صائد التفاح.. الرجل الذي أنقذ 1200 صنف نادر من الفاكهة الأمريكية الشهيرة

إن إنقاذ أكثر من 1200 نوع مفقود ونادر من فاكهة التفاح ليس بالأمر الهيّن، فهو يتطلب تنظيمًا دقيقًا ومثابرة وأساليب بحث فريدة من نوعها.

وهذا هو المجال الذي يدخل فيه توم براون إلى بوابة التاريخ، وهو مجال التفاح، حيث حول فضول الطعام إلى شغف ملتهب لاستعادة التراث الطهوي المفقود في جنوب شرق الولايات المتحدة.

وللقيام بذلك، قام بتصفح كتالوجات البساتين التي تعود إلى عصر ما قبل الحرب، وسار عبر عدد لا يحصى من البساتين المهجورة، وسافر بالسيارة عشرات الآلاف من الأميال.

لكن هذه التضحيات تأتي بفوائد لا تُحصى في كل مرة يكتشف فيها شجرة تفاح قديمة. يرافق مغامرة تذوق الطعام الرضا بمعرفة أنه يحافظ على جانب حيوي من الثقافة الأمريكية، ناهيك عن التفاخر بتذوق تفاحة لم يأكلها أحد منذ 50 إلى 100 عام!

صائد التفاح 

على الرغم من أنه من المفهوم أن نفترض أن براون كان دائمًا يشجع حب تفاح الآبالاش، إلا أنه لم يتعمق في هذا المسعى حتى عام 1998، وذلك عندما عثر على موريس مارشال ومجموعته الرائعة من أصناف التفاح في السوق المحلية. 

ويتذكر براون التشكيلة الغريبة للفاكهة على المائدة، ولا يزال يتذكر اختلافات الحجم واللون والملمس والنكهة. وقد لفتت انتباهه أيضًا أسماءهم الملونة.

وبدت تشكيلة تفاح مارشال وكأنها خليط زراعي حقيقي، يضم كل شيء بدءًا من الظلال النابضة بالحياة من اللون الوردي عند غروب الشمس إلى اللون الأصفر الفاتح والأصفر المخطط والأسود الأرجواني. 

التفاح التاريخي في الولايات المتحدة

هناك العديد من أنواع التفاح التي لا يعلمها أي شخص، فهناك التفاح الوردي، والتفاح ذو الطعم الحلو الشبيه بالعسل وملمس الكمثرى.

كما توجد تفاح بلمسات الخوخ، وبعضها يشبه الفلفل الأبيض وجوزة الطيب، وأنواع أخرى تشبه الفراولة والعنب.

بمجرد أن أدرك مدى ضآلة ما يعرفه عن أنواع التفاح التي لا تعد ولا تحصى والتي كانت تملأ جبال الأبالاتشي ذات يوم، وما وجده أثبت أنه محير ومأساوي. 

وفي يوم من الأيام، كان عدد أصناف التفاح يصل إلى عشرات الآلاف، وكانت البساتين تنمو أكثر من 14000 صنف فريد حتى عام 1905.