قيادي بـ«حزب العدل»: زيارة السيسي لـ«أنقرة» تُعيد بناء العلاقات المصرية التركية
قال أحمد السيد، مساعد رئيس حزب العدل للعلاقات الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة تأتي كخطوة مهمة نحو إعادة بناء العلاقات المصرية التركية بعد سنوات من التوتر والتباينات السياسية.
وأضاف "السيد" أن هذه الزيارة التي تُعتبر الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس السيسي الرئاسة وبعد زيارة أردوغان إلى القاهرة في فبراير الماضي تأتي بعد سنوات من التوتر والتصريحات الحادة، لذا كان هناك حاجة ملحة إلى بناء ثقة متبادلة بين الحكومتين المصرية والتركية.
وتابع أن استعادة هذه الثقة قد تستغرق وقتًا وجهودًا دبلوماسية مكثفة لتجاوز الشكوك القديمة، وإرساء أساس متين لعلاقات مستقبلية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل.
وأكد أن هذه التحديات تتطلب إرادة سياسية قوية من كلا الجانبين، بالإضافة إلى تقديم تنازلات وحلول للمشكلات المعقدة التي تواجهها العلاقات المصرية التركية، وقد مرت العلاقات المصرية التركية بفترات من الفتور نتيجة تباينات في المواقف السياسية تجاه قضايا إقليمية حساسة، مثل الأزمات في سوريا وليبيا وملف الغاز في شرق المتوسط موضحا أن هذه التحديات الإقليمية تتطلب الآن تنسيقًا أكبر بين القاهرة وأنقرة لضمان الاستقرار في المنطقة وتحقيق المصالح المشتركة.
وأوضح أنه على الصعيد الداخلي، تواجه مصر تحديات اقتصادية تتعلق بتحقيق الاستقرار المالي وزيادة النمو في ظل بيئة عالمية مضطربة، كما أن تركيا أيضًا تواجه تحديات داخلية، بما في ذلك تقلبات اقتصادية تحتاج إلى معالجات جذرية لتعزيز الثقة في الاقتصاد التركي، وعليه فإن أي تعاون اقتصادي مستقبلي نطمح إليه سيحتاج إلى تجاوز هذه النزاعات والعمل على وضع إطار قانوني مشترك يضمن حقوق ومصالح الطرفين..
علي الرغم من تلك التحديات، هناك فرص كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا حوالي 7.7 مليار دولار سنويًا، ونتطلع إلى زيادة هذا الرقم إلى أكثر من 15 مليارات دولار من خلال تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، والتصنيع المشترك والاستثمار في البنية التحتية والمشاريع التنموية، من خلال تطوير تلك الشراكات الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات المتبادلة، يمكن أن تحقق مصر وتركيا مكاسب اقتصادية تسهم في دعم النمو وتعزيز الاستقرار الاقتصادي لكلا البلدين.
واختتم "السيد" أنه يرى في هذه الزيارة خطوة استراتيجية نحو بناء شراكة مستدامة بين مصر وتركيا، قائمة على أسس التعاون المشترك واحترام المصالح المتبادلة، ونحن في حزب العدل ملتزمون بدعم كافة الجهود التي تصب في مصلحة شعبي البلدين، وندعو إلى استمرار الحوار البناء لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.