على الهواري يكتب: القرآن والغش والإرهاب والثانوية العامة
حمل بعض المحسوبين على التيار العلماني الإسلام مسئولية الغش الذي يحدث في امتحانات الثانوية، العامة أو الأزهرية، كما سخر بعضهم من أوائل الثانوية، العامة أو الأزهرية، الذين أرجعوا سر تفوقهم إلى حفظ القرأن الكريم.
بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة والأزهرية أدلى بعض الطلاب المتفوقين بتصريحات، أكدوا فيها أن حفظ القرآن الكريم هو سر تفوقهم.
حيث قال الطالب زياد مصطفى حسن رضوان، الخامس مكرر على الثانوية العامة شعبة علمي علوم، أن القرآن الكريم والصلاة في اوقاتها سر نجاحه وتفوقه، مشيرا ان الاجتهاد والمثابرة عامل أساسي في تحقيق الاهداف والسعي وراء تحقيقها كهدف اسمي أمام أي شخص.
كما كشف أحمد محمد عامر، الثاني على الثانوية الأزهرية علمى، أسرار تفوقه فى الدراسة، خاصة فى الثانوية الأزهرية.
وقال: "حفظ وتلاوة القرآن الكريم كانت بالنسبة لي شيئًا أساسيًا وأكيدًا، وهي سبب نجاحنا وسعادتنا جميعًا نحن لا نتعامل مع القرآن كمادة دراسية عادية أو امتحان نسعى لإغلاقه بدرجات نهائية القرآن بالنسبة لنا هو أساس يومنا، حيث كنت أبدأ يومي بعد صلاة الفجر بتلاوة القرآن، مما يشرح صدورنا ويملأنا بالطمأنينة ويسهل علينا حفظ المواد الأخرى بعد ذلك.
وأشار إلى أنه يعتبر القرآن شيئًا مهمًا جدًا وأساسيًا في حياته، وليس مجرد مادة دراسية يسعى للحصول على أعلى الدرجات فيها، مؤكدا على أهمية القرآن الكريم في حياته اليومية ودوره الكبير في تحقيق النجاح والسعادة.
وقال يوسف أبوغنام محمد أبوزيد عبود، الطالب بمدرسة الشهيد المقدم محمد لطفي العشري الثانوية العسكرية التابعة لإدارة بيلا التعليمية، الحاصل على المركز السادس مكرر شعبة علمي رياضة: "القرآن الكريم سر نجاحي..أبي ووالدتي لهما الفضل بعد الله في تفوقي".
فكتب المفكر والصحفي الدكتور إسماعيل حسني على صفحته على القيس بوك قائلا: شاطرين يا حبايبي وألف مبروك..لكن إيه دخل القرآن في التفوق؟..طلبة كتير بيقروا القرآن ويسقطوا.. وطلبة مسيحيين كتير بيطلعوا أوائل من غير ما يقروا قرآن.. وطلاب الجامعات الكبرى في العالم بيتفوقوا من غير ما يقروا قرآن..لما عقول أوائل بلدنا تكون بهذه الدروشة يبقى مفيش فايدة.
وكتب حسني في بوست أخر: الغش الجماعي ينتج لنا طبيب فاشل يقتل الناس ومهندس خايب يخرب البلد..فعلا نحن شعب متدين بطبعه ونموت في الغش.
أما المفكر والطبيب الدكتور خالد منتصر فكتب على صفحته على الفيس بوك قائلا: تلاوة المنشاوي وعبد الباسط ومحمد رفعت بتطبطب على روحي وبتسعدني، لكن ما قدرش أقول إنه ا بتشرح لي منهج الأحياء ونظريات الفيزيا ومعادلات الكيميا !!.. أوائل الثانوية العامة اللي كلهم بنفس التصريح وكأنهم في حصة إملاء، بيقولوا أن القرآن سر تفوقهم ..مع احترامي الشديد لكم ..ومع إحترامي وإجلالي للقرآن ..فيه عوامل تانيه هي سر تفوقكم .. هل ماخدتوش دروس ولا مجموعات تقوية ولا ذاكرتوا من كتب خارجية ولا شفتم برامج تعليمية ولا كان المدرس اللي وصل لكم المعلومة ذكي ولماح ..الخ ؟؟! .. هل كنتم بتقروا قرآن وبس وعشان كده طلعتوا الأوائل ؟..وهل الطالب فيلوباتير هو كمان حنسمح له يطلع يقول الإنجيل هو سر تفوقي؟؟! ..ونبقى في مباراة مالهاش نهاية !!!.. والله يا جماعة أنا باناقش بالمنطق قبل ما تتهموني بكل التهم الجاهزة من زندقة وهرطقة …الخ ..سؤال ساذج ومشروع، هل سر تفوق علماء نوبل كان هو نفس السبب وحنسمع من علماء اليهود أن التوراة سبب تفوقهم، ومن العلماء الملحدين ودول كتيييير أن كتب نيتشه هي سبب تفوقهم؟؟..هل مافيش حد ساقط ثانوي كان بيقرا قرأن زيهم؟؟..هل تفوق جامعات العالم على جامعاتنا بسبب أن الطلبة هناك بيقروا القرآن ؟!! ..بلاش تعرضوا القرآن لحاجات نسبية مالهاش معايير محددة عشان ده بيضر بالقرآن والدين ..لأن اللي حيقراه ويسقط حيشك فيه..وبعدين أنت عايز إيه من التصريح ده وإيه غرضك؟؟..تدخل الناس في الاسلام مثلًا وتقنعهم بانك البريمو؟!..بأقول لك وباطمنك احنا كتير قوي وبشكل زياده عن اللزوم ومش محتاجين كماله ولا زياده .. احنا بس نخلي المسلمين اللي موجودين بالفعل قوة فعاله وبعدين يحلها حلال لنطمح في المزيد.
