رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور محمد حمزة يكتب: وزارة السياحة والآثار ومازال الفشل مستمر

النبأ

هل يعقل في دولة كبيرة وعريقة مثل مصر أن تغامر وزارة (بل وزارتين في وزارة واحدة) في حجم وزارة السياحة والاثار بأهم أثارها ومواقعها الاثرية من أجل حفنة ضئيلة من الأموال نظير رسوم إقامة الأفراح والحفلات بهذه الآثار وتلك المواقع؛؛؛ ومن البديهي ان هذه الأموال المتحصل عليها سواء بشكل كامل أو بنسبة

لن تكفى مشروع واحد لصيانة وترميم اي من هذه الآثار وتلك المواقع؛؛؛ وبالتالي أين دراسة الجدوى من إقامة مثل هذه الأفراح وتلك الحفلات سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد؛؛؛

وبنظرة سريعة على هذه الحفلات نجد إنه ا ليست جديدة فقد كانت بدايتها ايام وزارة فاروق حسني وأمانة المجلس ل د زاهي حواس

وكان ذلك يتم في القاعة الذهبية بمتحف قصر المنيل ؛ إلا أن هذه الظاهرة باتت واضحة جلية بعد أن تم الدمج بين السياحةوالاثار في وزارة واحدة يتولاها د خالد العناني ثم في عهد السيد احمدعيسي وتنوعت أماكن هذه الحفلات وتلك الأفراح ومنها أمام هرم زوسر بسقارة واهرام الجيزة وابو الهول وقصر البارون بمصر الجديدة وقصر محمد علي بشبرا(رغم عدم افتتاحه رسميا) وجامع محمد علي داخل القلعة؛؛؛ وهنا يثور تساؤل مهم وهو هل عجزت الوزارة على تنمية مواردها في ظل المشروعات القومية والتنمية المستدامة في المواقع الأثرية ومن ثم تكتفي فقط بإقامة الأفراح والحفلات في تلك المواقع؛؛

ويتردد بين الجميع في الوزارة وخارجها وعلى السوشيال ميديا منذ ايام وزارة العناني ان إقامة الأفراح والحفلات هي نوع من انواع الاستثمار وان المسؤول عن ذلك شركات وجهات معينة لادخل للوزارة فيها ومن الشركات التي تردد ذكرها شركة تسمى كنوز وبالتالي الوزارةمهمتها مجرد الإشراف وتحصيل نسبة متفق عليها وعلشان كدة عايزين الوزير أو الأمين العام أو رؤساء القطاعين المصري والإسلامي يقومون بالإجابة وتوضيح الأمور ومدي صحة ذلك بمنتهى الصراحة والشفافية لانة حتى ولوكان ماقيل ويقال صحيحا فإن المحصلة النهائية من هذه الأفراح وتلك الحفلات ضئيلة

ولا تكفي للقيام بأعمال الصيانة والترميم في مثل هذه الآثار والمواقع؛؛

ولو كان ذلك صحيحا ولا دخل للوزارة في ذلك ففي هذه الحالة مافيش لازمة إذن من وجود الوزارة اصلا ؛؛؛؛؛

ياجماعة الخير مش معقول نفقد أو نشوه كل حاجة عظيمة ورثناها عن اجدادنا من أجل حفنة ضئيلة من الأموال علشان لو فتحنا السكة دي هاتوسع مننا وسوف يزداد الطلب على مالاتحمد عقباه ومن ذلك فقد يطلب اصحاب الأموال ان يقضي يوم أو عدة ايام داخل الهرم (حجرة الملكة أو حجرة الملك) أو في اي معبد أو كنيسة أو مسجد مقابل مليون دولار وتجهز لاقامته على هذا الاساس؛ وقد يتكرر ذلك في مواقع أخرى وهو ما يعيد إلى ذاكرتنا احداث فيلم الايدي الناعمة عام1943م ( للفنان احمد مظهر والفنان صلاح ذو الفقار ومعهم الفنانات مريم فخر الدين وصباح وليلى طاهر والقصة للأديب توفيق الحكيم)

اللي كلنا عارفينها فالباشا اضطر إلى بيع ميراث اجداده حتى يستطيع أن يعيش؛ وبعد أن فشل في ذلك اضطر إلى تأجير السرايا لناس عاديين لمجرد أنهم اصحاب أموال وبشرط أن يسكن معهم هو وصديقه على أن ياكلوا ويشربوا معهم.

اما ماحدث ويحدث في جامع محمد علي داخل القلعة فأمر لايستقيم مع حرمة المسجد ومكانته في ظل الموسيقى والاغاني والرقص والملابس السواريه والَمكشوفة وغيرها مما لا يتناسب مع المسجد علشان مكانها الفنادق والنوادي والمراكب وقاعات الافراح( ومن الغريب ان من قام بعقد القران هو الشيخ خالد الجندي صاحب برنامج لعلهم يفقهون بزيه الازهري وزيه الحداثي؛ واحنا مش عارفين هل هو شيخ واعلامي وروائي ولا مأذون كمان؛ وهل معه تصريح ورخصة مزاولة هذه المهنة ام لا ؛؛؛ وهذا بيفكرنا ب د زاهى حواس وكيف يعمل مرشدا سياحيا؛؛ وكذلك د خالدالعناني يعمل مر شدا سياحيا مع إنه استاذ جامعي حاليا ووزير سابق ومرشح مصر لليونسكو؛؛ وايضا د مصطفى وزيري الأمين العام السابق يعمل مرشد سياحيا مع إنه موظف بالوزارة؛؛؛ وبالتالي أين. ضوابط ممارسة المهنة اي مهنة وعلاقة ذلك سواء بالقانون العام أو القانون الخاص)

وهناك من يبرر حدوث ذلك بالمسجد على اعتبار أن ما حدث ويحدث إنما يتم في صحن المسجد وهذه إجابة حمقاء تنم عن جهل فهذا الصحن هوجزء أصيل من المسجد وحرمته من حرمة المسجد نفسه في هذا الطراز من التخطيط الوافد علينا من تركيا حاليا خلال العصر العثماني فالمسجد عبارة عن جزئين أحدهما مغطي وهو الذي يشمل المحراب والمنبر ودكة المبلغ والأخر مكشوف ويعرف بالحرم وبالتركية أفلو اي إنه حرم يعامل معاملة الجزء المغطي ولايجوز التسيب أو الانفلات أو التحرر فيه أو عمل اي عمل يتنافي مع حرمته كما هو مشاهد في فرح إبنة الاعلامية مفيدة شيحة مؤخرا ( انظر الصور المرفقة وهناك على اليوتيوب فيديوهات كثيرة تكشف المستور وحقيقة ماحدث) ومن قبلها فرح الممثلة ناهد السباعي حفيدة المرحوم الفنان فريد شوقي.

وبعد فإنه بدلا من هذا الفتات يجب التفكير خارج الصندوق وابتكار افكارجديدة غير تقليدية للترويج والتسويق السياحي الجيد لأثارناو مواقعنا الأثرية وفي نفس الوقت يعظم منها ويقدسها ولا يهينها أو يسلبها قدسيتها أو يفقدهامكانتها داخليا واقليمياو عالميا فتلك أثارنا تدل علينا فإنظروا بعدنا إلى الآثار؛ ومن لم يستطع إن يفعل ذلك بالوزارة والمجلس والقطاع فعليه ان يتقدم بإستقالته قبل أن يقال.

لا إفراط ولا تفريط في أثارنا وكفانا ما حدث وكفانا فشل بقي

بقلم:

الدكتور محمد حمزة عميد  كلية الآثار جامعة القاهرة سابقا