رئيس التحرير
خالد مهران

عادل توماس يكتب: حقيقة الإصلاح داخل مصلحة الضرائب

عادل توماس
عادل توماس

تواجه مصلحة الضرائب حاليًا وضعًا بالغ التعقيد يعكس حالة من التخبط وعدم الوضوح في إدارة الأمور الهامة، وما يثير القلق هو الطريقة التي تم بها تمرير مسابقة مديري عموم مصلحة الضرائب، والتي بدت وكأنها مرت دون أن يلاحظها أحد، أو دون أن تفتح أمامها أبواب النقاش والتعليق من المسؤولين، إلى جانب ذلك، يلاحظ أن أداء بعض القادة الحاليين في مصلحة الضرائب قد وصلوا إلى مرحلة تستدعي إعادة النظر، فالوضع الحالي يعكس تدهورًا واضحًا في بعض الأداءات، حيث لم يعد خافيًا على أحد أن بعض الأمور تسير نحو الأسوأ وليس أدل على ذلك من التجاوزات التي تمت في اختيار وتعيين بعض الأشخاص غير المؤهلين، مما ينعكس سلبًا على فعالية المصلحة وأداء موظفيها.

الدكتوراة المهنية

فمنذ نشر مقالي السابق (الضرائب تحت المجهر... عندما تكون المسابقات معركة من نوع آخر)، توالت الاتصالات والرسائل من المقبولين، ولكن ما لفت نظري هو إجماعهم على نزاهة المسابقة. وأعجبني أحد العاملين الذي أرسل لي أن المسابقة نزيهة، وأن الدكتوراة المهنية مدفوع فيها فلوس، وصغار السن هم الأكثر خبرة وتأهيلًا، وأنه لا يوجد من هو أفضل منهم، إلى آخره، ولذا أقول إنني لم أطلب من السيد الوزير ونائبه إلا الإجابة على ما طرح من أسئلة المتضررين، ولهما الحق في الرد بأن هذا لم يحدث، وقد كانت الأسئلة كالآتي:

1. هل فعلًا توجد شفافية في الإعلان عن ما تم ويتم من إجراءات؟ وهل وجود جروب خاص بالمقبولين غرضه التعتيم على باقي المتسابقين وتفويت فرصة التقاضي عليهم؟ ولماذا يتم إخفاء أسماء المقبولين، فمن المفروض أنهم خيرة العاملين، فهل هناك من يخشى إعلان تلك الأسماء؟
  
2. هل فعلًا لم تظهر نتيجة الاختبارات الإلكترونية في المعهد الموثوق به في حينه كأي اختبارات الكترونية، وذلك بناء على طلب المصلحة، ولماذا؟
  
3. هل كان محددًا للجان المقابلات الشخصية لجنة موحدة ذات أسس ومعايير موحدة أم لجان متعددة اختلفت فيها المعايير بين من طلب من المتسابق أن يعرف اسمه، وأخرى تتبادل التحية مع المتسابق، وأخرى ذات أسئلة تعجيزية، وأخرى... إلى آخره؟ وهل ما تم مع السيد رئيس المكتب الفني لرئيس المصلحة أو السيدة مدير مكتب رئيس قطاع المناطق أو العاملين بمراكز كبار أو مع معاونين رئيس المصلحة أو مديري قطاع المناطق كان مثلما حدث مع باقي المتسابقين؟!

ولذا طلبوا من السيد نائب الوزير، وهو ليس غريبًا عن الحقل الضريبي، مراجعة السير الذاتية لمن قبلوا ومقارنتها مع من تم استبعادهم على ذات الوظائف، فهل هذا يضير أحدًا؟ خاصة وأن المقبولين لديهم ثقة في أنفسهم بأنهم الأكثر كفاءة وخبرة.

كما طلب المتضررون توضيح أسباب الاجتماعات المتوالية من السيدة رئيسة المصلحة والسيد رئيس قطاع المناطق مع من تم استبعادهم، والذين يشغلون مناصب قيادية، ولماذا يتم الطبطبة عليهم؟ هل هناك ما يخشاه أحد، أم أن الاختيارات كانت سيئة، أم ماذا؟
وسألوا لماذا تم الإعلان عن وجود مسابقة أخرى سريعة لعدد 128 وظيفة، فما كل هذا؟ نحن فقط نحتاج للشفافية لكي نفهم.

وأخيرًا، طلبوا عرض السير الذاتية لشاغلي المناصب العليا بالمصلحة، على الرأي العام لمعرفة خبرة ومؤهلات من يصدرون قرارات تمس حياتهم، وقلنا إن كان هناك غضاضة في ذلك فلا حاجة، ولكن لنا الحق في أن نعرف لماذا.

ورغم بدء تحديد مواعيد للدورة التدريبية فور النشر السابق نري، إن الأمل موجود في إظهار الحق، وللجميع رفع الأمر إلى أعلى المستويات، فلا يضيع حق وراءه مطالب.

ونحن قد قمنا بتسليط الضوء على هذه القضايا لإعادة تقييم مدى ملاءمة الإجراءات، ولكن ما يحدث، هل تروا ان هناك رغبة حقيقية في تحقيق الإصلاح وتحسين الأداء أم لا.