فهل الإسلام يبيح الغش سواء في الامتحانات أو غيرها، وهل القرآن سبب التفوق في الامتحانات؟.
الأزهر: الغش في الامتحانات سلوكٌ مُحرَّم يُهدِر الحقوق ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص
أكد مركز الازهر العالمى للفتوى الإلكترونية إن الغش في الامتحانات سلوكٌ مُحرَّم، يُهدِر الحقوق، ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص، ويُؤثّر بالسّلب على مصالح الفرد والأمة.
وتابع:حثّ الإسلامُ على طلب العلم، ورغّب في تحصيله بجدّ واجتهاد، وبيَّن أن لطالبِ العلم آدابًا لا بد وأن يتحلَّى بها كالإخلاص لله، وتقواه عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والتَّحلي بـ مكارم الأخلاق، والبعد عن كل ما يُغضِب اللهَ سبحانه ويُنافي الفضائلَ والمحامد.
واضاف ان الغش في الامتحانات سلوك مُحرَّم يُهدر الحقوق، ويمنحها لغير أَكْفَاء، ويُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، ويهدم مبدأ تكافؤ الفُرص، الأمر الذي يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، ويُوسِّد الأمور إلى غير أهلها؛ ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها؛ فحق العالم هو التقديم والرِّفعة؛ قال سبحانه في سورة المجادلة: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ»، وقال أيضًا في سورة الزمر: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ».
وجعل الإسلامُ المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف؛ قال الله تعالى في سورة المائدة: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ»
ونفى سيدُنا رسولُ الله ﷺ عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [أخرجه مسلم]، وهذا الحديث عام يشمل كل أنواع الغش في الامتحانات وغيرها.
وورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، يقول فيه صاحبه "ما حكم تعاطف الطلاب مع بعضهم أو تعاطف المراقب فيتغافل أو يسهل الغش في الامتحانات؟"، وجاء رد اللجنة على هذا السؤال كالتالي: يلجأ بعض الطلاب لفعل الأعاجيب وابتكار الحيل للغش في الامتحانات، وقد نسوا أنهم بهذا يخدعون أنفسهم ووطنهم وهم لا يشعرون، وقد يعرض الطالب نفسه للحرمان من الدراسة عقوبة له على سلوك ذلك السبيل المنحرف، فالغش في الامتحان حرام شرعا قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي.
كما أن المراقب الذي يسمح للطلاب بالغش يُعدُّ من شهَّاد الزور، ويصير مكسبه خبيثا وآكلا للحرام، لأنه يتقاضى أجره لضبط الامتحان لا للسمر مع رفقائه، ولا للجلوس أو العبث بالهاتف أو قراءة القرآن في وقت اللجنة بل عليه أن يضبط الامتحان إقامة للشهادة التي أمره الله بها، وإبراء للذمة قال تعالى: وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ، وإقامة الشهادة أداؤها على وجهها الذي ينبغي.
ويقول إبن باز في فتواه ردا على سؤال: ما هو حكم الغش في الامتحانات الجامعية، مع العلم أن العلوم التي تدرس هي علوم دنيوية، وأن الجامعة غير إسلامية بالمفهوم الإسلامي ؟
أن الغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غشنا فليس منا" أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأخرج عنه أيضًا "من غش فليس مني".
وأخرج الطبراني أيضًا "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار، وهذا يعم كل غش وكل خديعة وكل مكر في أي مجال كان وفي حق أي شخص كما يتبين من ألفاظ الحديث.
