مصير أسعار شقق وإيجارات ومصايف الساحل الشمالي بعد أزمة انحسار مياه الشواطئ
تسببت أزمة انحسار المياه عن بعض الشواطئ في حالة من الهلع بين المواطنين، وخاصة المناطق الساحلية المنتشرة على البحر المتوسط بعد أنباء حدوث موجات تسونامي، وهو الأمر الذى سيؤثر على المشروعات والإيجارات والشراء والمصايف، خلال الفترة المقبلة.
وكان رواد مواقع التواصل في مصر تداولوا أنباءً وصورًا بشأن انحسار مياه البحر عن بعض الشواطئ بشكل كبير مما ينبئ بحدوث أعاصير مدمرة.
وقال بعض رواد مواقع التواصل، إن هناك انحسارا لمياه الشواطئ بشكل غريب وأصبح أشكالها مثل الرصيف، والجَزّر عالى جدا والتيارات غريبة والسحب شديدة، كما تم إغلاق البحر ومنع النزول للبحر.
وأضاف آخرون، أن الانحسار الشواطئ، هي عملية تكررت خلال الأعوام الماضية ممكن استغلالها لإعادة تأهيل الشواطئ، نتيحة زيادة الضغط الجوى على منطقة المحيط الأطلنطى؛ مما يؤدى إلى تفريغ المياه من حوض المتوسط بسبب تغيرات الضغط الجوى الناتج من التغيرات الحرارية وزيادة البخر وزيادة المياه المنصرفة من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنطى، مؤكدين أنه لا يوجد تسونامى.
ظاهرة طبيعية
وقال الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم وأنظمة الأرض بجامعة تشابمان، إن عملية المد والجزر تكون السبب الرئيسي وراء انحسار مياه الشواطئ بالبحر المتوسط أو على سواحل مصر، وهذه ظاهرة طبيعية تحدث باستمرار.
وأضاف أستاذ الاستشعار: «مؤخرا بناءً على بعض الشواهد حدث مد عال أقوى من المعتاد بسبب اقتراب القمر من الأرض وهذا ما أدى إلى تراجع أكثر وضوحا لمياه البحر».
وأوضح العسكري: «التسونامي لن يبنى في عدة أيام، وفي حال حدوث زلزال في أحد مناطق البحر المتوسط لن ينتظر التسونامي يوما أو أكثر لكي يحدث ولكن سيحدث بعد وقوع الزلزال بعدة دقائق، التسونامي كارثة طبيعية لأنها تأتي بشكل مفاجئ وعنيف».
الحكومة تنفي
ومن ناحيته، نفى مجلس الوزراء ما تردد في بعض صفحات التواصل الاجتماعي من أنباء بشأن انحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية بشكل كبير مما ينبئ بحدوث أعاصير مدمرة.
وصرح المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، أنه تواصل مع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الذي أكد أنه لا صحة لانحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية نتيجة موجات مد بحري (تسونامي) نتيجة وجود زلزال كبير في البحر المتوسط، موضحًا أن انخفاض منسوب المياه في تلك الشواطئ يعد ظاهرة طبيعية تحدث بشكل طبيعي نتيجة التغيرات المناخية، وتكون مرتبطة بحركتي المد والجزر، ولا علاقة لها مطلقًا بحدوث أعاصير مدمرة.
كما أوضح المعهد، أن محطات رصد حركة المياه في البحار، رصدت حدوث انخفاض في منسوب المياه بتلك الشواطئ، وسوف يرتفع المنسوب مرة أخرى في موعد محدد بشكل طبيعي، مناشدًا المواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الأخبار المغلوطة التي تستهدف إثارة حالة من الهلع بين المواطنين، مع ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، منوهًا إلى أن النشاط الزلزالي المسبب لموجات التسونامي في البحرين الأحمر والمتوسط ضعيف للغاية مقارنة بباقي المناطق على سطح الكرة الأرضية.
