رئيس التحرير
خالد مهران

فيضانات السودان.. من نجا من الحرب لم يتركه غضب الطبيعة

النبأ

لم تكن الأمطار أقل قسوة من الحرب على السودان والتي اجتاحت فيضاناتها مناطق “آمنة” لم تصلها الحرب ولكنها جرفت جزءا كبيرا من منازلها وغطت أراضيها بالمياه.

عاصمة الذهب

في كارثة إنسانية جديدة في السودان اجتاحت أمطار غزيرة وسيول جارفة مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمال البلاد وأسفرت عن انهيار عدد كبير من المنازل وخلفت خسائر كبيره جدًا في الممتلكات.

وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس لمدة (9) ساعات علي مدينة أبو حمد بولاية لخسائر كبيرة في الممتلكات لم يتم حصرها.

وبحسب شهود عيان فإن مئات البيوت انهارت كذلك المحال التجارية بالسوق الرئيسي للمدينة.

وفي ساعات الفجر الأولى، ضجت المدينة بنداءات المساجد لكل من يستطع المساعدة وإخراج كبار السن والأطفال من المنازل.

 

وأشارت مصادر محلية في ولاية نهر النيل، اليوم الثلاثاء، إلى أن السيول والأمطار الغزيرة قد اجتاحت مدينة أبوحمد وأسفرت عن انهيار نحو 70٪ من المنازل.

وأكد شهود العيان، إصابة عدد كبير من النساء وكبار السن والأطفال الذين تم نقلهم إلى المستشفى، في حين لم تصدر حتى الآن أية قائمة بأعداد الضحايا والمصابين، مما يوحي بوجود خسائر بشرية ومادية كبيرة.

نقلت المصادر تفاصيل ما أسموه بالليلة المخيفة التي عاشتها المدينة المعروفة بـ”عاصمة الذهب” لكونها تحتوي على أكبر مركز لتجارة الذهب.

قالوا إن المنازل تدمر واحدة تلو الأخرى وسط صرخات الاستغاثة، كما أن شدة الأمطار والسيول لم تُشهد في المدينة من قبل.

تعتبر أبو حمد أكبر مركز للذهب، وقد سُميت عاصمة الذهب. وقد تحولت مؤخرًا إلى مركز اقتصادي كبير بفضل عمليات التنقيب عن الذهب باستخدام الطرق التقليدية والحديثة في ريف وصحاري المنطقة.

خيم النازحين في كسلا

فاقمت الفيضانات التى تعرضت لها ولايات سودانية من معاناة النازحين السودانيين الفارين من المعارك ممن يقطنون مراكز ومخيمات الإيواء، وقد أعلنت وزارة الصحة الاتحادية السودانية، وفاة 12 شخصًا جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت بعدد من ولايات  الشرق خلال الساعات الماضية.

وبحسب صحيفة تريبون سودان، غمرت أمطار غزيرة، خيام النازحين في ثلاث من دور الإيواء بمدينة كسلا والتي تستضيف عشرات الآلاف من المشردين بسبب الحرب، وارتفعت أعدادهم خلال الشهر الفائت بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق واسعة في ولاية سنار.

 

وعقد مركز عمليات الطوارئ الصحية اجتماعًا طارئًا للتداول حول كارثة الأمطار والسيول في ولايتي كسلا والقضارف، برئاسة وزير الصحة السودانى هيثم محمد إبراهيم، بحضور مكتب منظمة الصحة العالمية بالسودان، شبل صبحاني، بالإضافة إلى عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في القطاع الصحي.

وقال وزير الصحة الاتحادي السودانى هيثم محمد إبراهيم، في تصريح صحفي، عقب الاجتماع إنه تم تسجيل 12 حالة وفاة.

وأشار إلى أن الاجتماع استعرض الأوضاع الصحية بالولايات المتضررة من السيول والأمطار، وهي كسلا، القضارف، ووقف على الاستعداد لمجابهة الأمراض الوبائية وتوفير المعينات المرتبطة بالأنشطة المنقذة لاحتوائها، كما وقف على أوضاع دور الإيواء.

ونوه إلى أن الاجتماع أكد على ضرورة التنسيق الجيد بين الصحة والوزارات ذات الصلة والمنظمات، والعمل على مكافحة نواقل الأمراض.

ووجه برصد الإمكانيات المتاحة بالولايات من أدوية ومعينات والتنسيق لإرسالها إلى الولايات المتضررة.