رئيس التحرير
خالد مهران

تقرير: الذهب في مصر يميل للتراجع بسبب انخفاض الدولار بالبنوك

أسعار الذهب
أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب العالمي اليوم الجمعة، بشكل محدود، لكنه في طريقه لتحقيق مكاسب للشهر الثاني على التوالي مع تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل، في حين ينتظر المتعاملون بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية للحصول على إرشادات إضافية.

سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا طفيفًا اليوم بأقل من 0.1% ليتداول حاليًا عند المستوى 2519 دولارًا بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2520 دولارًا للأونصة، وكان قد سجل أدنى مستوى خلال جلسة اليوم عند 2512 دولارًا للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.

ويتجه الذهب إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، إلى جانب ارتفاعه في شهر أغسطس بنسبة 3% حتى الآن ليقبل على تسجيل ارتفاع للشهر الثاني على التوالي، ويكون الذهب بهذا قد ارتفع منذ بداية العام وحتى الآن بنسبة 22%.

والاتجاه العام للذهب يظل نحو الصعود خاصة مع تغير السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي واستعداده للبدء في خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الإيجابي لأسعار الذهب لأن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.

في الوقت الحالي قام المتداولون بتسعير كامل لخفض أسعار الفائدة الأمريكية الشهر المقبل، مع احتمالات بنسبة 66% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس واحتمال بنسبة 34% لخفض بمقدار 50 نقطة أساس.

جدير بالذكر أن أسعار الذهب قد تم تسعيرها على خفض الفائدة في سبتمبر بمقدار 25 نقطة أساس، وبالتالي عند صدور القرار من قبل البنك الفيدرالي لن يكون هناك تأثير على الذهب، ولكن كل التركيز سيكون على توقعات أعضاء البنك الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة، وهل يستمر الفيدرالي في خفض الفائدة خلال الاجتماعات المتبقية من هذا العام.

وذكر البنك الفيدرالي أن قرار خفض الفائدة في سبتمبر هو قرار منفرد ولن يتبعه سلسلة من عمليات خفض الفائدة سيعمل هذا على ارتفاع كبير في مستويات الدولار الأمريكي يقابله انخفاض آخر في أسعار الذهب.

من جهة أخرى نجد أن بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة التي تصدر اليوم، والذي يعد مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي سيساهم بشكل كبير في توقع مسار الفائدة خلال الفترة القادمة، خاصة أن البنك الفيدرالي قد يكتفي في اجتماعه القادم بالإشارة إلى أن القرارات المتعلقة بخفض الفائدة في الفترة القادمة ستعتمد على ما يصدر من البيانات الاقتصادية.

والتقييم الثاني لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من العام أظهر يوم أمس ارتفاع بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة، الأمر الذي يدل أن الاقتصاد الأمريكي بإمكانه تجنب الركود الاقتصادي، وقد عمل هذا أيضا على تخفيف الضغط على البنك الفيدرالي الأمريكي أن يلجأ إلى عمليات خفض حاد في أسعار الفائدة.

وبالتالي يبقى المسار غير واضح لأسعار الفائدة وهو ما يحد من استمرار الذهب في الارتفاع وتسجيل مستويات تاريخية، خاصة أن الدولار الأمريكي عاد إلى التعافي خلال الجلستين الماضيتين مما قلل من فرص ارتفاع أسعار الذهب.

أسعار الذهب في مصر 

يستمر سعر الذهب المحلي في التذبذب مع ميل التحركات نحو التراجع وذلك بسبب تراجع سعر صرف الدولار بشكل تدريجي محدود، بالإضافة إلى استمرار التذبذب في أداء سعر الذهب العالمي خلال الفترة الأخيرة، مما قلل من فرص تعافي سعر الذهب المحلي.

وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3455 جنيهًا للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3450 جنيهًا للجرام، بينما قد انخفض يوم أمس بمقدار 5 جنيهات وأغلق عند المستوى 3450 جنيهًا للجرام بعد أن افتتح تداولات الأمس عند المستوى 3455 جنيهًا للجرام.

ويستمر سعر صرف الدولار في التراجع التدريجي وبشكل محدود ولكنه يعكس الاستقرار الحالي في وضع الدولار في الأسواق وبالتالي يعمل على استقرار حركة تسعير الذهب المحلي الذي يعتمد في المقام الأول على سعر صرف الدولار.

بينما تظل التوقعات غير مستقرة بشأن مستقبل سعر الصرف وسط تخوفات من تأثر الاستثمارات الدولارية في سوق الدين المصرية بأية تغيرات أخرى في الأسواق المالية كما شاهدنا مؤخرًا، بينما استمرار التوافق بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي يصنع حالة من الهدوء حاليًا في الأسواق بعدم وجود معوقات بالنسبة للحصيلة الدولارية.

ومن جهة أخرى، أظهر تقرير صندوق النقد الدولي عن تقييم الاقتصاد المصري أن المخاطر التي تواجه الاقتصاد لا تزال كبيرة بسبب التوترات الإقليمية المحيطة بمصر، وأوصى بضرورة الاستمرار في برنامج الإصلاح الهيكلي لتحسين آفاق النمو مع ضرورة إدارة رأس المال بحكمة لاحتواء أية ضغوطات تضخمية.

والتوترات المحيطة بمصر أحد الأسباب وراء حفاظ الذهب على مستوياته وعدم الهبوط بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى الإقبال على الذهب كتحوط ضد التضخم الذي لا يزال مرتفع في مصر خاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود والعديد من الخدمات الأخرى.

وتداول الذهب العالمي بشكل ضعيف مع بداية جلسة اليوم، في ظل انتظار الأسواق لنتائج بيانات التضخم التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم، والتي قد تعمل على تغيرات في أسعار الذهب بسبب ارتباطها بمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.

وتستمر التداولات العرضية في نطاق ضيق في السيطرة على حركة الذهب المحلي، وذلك مع استمرار تذبذب سعر أونصة الذهب العالمي، بالإضافة إلى ميل حركة السعر إلى الهبوط بسبب انخفاض سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية بشكل تدريجي.

وتستمر تداولات سعر أونصة الذهب العالمي فوق المستوى 2500 دولار للأونصة للجلسة الخامسة على التوالي، ليتداول الذهب في نطاق بين 2530 – 2500 دولار للأونصة، مع ترقب الأسواق الاغلاق الأسبوعي للذهب فوق المستوى 2500 دولار وهو الأمر الذي قد يدفعه إلى مزيد من الدعم والصعود لاختراق قمته التاريخية الأخيرة عند 2531 دولارًا للأونصة، بينما كسر هذا المستوى يؤدي إلى تصحيح سلبي عند مستويات 2480 دولارًا للأونصة.

استمر سعر الذهب المحلي عيار 21 في التداول حول المستوى 3450 جنيهًا للجرام في محاولة لبناء قاعدة سعرية في هذه المنطقة تدعم السعر للارتفاع بعد ذلك والوصول إلى المستهدف عند 3500 جنيه للجرام، ولكن السعر في حاجة إلى مزيد من الدعم من عوامل خارجية ليتمكن من هذا.