح لتحقيق المزيد من النجاحات.
ما هي خططك المستقبلية سواء مع المنتخب المصري أو على المستوى الشخصي؟
أهم أهدافنا هي الوصول لأبعد نقطة في كأس العالم وتحقيق ميدالية لمصر. خططنا تشمل تأسيس اللعبة على نطاق واسع في مصر وإنشاء اتحاد يمكنه تأمين حقوقنا. نطمح لأن يتمكن أي شخص يواجه التحديات من أن يصبح نجمًا مشهورًا يتقاضى أجرًا جيدًا ويمارس الرياضة بشكل طبيعي جدًا.
كيف ترى صعود منتخب مصر للساق الواحدة لكأس العالم؟
صعود منتخب مصر لكأس العالم يعد نقلة كبيرة جدًا في تاريخ اللعبة، حيث أننا لم نصل لكأس العالم في السابق منذ النسخة الأولى في تنزانيا، والآن بفضل هذا الصعود، من المتوقع أن تتبعه تبعات كبيرة تشمل تأسيس اتحاد رسمي للساق الواحدة في مصر. هذا بحد ذاته يعد نقلة كبيرة جدًا في تطوير هذا الرياضة في البلاد.
من وجهة نظرك.. ماذا ينقص هذ اللعبة في مصر لتتطويرها؟
هذه اللعبة بحاجة إلى دعم كامل من الاتحاد الذي سيتأسس، وخاصة الدعم المالي، بالإضافة إلى الحصول على دعم كامل من الوزارة والرعاة والإدارة.