وجاءت هذه الأنباء، في الوقت نفسه الذي استحوذت فيه مشروعات الساحل الشمالى على الحصة الأكبر من مبيعات الشركات العقارية، خلال الربع الأول من عام 2024، بدعم من صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة بالشراكة بين مصر والإمارات.
وبالرغم من نفى الحكومة، إلا أن هناك حالة من التخوف والهلع ستؤثر على عمليات البيع والشراء في الساحل الشمالي والبحر المتوسط، بالإضافة إلى توقعات بانخفاض عدد المصطافين هذا العام، بجانب تراجع السياحة، حسب ما ذكره خبراء لـ«النبأ».
أزمة في السوق العقاري تستمر 45 يومًا
وفي هذا السياق، قال المهندس عبد المجيد جادو، الخبير العقاري، إن الأنباء حول حدوث أعاصير مدمرة وانحسار للمياه بالفعل ستؤثر سلبًا على عمليات الشراء والبيع داخل المناطق الساحلية أثناء صيف 2024، متابعًا: «سيكون في انخفاض أعداد المصطافين، وتوقف عن عمليات الشراء.. ولكن بشكل مؤقت».
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«لنبأ»، أنه يأتي حاليًا دور الجهات المعنية لتوضيح الأمر للمواطنين باستقرار الأوضاع، بجانب المطورين العقاريين الكبار الذين يجب أن يضعوا تصور حقيقيا لمواجهة أي تحد من الظواهر الطبيعية القادمة.
وأشار «جادو»، إلى أن السوق العقاري لا يتأثر بالأنباء والشائعات بشكل دائم، حتى وإن كان لها شيء من المنطق، قائلًا: «لذلك أي عميل يريد الشراء عليه الانتظار حتى نصل إلى واقع ملموس ليطمئن قلبه».
وأوضح الخبير العقاري، أنه بجانب التمليك الوحدات في الساحل الشمالي، ستتأثر عمليات الإيجارات لفترة من الزمن، ستستمر طوال شهر أغسطس الجاري وحتى نصف سبتمير المقبل.
ظهور مخلوقات بحرية
وبدوره، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن مصر تشهد ظواهر كونية غريبة منذ 3 سنوات، من انحسار المياه في الشواطئ وظهور مخلوقات بحرية على البر على سطح المياه.
وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الأمر ظهر بشكل واضح، خلال الأيام القليلة الماضية، على سواحل البحر المتوسط من مطروح والساحل الشمالي، وأيضًا بمحافظة بورسعيد، لافتًا إلى أن المشكلات بدأت تظهر في مدينة رأس الحكمة.
وأشار «فهمي»، إلى أن الحكومة منعت نزول المياه، خلال الأيام الفترة الماضية، وهو ما أعطى مجالا أكبر لانتشار الشائعات حول حدوث براكين وزلازل وتسونامي على مواقع التواصل الاجتماعى، بجانب تفاجؤ عدد من المصطافين بخروج حيوانات بحرية بعضها تؤذي المواطنين وبعضها نافق على الشواطئ، بخلاف ظهور القروش والحيتان.
وأوضح أنه من المتوقع حدوث ظواهر كونية جديدة الفترة المقبلة؛ ولذلك أعلن رئيس الوزراء مصطفي مدبولي، الإسراع في الاتفاق مع دولة الإمارات لتنفيذ مشروع رأس الحكمة ورأس جميلة، متابعًا: «يجب أن يكون هناك رؤية للقائمين على تنفيذ المشروع لتفادى الظواهر المتوقعة، من إمكانية بناء حواجز للأمواج، وأيضًا حمامات سباحة وبحيرات داخلية، وهو ما يرفع تكلفة الشاليهات لأرقام خيالية الأيام القادمة».
وحول تأثير ذلك على عمليات البيع والشراء والإيجارات في المناطق الساحلية، أكد أستاذ الاقتصاد، أن الإعلام قام بدوره لتهدئة الرأي العام، لذلك نرى عمليات التمليك في الساحل الشمالي تسير بشكل طبيعي، ولكن الأمر لن يهدأ كثيرًا وهو ما يدفع الحكومة لإيجاد حلول بديلة.