إكرام "العمل" دفنه
السحر الأسود بالمقابر أحدث موضة للدجل والشعوذة في الأقصر
انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة السحر والشعوذة والخرافة والدجل فى العديد من القرى بمختلف محافظات الجمهورية، والتي نهى عنها الإسلام تحت مسمى سحر القبور والتي يفضلها أغلب السحرة لأن القبور تكون بعيدة عن السكان وبالتالي يكون من الصعب الوصول إليها، وهناك قصصا تروى داخل البيوت عما يعرف بـ السحر المدفون فى المقابر، يرتكبها بعض الدجالين بهدف الانتقام من إحدى الفتيات لخطيب تركها وتزوج بغيرها، وآخرين يطلبون أذية البعض بالمرض أو الفقر أو الموت أو طلاق آخر ووقف حاله، والتفرقة بينه وبين من يحبهم سواء زوجته وبعضها لطلب المحبة والزواج من شخص أو خطيبته، أو بالعقم للزوجين، ويلجأ الدجالون إلى السحر ودفن الأعمال بالمقابر مقابل دفع مئات الجنيهات.
تطهير المقابر من أعمال السحر
ورغم أن ظاهرة السحر والأعمال، ترجع لتخلف ورجعية وجهل القائمين بها، إلا أن الأمر يطرح تساؤلا لماذا يلجأ الدجالون لدفن أعمال السحر بالمقابر دون تقدير لحرمة الموتى، وجمعيها أعمال تتعلق بطلب المرض أو الموت أو الفقر لشخص، أو طلاق آخر ووقف حاله والتفرقة بينه وبين من يحبهم سواء زوجته أو خطيبته، أو بتعطيل الدراسة والتفوق، أو بالعقم للزوجين، وبعضها لطلب المحبة والزواج من شخص.
وفى هذا الصدد أطلق مجموعة من شباب محافظة الأقصر، تحت مسمى "فريق نبض"، مبادرة تطهير المقابر، والتي بدأت من مقابر الكرنك بمدينة الأقصر، وأسفرت عن العثور على 4 أعمال سحر سفلي، حيث واصلوا تنفيذ المبادرة بتطهير مقابر أرمنت.
استخراج 82 أعمال سحر في المقابر
وقال أحد شباب القرية المشاركين بالحملة، إنه تم تنظيف أسطح المقابر بمجهود الجميع، لافتا إلى أنه تم العثور على على 82 عملا سحر يا مدفونا داخل المقابر، منهم مجموعة من العرائس الطينية، وبعض الأوراق الموضوعة داخل ثمار الحنظل، وزجاجات بها مياه سوداء، بالإضافة إلى بعض الأوراق المدون بها أسماء أشخاص وعدية ياسين.
وأضاف أنه تم العثور أيضًا على طوب ملفوف بأقمشة بيضاء، وشباك صيد معقدة، والمفاجئة بعد كل ذلك، العثور على جلد غزال مدون به أسماء اخوة لتفرقتهم، بالإضافة إلى العثور على طفلين صغيرين مدفونين في التراب خارج المقابر
وأكد فريق نبض أن الهدف من المبادرة هو حث الشباب على المساهمة في العمل الخدمي، إضافة إلى تطهير المدافن من أعمال السحر التي يقوم بها بعض الأشخاص بغرض إيذاء الناس، مشيرا إلى الاستمرار فى أعمال التطهير لمنع إيذاء المواطنين، وأنه من المقرر أن يتم إفساد تلك الأعمال بالاستعانة بأحد الشيوخ.
السحر والأعمال من الكبائر
ومن جهته أكد الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء، أن السحر من الكبائر والموبقات كما أخبرنا عنه النبى، صلى الله عليْه وسلم، قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر"؛ وأن الآدمى له حرمته فى حياته وبعد موته إذ أن الشرع حرمة نبش القبور إلا لغرض شرعى كالاشتباه فى حادث جنائى بأمر القاضى فقط؛ إذ أن الساحر أن استشرى فساده فيجب على الحاكم أن يجنب المجتمع شره وان يأخذه بأقصى عقوبة".
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: أنه من المعلوم أن من يمارس السحر والشعوذة كافر ومرتد، وقول الله تعالى "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"، فالساحر مرتكب لكبيرة عظيمة لأن الموبقات والكبائر كثيرة ومنها السحر، قال الله تعالى "وما كفر سليمان ولٰكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت" فالله سبحانه وتعالى حكم على السحره بأنهم خارجون عن المله، ويجب على المجتمع أن يتبرأ منهم ويجب على الحاكم التدخل وإبعادهم عن إيذاء الناس".
وأشار الدكتور محمود مهنى، إلى أنه يجب على المواطنين قراءة المعوذات الثلاثة "الإخلاص، والفلق، والناس" وهى السور الأخيرة من القرآن، ودائما أن يقول بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ مضيفا: "يجب على الناس أن يزيدوا من وعيهم تجاه هذه الأباطيل ولا يلجئوا إلى هؤلاء الدجالين، كما يجيب أن يكون هناك تشريعات قانونية تشدد العقوبة على نابشى القبور وممن يعملون بمثل هذه الأمور ولا يترك الباب على مصرعيه حفاظا على كرامة الإنسان من الأحياء ومن الأموات".