ردًا على الدغيدي وغيرها.. أزهريون يتحدثون عن حكم المساكنة في الزواج
شهدت الأيام الماضية جدل كبير داخل المجتمع المصري حول الموقف الشرعي من مسائلة المساكنة والحديث عن إجازة الفقهاء للزنا مقابل أجر، حيث أثارت تصريحات المخرجة إيناس الدغيدى عن المساكنة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كشفت في تصريحات تليفزيونية عن أنها ساكنت زوجها قبل الزواج وظلت تحبه 9 سنوات،فيما أثاره أحد المحامين من تصريحات بشأن المساكنة وإجازة الفقهاء للزنا مقابل أجر، الأمر الذي استدعى الرد من قبل أمين هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعدد من علماء المؤسسة.
ماذا تعني المساكنة قبل الزواج؟
يقصد بالمساكنة معاشرة الرجل للمرأة معاشرة الأزواج ولكن دون زواج لمدة من الوقت، وبعدها يقرران إذا كانا يكملان العلاقة بالزواج أو اتخاذ القرار بإنهاء العلاقة.
المساكنة قبل الزواج
في دراسة سابقة أجريت في جامعة ولاية بنسلفانيا ونشرت عام 2003، قارنت الدراسة بين المتعايشين والمتزوجين من أجيال مختلفة للغاية، وخلصت إلى أن هناك أدلة قليلة على أن العواقب السلبية للمعاشرة غير الشرعية تبددت بمرور الوقت مع انتشار المعاشرة غير الشرعية.
وبغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يفترضون أن العيش معًا قبل الزواج يمكن أن يكون بمثابة اختبار فعال للعلاقات ويؤدي إلى زيجات أقوى، فإن أفضل الأبحاث في العلوم الاجتماعية تخبرنا باستمرار أن هذا «غير صحيح».
أباح الزنا بأجر
حيث قال الدكتور عباس شومان أمين هيئة كبار العلماء، ردًا على ما يُشاع بشأن الإمام أبي حنيفة وأنه أباح الزنا بأجر: «تصريح نشر منسوبا إلى شخص يدَعّي على الإمام أبي حنيفة أنه أباح الزنا بأجر، وأنه لن يمنع ابنته منه إن أرادته.. فإن كان صرّح بهذا فهو كذاب أشر، والأئمة براء من هذا الفجور.. حسبنا الله ونعم الوكيل».
بينما أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن هناك حربًا شعواء على الدين الإسلامي، ويجب مواجهة أي شخص يريد هدم تعاليم الدين الإسلامي، موضحة خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "علامة استفهام"، أن هناك أحد الأشخاص يقول إن الإمام أبو حنيفة أباح الزنا بأجر، وهذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة ومُخالف للشريعة.
ولفتت إلى أن ما يقول هذا الكلام شخص لا يعلم شيئًا عن الدين، وهذا "إهانة للمرأة".
هل يقبل الله توبة الزاني ؟
قال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن التوبة من الزنا يقبلها الله تعالى، فالله هو الغفور الرحيم ومهما بلغت الذنوب فإن الله يغفرها جميعًا.
وأضاف ردًا على سؤال شخص عبر البث المباشر يقول: "وقعت في الزنا وندمت فهل يقبل الله توبتي؟" نعم يقبل الله توبتك بشرط التوبة وعدم العودة نهائيًا لهذه المعصية مع القيام ببعض الأعمال الصالحة فيبدل الله ما ارتكبته من معاصيك بالحسنات.
كما في قوله تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا». سورة الفرقان