دراسة تكشف عن أمر خطير يحدث مع المُسنين
تشير دراسة جديدة إلى أن المُسنين الذين يقتربون من نهاية حياتهم يخضعون دون داع لفحوصات تشخيصية مؤلمة ومحفوفة بالمخاطر.
ويقول الباحثون إن عمليات الفحص المسرفة تمدد فترة الإقامة في المستشفى، وتؤخر الوصول إلى الماسحات الضوئية للأشخاص المُسنين الذين لديهم سنوات عديدة للعيش.
ويضيف الخبراء أن النتائج تعكس اتجاهًا وطنيًا متزايدًا لإضفاء الطابع الطبي وضعف الاعتراف بالوفاة، حيث يطلب العديد من الأطباء إجراء عمليات مسح خوفًا من المقاضاة، وليس على أساس الحاجة السريرية.
وكان أكثر من ربع (28%) حالات دخول المستشفيات في إنجلترا بين سبتمبر 2021 و2022 لمرضى تبلغ أعمارهم 75 عامًا فما فوق، وأكثر من الثلث (35%) كانوا في العام الأخير من حياتهم.
وزاد إجمالي نشاط التصوير في إنجلترا منذ عام 2013، حيث تم تنفيذ 44 مليون عملية إشعاعية في 2021/2022، منها حوالي واحد من كل خمسة لمرضى يبلغون من العمر 75 عامًا أو أكثر.
فوائد الملاحظات السريرية للمسنين
ومع ذلك، هناك القليل من الأدلة التي تدعم فوائد هذه التحقيقات في هذه المجموعة من المرضى، ولتعزيز قاعدة الأدلة، قام فريقه بمراجعة الملاحظات السريرية لكل مريض رابع توفي عن عمر يناهز 80 عامًا أو أكثر بين يوليو وديسمبر 2021 بعد دخوله إلى مستشفى واحد في جنوب إنجلترا.
ومن بين 96 مريضًا تم قبولهم، كان متوسط العمر عند الوفاة 88 عامًا، وخلال الأشهر الستة الأخيرة من حياتهم، تم إجراء 389 صورة بالأشعة السينية، و92 صورة بالموجات فوق الصوتية، و192 صورة مقطعية، وستة صور للتصوير بالرنين المغناطيسي على هذه المجموعة.
ما يقرب من 28% خضعوا لستة إلى تسعة إجراءات و26% خضعوا لعشرة أو أكثر، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة BMJ Supportive & Palliative Care.
وخضع ما يقرب من ثلث (30%) الأشخاص المُسنين الذين تبلغ أعمارهم 90 عامًا فما فوق لستة إلى تسعة إجراءات إشعاعية، مع أعلى عدد من عشرة أو أكثر لـ 43% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80 إلى 85 عامًا.
ويزعم التحقيق أن المرضى المُسنين "يعاملون مثل الحيوانات" ويُتركون للاستلقاء في بولهم في أجنحة هيئة الخدمات الصحية الوطنية المكتظة
وقال الباحثون: "هذه النتائج تثير تساؤلات بشأن الفائدة الحقيقية للتحقيقات الإشعاعية في هذه المجموعة من المرضى".
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 20% إلى 50% من عمليات التصوير عالية التقنية لم تقدم معلومات إضافية لتحسين نتائج المرضى.
علاوة على ذلك، قد لا يكون الدافع لطلبات التصوير دائمًا هو تحقيق فائدة تشخيصية بالكامل، وقد ثبت أنه قد يتم طلب عمليات الفحص خوفًا من التداعيات الطبية القانونية أو نتيجة لتوقعات المريض.
ويحذر الباحثون من أن هذه الإجراءات لا تخلو من المخاطر.
وهذا يشمل ضيق المريض، والحاجة إلى المهدئات، وطول الوقت الذي يقضيه في المستشفى نتيجة لذلك، مما يزيد من فرص الإصابة بالعدوى والسقوط.
ويضيفون علاوة على ذلك، هناك تكلفة الخدمات الصحية المنهكة بالفعل، حيث تبلغ التكاليف التقديرية لـ 96 مريضًا حوالي 102 ألف جنيه إسترليني.