مصر تترقب.. تحذيرات صحية بعد انتشار مرض جدري القرود في إفريقيا
حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي مرض جدري القرود في القارة الإفريقية، وبحسب التقارير، أنه وحتى الآن، فإن أكثر من 96% من جميع حالات الإصابة والوفيات موجودة في الكونغو الديمقراطية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية تفشى فيروس جدري القردة في الكونغو وأماكن أخرى في إفريقيا كحالة طوارئ عالمية، مع وجود حالات مؤكدة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة. إلى ذلك أعلنت المنظمة عن سلالة جديدة من الفيروس.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "اجتمعت لجنة الطوارئ وأبلغتني بأنه من وجهة نظرها، يشكّل الوضع طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليًا. وقبلت بهذا الرأي.
وأضاف: "إنه أمر يجب أن يعنينا جميعًا. منظمة الصحة العالمية ملتزمة تنسيق الاستجابة الدولية قبل أيام وأسابيع والعمل عن قرب مع كل من الدول المتأثّرة، والتعبئة ميدانيًا لمنع انتقال العدوى ومعالجة المصابين وإنقاذ حياة الناس".
أتى القرار بعدما أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي حالة طوارئ صحية عامة، بسبب تفشي جدري القردة (إمبوكس) في القارة.
وقال في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ: "إن الظهور والانتشار السريع للسلالة 1 بي (للفيروس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي يبدو أنها تنتشر خصوصًا عبر الشبكات الجنسية، ورصدها في بلدان مجاورة للكونغو هو أمر مقلق جدًا ومن بين الأسباب الرئيسية وراء قراري عقد اجتماع للجنة الطوارئ هذه".
وكانت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التابعة للاتحاد الأفريقي، أعلنت "حالة طوارئ صحية عامة للأمن القاري"، بسبب تفشي مرض الجدري، بعدما انتشر من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
وبدأ تفشي المرض في الكونغو بانتشار سلالة متوطنة تعرف باسم "كليد 1"، لكن يبدو أن السلالة الجديدة، المعروفة باسم "كليد آي.بي"، تنتشر بسهولة أكثر من خلال المخالطة الروتينية عن قرب، لا سيما بين الأطفال.
وحذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض، قبل أيام، من أن معدل انتشار العدوى الفيروسية مثير للقلق، وقالت إنه تم رصد أكثر من 15 ألف حالة إصابة بالجدري و461 وفاة في القارة منذ بداية العام الحالي، بزيادة 160% عن نفس الفترة من العام الماضي.
مرض الجدري
والجدري مرض ينتقل من خلال الاتصال عن قرب، ويسبب أعراضًا تشبه، الإنفلونزا، وحبوبًا ممتلئة بالصديد، ومعظم حالات الإصابة تكون خفيفة لكنها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
وهو مرض متوطن في أجزاء من إفريقيا منذ عقود، بعد اكتشافه لأول مرة في الإنسان بجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.
سلالة أكثر اعتدالًا من الفيروس
وانتشرت سلالة أكثر اعتدالًا من الفيروس فيما يزيد على 100 دولة في عام 2022، من خلال الاتصال الجنسي في الغالب، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية، وهذا أعلى مستوى من التحذير لدى المنظمة.
وأنهت المنظمة حالة الطوارئ بعد 10 أشهر، قائلة: "إن الأزمة الصحية صارت تحت السيطرة". وبحسب "مايو كلينيك" لا يوجد دواء أو علاج للجدري. وفي حالة الإصابة، يركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع إصابة الشخص بالجفاف، وقد تُوصف المضادات الحيوية، إذا كان الشخص مصابًا أيضًا بعدوى بكتيرية في الرئتين أو بالجلد.
كما تمت الموافقة على استخدام تيكوفورمات (Tpoxx)، وهو دواء مضاد للفيروسات، في الولايات المتحدة في عام 2018، ومع ذلك لم يُختبَر على المصابين بالجدري، لذا ليس معروفًا ما إذا كان خيارًا علاجيًا فعالًا أم لا.
وقال جان جاك مويمبي تامفوم، رئيس المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في الكونغو: "من المهم إعلان حالة الطوارئ لأن المرض ينتشر". وأضاف أنه يأمل أن يساعد أي إعلان في توفير مزيد من التمويل لعمليات المراقبة وكذلك دعم إتاحة اللقاحات في الكونغو.
وقال الطريق مليء بالعقبات في بلد ضخم استُنزفت فيه المرافق الصحية والأموال الإنسانية بسبب الصراع هناك وتفشي أمراض أخرى مثل الحصبة والكوليرا. ومنذ بداية العالم بلغت الوفيات أكثر من 500 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها.
حذر خبراء الأمراض المعدية من أن سلالة جديدة قاتلة من فيروس جدرى القرود من المرجح أن تصل إلى المملكة المتحدة، وقد تؤدي قريبا إلى وفيات بين البريطانيين، وذلك بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العالمية باعتباره يمثل قلقا دوليا، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
النسخة الأكثر عدوانية من الفيروس
وقال خبراء آخرون، إن هذه النسخة الأكثر عدوانية من الفيروس ربما بدأت بالفعل في الانتشار في صمت خارج إفريقيا، وربما تصل إلى أوروبا.
توصي منظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية بالحصول على لقاح في غضون 4 أيام من الاتصال بشخص مصاب بالفيروس أو في غضون ما يصل إلى 14 يومًا إذا لم تكن هناك أعراض.
وينصح العاملين في مجال الرعاية الصحية والرجال الذين لا يمارسون الجنس بالطرق الطبيعية بتلقي اللقاح حتى لو لم يتعرضوا لأي فيروس من عائلة جدرى القرود mpox.
تشمل أعراض جدرى القرود الطفح الجلدي، آفات جلدية، حمى، صداع، آلام في العضلات، آلام في الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية.
لا توجد علاجات مباشرة متاحة لعدوى جدرى القرود mpox، وبدلًا من ذلك يركز الأطباء على دعم المريض لمساعدة جسمه على محاربة الفيروس.
على الجانب الآخر أعلنت وزارة الصحة والسكان تشديد حالة الطوارئ وتنشيط الإجراءات الصحية الوقائية عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وأشارت أن ذلك في ضوء المتابعة المستمرة للحالة الوبائية لمرض "جدري القرود" والمنشورات الدورية ذات الصلة، مع استمرار رفع درجة الاستعداد بجميع أقسام الحجر الصحي بالمطارات الجوية والموانئ البحرية والمعابر البرية، وتنشيط كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بالمرض في منافذ دخول البلاد.