هل تصل الأوقية لـ3000 دولار؟ ..
سيناريوهات ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات «مخيفة» نهاية 2024
مع الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب، بدأت ظهور تصريحات وتحليلات حول حدوث قفزات «مخيفة» في المعدن الأصفر، خلال الفترة المقبلة وحتى نهاية عام 2024، ليصل سعر الأوقية إلى 3000 دولار.
وبحسب تقرير صادر عن شركة جولد بيليون للذهب، فإن الأسواق المالية العالمية شهدت، مؤخرًا، انتقال تدفقات نقدية إلى سوق الذهب العالمي سواء من خلال المضاربة على العقود المستقبلية أو التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
وأرجع التقرير هذا إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن مع تزايد حدة التوترات في انتخابات الرئاسة الأمريكية، خاصة بعد تعرض المرشح الرئاسي دونالد ترامب إلى محاولة اغتيال منتصف شهر يوليو، بالإضافة إلى تزايد توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزي العالمية.
وفي شهر إبريل الماضي، توقعت مجموعة سيتي جروب وعدد من بنوك وول ستريت ارتفاع سعر أوقية الذهب (31.1 جرام) إلى مستويات 3000 دولار خلال فترة تتراوح بين 6 و18 شهرا.
واستندت سيتي جروب في توقعاتها إلى زيادة تدفقات المستثمرين عقب الخفض المتوقع للفائدة الأمريكية.
وتوقع المحللون في سيتي جروب زيادة توقعات العام المقبل 2025 بنسبة 40% لتصل إلى 2875 دولارا.
ووفقًا للخبراء، فإنه سوف يختبر الذهب السوق عند مستوى 2500 في النصف الثاني.
وكانت الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، دفعت مشتريات البنوك المركزية والمستهكلين في الصين أسعار الذهب لمستويات قياسية.
ورفع جولدمان ساكس سقف توقعاته لأسعار الذهب إلى مستوى 2700 دولار بنهاية 2024.
بينما توقعت مجموعة «يو بي اس» وصول سعر الأوقية إلى مستوى 2500 دولارا.
كما يتوقع محللو بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) ارتفاعًا محتملًا في أسعار الذهب، حيث تشير التقديرات إلى وصول سعر الأوقية إلى 3000 دولار للأونصة في غضون 12-18 شهرًا القادمة.
وفي تصريحات سابقة شهر مارس الماضى، توقع رجل الأعمال نجيب ساويرس رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، ورئيس شركة أورا للتطوير العقاري، ارتفاع سعر أونصة الذهب بين 2500 إلى 3000 دولار.
وقال «ساويرس»، إن هناك أكثر من عامل مؤثر في ارتفاع أسعار الذهب في الفترة الأخيرة، منها الاضطرابات السياسية والحروب سواء في أوكرانيا أو غزة وهجمات الحوثيين وتوقف الشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس، لافتًا إلى أن الذهب يرتفع في أوقات التوتر والأزمات.
وأشار إلى أنه رغم هدوء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، إلا أن التوقعات عن مستقبل هبوط الفائدة تقود لارتفاع الذهب.
وأضاف أنه رغم أن الارتفاع الحالي للذهب ليس مسببا بتخفيض الفائدة، لكنه سيظل في ارتفاع مع خفض الفائدة خلال 2024 و2025.
وبحسب «ساويرس»، فإنه من بين العوامل المؤثرة الأخرى في الارتفاع، هي زيادة البنوك المركزية من احتياطيات الذهب وسط الأزمات الجيوسياسية، مقابل انخفاض الإنتاج عالميًا لنقص عدد المناجم المكتشفة، والفترة الطويلة التي يحتاجها المنجم من الاستكشاف إلى الإنتاج وتتراوح بين 6 – 7 سنوات، وهو ما سيؤدي إلى نقص متوقع في الإنتاج خلال السنوات القادمة مع زيادة الطلب.
وفي هذا السياق، قال صلاح عبد الهادي، رئيس شعبة الذهب السابق بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الحديث عن وصول سعر الأوقية إلى 3000 دولار، وعيار 21 إلى 5000 جنيه، شائعات ليس لها أساس من الصحة.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن دليله على ذلك معاناة السوق من الركود، حيث معدلات البيع أقل من الطبيعي.
وأشار «عبد الهادي»، إلى أن أسعار الذهب ارتفعت الفترة الأخيرة؛ نتيجة الأحداث العالمية من الحرب في غزة وضرب الحوثيين لتل أبيب ورد إسرائيل بقصف أماكن في اليمن، بجانب الانتخابات الأمريكية.
وتوقع رئيس شعبة الذهب السابق، حدوث استقرار في سوق المعدن الأصفر بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية وهدوء الوضع بين إسرائيل واليمن وغزة.
ومن ناحيته، قال نادى نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، إن وصول الأوقية إلى 3000 دولار أمر مستبعد حدوثه خلال عام 2024، فهي مجرد توقعات غير حقيقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الأوقية حاليًا سعرها 2400 دولار، وغير متوقع صعودها 600 دولار في خلال 5 أشهر فقط، في الوقت التي تزيد فيه بـ10 أو 20 دولارًا بصعوبة.
وأشار «نجيب»، إلى أنه من المتوقع حدوث زيادة في أسعار الذهب والأوقية العالمية ولكن ليس بنفس النسب المتداولة، متابعًا: «القيمة المتوقعة للارتفاع بسيطة حيث ستتراوح الأوقية بين 2500 إلى 2600 دولارًا».
وأوضح أن الذهب سلعة تتأثر بالأحداث العالمية وبحالات السلم والحرب وسعر البترول لذلك هي في عدم استقرار دائمًا.
وتابع سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا: «الإقبال على شراء الذهب بالرغم من التوقعات الحالية الخاصة بارتفاع الأسعار ضعيفة».
وتوقع حدوث زيادة في الأسعار مع بداية شهر أغسطس المقبل، وهو ما سيتسبب في ارتفاع معدلات الطلب على الذهب، مؤكدًا عدم تراجع سعر الذهب عن المتداول الحاليا.
ونصح نادى نجيب، المواطنين بشراء الذهب خلال الفترة الحالية، مشددًا على أنه أنسب وقت للشراء لعدم حدوث انخفاضات أخرى.