السلطات الإريترية تطرد السفير السوداني دون إبداء أسباب
ظلت السلطات الإريترية، تتخذ موقفًا مساندًامع الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب بينه وبين «الدعم السريع» في أبريل العام الماضي، لكن أسمرا وسط دهشة الجميع، أصدرت قرارًا بـ«طرد» القائم بالأعمال السوداني من دون أن تكشف عن الأسباب، وهو موقفًا جديدًا للقيادة الإريترية من النزاع الدائر في البلاد، ربما لا يكون لصالح الجيش، وقد يؤثر على موازين التحالفات في المنطقة، وفقدان حكومة بورتسودان لـ«الحليف» الوحيد المتبقي لها بين دول الإقليم التي تتهمها بموالاة «قوات الدعم السريع».
ونسبت فضائية «الشرق» في خبر مقتضب، إلى مصادر أن السلطات الإريترية طردت القائم بالأعمال السوداني السفير خالد عباس، وأمهلته 72 ساعة لمغادرة أراضيها، دون تقديم أي تفسير لقرارها، في وقت بدأت العلاقات السودانية – الإثيوبية في التحسن إثر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لبورتسودان، فبعد أن كان الجيش السوداني يعتبر إثيوبيا من الدول المؤيدة لـ«قوات الدعم السريع»، ووجهت قياداته انتقادات قاسية لها، بدت بوادر «تصالح» إثر الزيارة.
ولم تصدر عن بورتسودان أي تعليقات على قرار السلطات الإريترية المفاجئ، في وقت لا توجد بعثة دبلوماسية إريترية لدى السودان، ولذلك لا تملك بورتسودان فرصة التعامل بالمثل كما هو متعارف عليه دبلوماسيًا في مثل هذه الحالات.
وتزامن قرار السلطات الإريترية بطرد القائم بالأعمال مع زيارة رجل الإدارة الأهلية المثير للجدل الناظر محمد الأمين ترك المحسوب على الجيش، وبرفقته العمدة حامد طاهر أوكير، وهما من رجال الإدارة الأهلية في شرق السودان الذي تلعب فيه إريتريا دورًا مؤثرًا، ولا سيما أن هناك تداخلًا ثقافيًا وإثنيًا بين المجموعات على طرفي الحدود.
ونقلت وسائط التواصل الاجتماعي صورة للرجلين يتوسطهما الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، وقال مصدر إن أفورقي اصطحب ضيفيه إلى قريته القريبة من العاصمة أسمرا، وعقدوا اجتماعًا هدفه إجراء مصالحة بين ترك، والزعيم الديني والقبلي بشرق السودان الشيخ سليمان علي بيتاي، لكن الطرفين لم يكشفا ما دار في اجتماع الهواء الطلق الذي جرى هناك.