ومما يزيد هذه الأخلاق قبحًا أنها من صفات المنافقين المميزة لهم كما قال تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)..سورة البقرة الآية: 9.
وبهذا تعلم أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دينية أو دنيوية لعموم الأحاديث المتقدمة ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان يحصل على شهادة، وبموجب هذه الشهادة يتولى مسؤولية، إما في التعليم أو الطب أو غيرهما، ويصبح مؤتمنًا على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملًا ويأخذ في مقابله مالًا وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة؟ هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة، فالغش في الامتحانات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. والكل محرم. والله أعلم.
شيخ الأزهر: الإسلام لم يخطئ وليس مسؤولًا عن تصرفات أحد
يقول فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن «المسلمين حكامًا ومحكومين يعلنون رفضهم القاطع للإرهاب الذي يرفع راية الإسلام، فالإسلام ونبيه والمسلمون براء من الإرهاب، وقد قلت هذا الكلام في قلب أوروبا، في لندن وباريس وجنيف وروما وقلته في الأمم المتحدة وآسيا وكل مكان، فالإرهابيون قتلة مجرمون ونحن غير مسؤولون عنهم، ولا نقول هذا اعتذارًا عن الإسلام لأن الإسلام لم يخطئ وليس مسؤولًا عن تصرفات أحد، وأنا وهذه العمامة الأزهرية حملنا الورود في ساحة الباتاكلان ورفضنا الإرهاب وأرسلنا التعازي في ضحايا الإرهاب».
شحاتة: غياب الضمير والأخلاق والوازع الديني والتربية سبب ما نراه من ظواهر تسئ للدين والإسلام غير مسئول عنها
يقول الشيخ علي عبد الباقي شحاتة، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، أن الإسلام يحرم الغش، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «من غشنا فليس منا»، وهناك عدة عوامل أدت لحدوث ظاهرة الغش في الامتحانات منها، غياب الوازع الديني، وغياب التربية، وانعدام الضمير، مشيرا إلى أن الغش أحد العناصر المخلة بالأخلاق، والأخلاق لها أهمية كبيرة وعظيمة في الإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم« أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا»، مؤكدا على أن الغش جهر بالفاحشة وعلى الدولة أن تتدخل لمعاقبة هؤلاء، من خلال تغليظ العقوبات الرادعة، لافتا إلى أن بعض أولياء الأمور يشجعون أولادهم على الغش، وبالتالي تلعب التربية والضمائر غير السوية دورا أساسيا في عملية الغش، مشيرا إلى أن الدين تحول إلى سلعة عند البعض، وأن بعض المسلمين أصبحوا متدينيين شكليا، فهم يصلون ويصومون ويحجون ولكنهم يشجعون أولادهم على ارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والغش من الفواحش، منوها أن العلمانيين يستغلون تلك الظواهر لتشويه الدين والهجوم على العلماء لتحقيق أهدافهم الخبيثة، موضحا أن بعض الكبار وأولياء الأمور يحتاجون إلى التربية، لأنهم يشجعون أولادهم على الغش وعلى تحطيم القيم، مؤكدا على ان الإسلام برئ من كل ذلك، مثلما هو برئ من الإرهاب ومن الإرهابيين، وغير مسئول عن السلوكيات التي تخالف الشرع وتسئ للدين.
وأضاف الشيخ على عبد الباقي شحاتة، أن حفظ القرآن والحفاظ على الصلاة يعلم الولد ترك الغش والنفاق والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وكلها من مكارم الأخلاق، وبالتالي عندما اتبع الولد هذه القيم ربنا كرمه وفقهه في العلم ووسع له فهمه، لذلك هو تفوق، مؤكدا على أن العلمانيين يقللون من ذلك من أجل تشويه صورة الإسلام، مشددا على أن العلمانيين جرثومة في المجتمع، وأنهم أصبحوا يتربحون من الهجوم على الدين وتشويه صورة الإسلام، لافتا على أن المسلمين لديهم قيم تختلف عن قيم الغرب، وعلى الجميع احترام هذه القيم.
من غشنا فليس منا
الخلاصة: الإسلام يحرم الغش، كما يحرم الإرهاب والزنا والسرقة والكذب، وبالتالي كل من يفعل هذه الفواحش الإسلام برئ منه ومن أفعاله، بل أن الإسلام أخرج الذين يغشون منه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا».
خطورة الغش على المجتمع كبيرة وعظيمة، فالغش لن يخرج لنا طبيبا ناجحا أو مهندسا ناجحا، الغش والإرهاب وجهان لعملة واحدة، الإثنان يفسدان المجتمع، وفي النهاية لا بد أن نتذكر هذه الآية الكريمة: إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ.