نسخة من أوباما..تعرف على كامالا هاريس التي رشحها بايدن لمنافسة ترامب
بعد تنحيه عن خوض الانتخابات الرئاسية القادمة أمام المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أعلن الرئيس الأمريكي تأييده لنائبته كامالا هاريس لخلافته والترشح عن الحزب الديمقراطي أمام دونالد ترامب.
فمن هي كامالا هاريس، التي من المحتمل أن تكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية القادمة، والمقرر لها أواخر هذا العام؟
كامالا ديفي هاريس محامية وسياسية أمريكية من أصل أفريقي وآسيوي، يتم تقديمها على أنها ابنة باحثة هندية في مجال السرطان وأستاذ اقتصاد جامايكي، وزوجة محام يهودي، وتوصف بأنها النسخة النسائية من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ولدت كامالا دافي هاريس في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964، في مستشفى كايزر بأوكلاند في ولاية كاليفورنيا، لوالدين مهاجرين إلى أمريكا، كانا قد التقيا بصفتهما ناشطين شابين في حركة الحقوق المدنية وجمعتهما الدراسة الجامعية.
بعد حوالي أسبوعين من ولادتها، قدم والدها إفادة خطية لتصحيح سجل ميلادها، بعد أن غيروا اسمها الأوسط من "ليير" إلى "ديفي" وتعني آلهة، و"كامالا" اسم تقليدي هندي يعني زهرة اللوتس.
بدأت دراستها شمال بيركلي عام 1969 في رياض للأطفال يدعى "مونتيسوري"، وعام 1970 التحقت بالصف الأول في مدرسة "ثاوزند أوكس" الابتدائية، فكانت "السمراء في عالم أبيض"، إذ كانت غالبية الطلاب من البيض والأقلية من السود.
في الخامسة من عمرها شهدت طلاق والديها، وتمت تربيتها بشكل رئيسي من قبل والدتها الهندوسية. وفي عام 1976، انتقلت مع والدتها وشقيقتها مايا إلى مونتريال، وبقيت هناك 5 سنوات.
بعد ذلك، التحقت في الصف الثامن (1977-1978) بمدرسة عامة بديلة كانت تسمى "مدرسة الفنون الجميلة الابتدائية الأساسية". وهناك بدأت تعلم العزف على الكمان وطبل الغلاية إلى جانب دراستها التاريخ والرياضيات، لكنها اضطرت إلى مغادرة المدرسة لأنها لم تحصل على درجات عالية.
في الـ12 من عمرها، انتقلت إلى مدرسة "ويستماونت الثانوية" المتنوعة في كيبيك، واندمجت بسهولة بين مجموعات الطلاب من خلفيات واهتمامات مختلفة، وشاركت في تأسيس فرقة رقص أطلق عليها "سوبر إكس"، ولاحقا "ميد نايت ماجيك".
كما كانت من أعضاء نادي "بيب"، الذين كانوا يغنون في المناسبات المدرسية، وخلال هذه الفترة قرأت الأعمال الأدبية للمغني والأديب "ليونارد كوهين" الكندي الذي كان أحد خريجي الثانوية الأكثر شهرة.
عندما عادت كامالا إلى الولايات المتحدة استقرت في واشنطن، والتحقت بكلية "بلاك هوارد" (من أقدم جامعات السود في البلاد)، حيث درست السياسة والاقتصاد مع أبناء قادة حركة الحقوق المدنية مثل جيسي جاكسون وأندريو يونغ، وحصلت على درجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية والاقتصاد بمرتبة الشرف عام 1986. ثم التحقت بكلية هاستينغز للقانون، وعام 1989 حصلت على درجة البكالوريوس في القانون.
بعد التخرج، قررت اختيار مهنة المحاماة، وكان مصدر إلهامها لهذا التوجه العلمي والمهني، المحامي ثورغود مارشال، أول قاض أسود، لكنها فشلت في الامتحان، وبعد بضعة أشهر أعادته بهدف متجدد، كما قالت.
ونجحت في محاولة ثانية عام 1990، وبدأت حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، وفي عام 1998 أصبحت محامية إدارية للوحدة الجنائية المهنية في مكتب المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو، وعملت في قسم خدمات الأسرة والأطفال عام 2000.
