معدية الأهالي.. رحلة نيلية للغرباء و"مرار طافح" لمواطني البر الغربي في الأقصر
تعد معدية الأهالي، التي تقل المواطنين بين البرين الشرقي والغربي بمحافظة الأقصر، بمثابة رحلة نيلية للغرباء، ومرار طافح لأهالي مدينة القرنة غرب محافظة الأقصر.
وتقل معدية الأهالي ما لا يقل عن 15 ألف مواطنًا لنقلهم من مركز القرنة وقراه، إلى مدينة الأقصر، وضواحيها، سواءً للعمل، أو الدراسة أو قضاء حوائجهم شرق مدينة الأقصر، ومن ثم العودة مرة أخرى، بجانب العديد من الموظفين العاملين بالبر الغربي في الأقصر.
بداية الأزمة
ويقول أحمد عوض، مرشد سياحي، إن الأجانب الزوار لمحافظة الأقصر، يحرصون غالبًا على ركوب اللانشات لعمل نزهة في نهر النيل، ولكن البعض يقومون بركوب المعدية، ويستمتعون من خلالها بجو المحافظة ومشاهدة النيل، وتصوير المشاهد المتنوعة.
ولفت إلى أن هناك العديد من أهالي المحافظة بالمراكز التي تبعد عن العبارة النهرية، يحرصون حين رحلاتهم بمدينة الأقصر على استقلال المعدية، ذهابًا وايابًا تستغرق حوالي ساعة من الزمن، كرحلة هادئة في نهر النيل.
معاناة الأهالي ذهابًا وإيابًا
أما أهالي البر الغربي، وخاصة سكان مدينة القرنة، يعتبرون المعدية كما يصفونها "مرار طافح"، حيث أوضح علي محمد يوسف، أنها تدهر الكثير من حين الذهاب للعمل، مشيرًا إلى استغراق ما يصل إلى ما يزيد عن نصف ساعة حتى تمتلأ بالمواطنين وعبور النيل حتى ترسو في الضفة الأخرى، مما يجعل العديد يرهق العديد من الموظفين خاصة حين تأخرهم عن العمل، ويكلف الواحد منهم دفع 20 جنيهًا للعبور عن طريق أحد اللانشات.
وذكر محمد حسنى، لـ“النبأ الوطني"، أنه منذ بدء حالة الركود السياحي في الأقصر، قام أصحاب اللانشات بتنظيم أدوار لاستقلال الأهالي وعبور نهر النيل بهم، بدلًا من انتظار المعدية، ولكنها بأجر يصل إلى 3 أضعاف ما يتم دفعه في العبارة النهرية، مما يجعل العديد من يبتعدون عنها، وخاصة الموظفين والعمال لعدم تحمل الشخص يوميًا 3 جنيهات لعبور النهر ذهابًا وإيابًا مع تحمله نفقة مواصلات أخرى.
تكدس وتدافع المواطنين
ومن الأشياء الملفتة للنظر، التي جعلت أهالي البر الغربي يستاؤون من المعدية، تقول إيمان حامد، إن هناك العديد من الأشخاص يقومون بتحميل دراجاتهم البخارية داخل العبارة وسط الأهالي، مما يتسبب في تكدس الركاب وتدافعهم خاصة حين الخروج، مطالبين بتشديد الرقابة من شرطة المسطحات المائية لمنعها نهائيًا.
وأوضح حمادة عبدالرازق، عدم انتظام المعدية بموعد محدد للعبور، خاصة في أوقات الليل، حيث من الممكن أن تصل فترة الانتظار قبل العبور إلى ما يزيد عن ساعة لقلة أعداد مستقيلها بهذا التوقيت، مما يؤخرهم في العودة إلى منازلهم، أو اللجوء لللانشات ودفع 15 جنيهًا للعبور بدلًا من نصف جنيه في العبارة النهرية.