السباحة بعد الأكل.. هل تسبب مشكلة صحية؟!
لا شيء يعبر عن الصيف مثل حفلات الشواء والوقت الذي تقضيه بجانب حمام السباحة، ويمكن أن تسبب هذه الأطباق المفضلة في الطقس الدافئ أيضًا معضلة كبيرة.
فمن المعروف أنه إذا تناولت الطعام قبل السباحة، فستصاب بتقلصات تهدد حياتك، ولكن الواقع ليس كذلك.
لعبة الانتظار
سمعنا جميعًا النصيحة التي تقول: انتظر لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد الأكل قبل الذهاب للسباحة، والسبب في ذلك تجنب الحالة الجسدية التي قد تؤثر على قدرتك على السباحة.
وهناك نظريتان حول سبب حدوث ذلك.
النظرية الأولى تزعم أن عملية الهضم تحول تدفق الدم من العضلات إلى المعدة، وفي المقابل، تتشنج العضلات ويغرق الناس. أما النظرية الثانية، فتزعم أن الأطراف تفشل تمامًا بسبب نقص الدم والأكسجين.
وبينما تبدو هذه النظريات مقنعة، فإن كلتيهما تعانيان من مشكلة خطيرة: عدم وجود أدلة داعمة، فلا توجد حالات موثقة لأفراد غرقوا في السباحة بسبب امتلاء المعدة.
إذن، ما الذي يحدث؟
لقد اتضح أن كمية الدم المحولة من عضلاتك وأطرافك ضئيلة للغاية بحيث لا تشكل تهديدًا فسيولوجيًا كبيرًا، حيث يمكنك الانتظار لبضع دقائق للتأكد من أن آخر شيء تناولته قد ذهب إلى حلقك. لكن الانتظار لمدة ساعة لا يفعل شيئًا.
الأسطورة مستمرة
إذا لم يكن لهذه الأسطورة أساس في الواقع، فكيف بدأت؟ ظهرت التحذيرات بشأن تناول الطعام والسباحة لأول مرة في أوائل القرن العشرين، وجاء أحد أول البيانات المطبوعة عن الأسطورة في كتيب الكشافة لعام 1908. وكان الكتيب أكثر صرامة من اليوم، إذ حذر الأولاد من الانتظار لمدة 90 دقيقة بعد تناول الطعام قبل السباحة!
وبمرور الوقت، مر عدد كافٍ من الأطفال بالكشافة حتى أصبحت قاعدة "عدم تناول الطعام قبل السباحة" معيارًا ذهبيًا للتربية. وانضمت العديد من منافذ الطباعة الأخرى إلى القافلة، وكررت الكذب.
وبحلول أوائل الستينيات، خرج علماء وظائف الأعضاء للتمرين ضد القاعدة، وفي حين اتفق هؤلاء الخبراء على أنه قد تصاب بتشنج عضلي بعد تناول الطعام، فقد جادلوا بأن ذلك لن يشكل تهديدًا للحياة. ولكن على ما يبدو، لم يستمع أحد لأن الأسطورة لا تزال تطفو على السطح حتى يومنا هذا.