عام 2003، انتخبت مدعيا عاما (أي ما يعادل وزيرة العدل) لولاية سان فرانسيسكو، بعدما ترشحت ضد مديرتها السابقة، وفازت بإعادة فرز الأصوات بنسبة 56.5%، ثم أعيد انتخابها لولاية ثانية عام 2007. وخلال هذه الفترة، أنشأت برنامجا لمساعدة مرتكبي جرائم المخدرات لأول مرة في الحصول على شهادة الثانوية والعثور على عمل.
عام 2010، انتخبت مدعية عامة لولاية كاليفورنيا، وأعيد انتخابها لولاية ثانية عام 2014، وكانت أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تشغل هذا المنصب، وأشرفت على "أول زواج مثلي في الولاية".
عام 2014 تزوجت "ابنة أوكلاند"، من المحامي دوغ إيمهوف وأصبحت زوجة أب لطفليه، ولأنها وعائلتها لم تحب تسميتها بزوجة الأب، أطلقوا عليها لقب "مومالا" (ماما الصغيرة) الذي انتشر في الأوساط الإعلامية بكثرة وصار يستعمل للإشارة إليها بدل اسمها.
بخلفية قانونية اكتسبتها من تكوينها الأكاديمي والمهني، انجذبت أيضا إلى المجال السياسي عام 2016، عندما ترشحت لانتخابات مجلس الشيوخ، وأصبحت ثاني امرأة أميركية من أصل أفريقي، وأول سيناتور من أصل هندي في تاريخ أمريكا تتولى هذا المنصب.
من منصب المدعي العام في سان فرانسيسكو ثم في كاليفورنيا، إلى مجلس الشيوخ الأميركي، فازت هاريس في كل الانتخابات التي خاضتها باستثناء الانتخابات الرئاسية عام 2019.
في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2021 دخلت التاريخ في الـ56 من عمرها، وأصبحت أول امرأة تُنتخب لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، بعد فشل 3 مرشحات سابقات. وعلى رأس الولايات المتحدة مع بايدن لمدة 3 سنوات تقريبا، أصبحت هاريس شخصية رئيسية في الحزب الديمقراطي والسياسة الأمريكية.
علاقتها بإسرائيل
يُنظر إلى نائبة الرئيس الأمريكي على أن لها علاقات قوية مع لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك)، وهي أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في البلاد. حيث قالت خلال عضويتها بمجلس الشيوخ، "سأفعل كل ما في سلطتي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس".
وشاركت في رعاية مشروع قانون يعترض على قرار دولي أدان المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وتؤمن بحل الدولتين، لكنها تشترط بالمقابل ألا يكون دعم إسرائيل الكامل قضية حزبية، وتنادي بالدعم الأمريكي الكامل لها.
خلال ترشحها للرئاسة عارضت بشدة إدانة تصويت الأمم المتحدة أو حتى النقد الذي يهدف إلى التأثير على إسرائيل، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست"، في حين تعارض أي تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب محتملة ضد الفلسطينيين.
وكان بايدن قد قال عبر منصة إكس بعد إعلان تنحيه "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام".
وجاء في بيان على صفحته الرسمية بمنصة إكس: "زملائي الديمقراطيين، لقد قررت عدم قبول الترشيح والتركيز على جميع طاقاتي على واجباتي كرئيس لبقية فترة ولايتي. كان قراري الأول كمرشح للحزب في عام 2020 هو اختيار كامالا هاريس كنائبتي للرئيس. وكان ذلك أفضل قرار اتخذته. اليوم أريد أن أقدم دعمي الكامل وتأييدي لترشيح كامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. ديمقراطيون — حان الوقت للاتحاد وهزيمة ترامب. دعونا نفعل ذلك".
وبحسب بيان نشره على صفحته على منصة إكس، جاء الإعلان بعد تقييم الوضع مع كبار المسؤولين في إدارته، حيث أعرب بايدن عن فخره بالإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، مشيرًا إلى قوة الاقتصاد الأمريكي والاستثمارات التاريخية في إعادة بناء الأمة وتحسين الرعاية الصحية وتعزيز الديمقراطية.
وأشار بايدن إلى أن قراره جاء في مصلحة حزبه والبلد، مؤكدًا أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل حول قراره.
أعرب بايدن عن امتنانه العميق لجميع الذين عملوا على إعادة انتخابه، وقدم شكره الخاص لنائبة الرئيس كامالا هاريس على شراكتها الاستثنائية في العمل.
واختتم بايدن بيانه قائلًا: "لا يوجد شيء لا تستطيع أمريكا فعله عندما نعمل معًا. علينا فقط أن نتذكر أننا الولايات المتحدة الأمريكية."