سر تغيير رائحة البنزين وارتفاع استهلاك السيارة
انتشرت، خلال الأيام القليلة الماضية، شكاوى من المواطنين؛ نتيجة ارتفاع استهلاك البنزين في السيارات وتغيير رائحته، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار الوقود نهاية يوليو الماضي.
وقال أحمد بكري، أحد المواطنين، إن استهلاك البنزين أصبح مرتفعا بشكل غير معتاد -على حد قوله-.
وأضاف خلال شكواه: «البنزين بيطير بسرعة من السيارة، وللعلم كل صيانات العربية تمت من وقت قريب».
ولم يختلف الحال كثيرًا مع سها الشيمي، والتى قالت إن معدل استهلاك البنزين زاد جدًا، متابعًا: «وصلت لدرجة أني أحط 10 لتر يخلصوا في أقل من 50 كيلو».
وقال أحمد وجيه، إن شكاوى ارتفاع استهلاك البنزين عامة منذ شهر تقريبًا، لافتًا إلى أن البنزين أصبح مغشوشا بجانب الشكوى الناس من رائحته الغربية.
كما قال أحمد زيزاوي، إن الأمر يُعد غشا تجاريا وواضح منذ أكثر من أسبوع، ولكن للأسف لا يوجد رقابة عليه مثل ما يحدث في باقي السلع كلها.
فيما أرجع عبد الغني، مواطن آخر، سبب ارتفاع استهلاك البنزين، إلى ارتفاع سعره شهر يوليو الماضي، ووجود فرق زيادة في «التفويلة»، بالإضافة إلى تشغيل تكييف السيارة في فصل الصيف، بجانب التفويل من محطات غير معروفة، مطالبًا بالثبات على محطة ثقة.
وكانت لجنة تسعير المنتجات البترولية قررت يوم 25 يوليو 2024 تحريك سعر البنزين بأنواعه والسولار، برفع سعر لتر بنزين 80 من 11 جنيهًا إلى 12.25 جنيه، بزيادة 1.25 جنيه، كما تقرر رفع سعر لتر بنزين 92 من 12.5 جنيه إلى 13.75 جنيه، بزيادة 1.25 جنيه.
وتقرر رفع سعر لتر بنزين 95 من 13.5 جنيه إلى 15 جنيهًا، بزيادة 1.5 جنيه، وأيضا تقرر زيادة سعر لتر السولار من 10 جنيهات إلى 11.5 جنيه، بزيادة 1.5 جنيه، كما تقرر رفع سعر لتر الكيروسين من 10 جنيها إلى 11.5 جنيهات، بزيادة 1.5 جنيه.
ويأتي ذلك بعد تعرض وزارة المالية؛ لضغوط كبيرة جراء ارتفاع الدعم المقدم للسلع، ما يرفع نسب عجز الموازنة العامة للدولة.
وبحسب تصريحات لوزارة البترول والثروة المعدنية، فإنه يصل معدل الاستهلاك اليومي من البنزين إلى 28 مليون لتر، حيث هناك فجوة بين الإنتاج والاستهلاك، لذلك يتم استيراد كميات من الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلي.
ارتفاع درجات الحرارة
وفي هذا السياق، يرى خبراء في مراكز لصيانة السيارات، أن سبب زيادة الاستهلاك يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة، قائلين: «في الصيف كفاءة المحركات بتقل من الحرارة العالية هذا يزيد استهلاك البنزين، حيث يظهر ذلك بوضوح من شاشة العربية، بالإضافة إلى أحيانًا السحب يكون أقل وبتضطر تدوس بنزين أكثر من المعتاد».
وأضاف الخبراء: «في درجات الحرارة العالية لتر البنزين بيكون كميته أقل بسبب التمدد بالحرارة ولذلك ينصح بالتزود بالوقود في أكثر وقت الحرارة لذلك يكون اللتر العادي منخفضا خلال اليوم إذا تم مقارنته بالشتا هيكون هناك هدر بالطبع».
ونصح الخبراء، بعدم التزويد بعد فصل المسدس أوتوماتيكيا لأنه لا يزال البنزين يتمدد مرة أخرى في التنك من سخونة الجو، بالإضافة إلى اختيار بنزينة ذات سمعة ممتازة ومجددة والذين يتلخصوا في 3 شركات فقط، حيث يفضل عدم غسيل السيارة في وقت التفويل أو يكون الغسيل بعيد عن خزانات البنزينة وتكون الشركة مشرفة عليها مباشرة.
كما نصح بإضافة منظف علبة البيئة ليكوى مولي ومنظف دورة البنزين الفضي (معروف) أس تي بي كل 10 الآف كيلو مثل الصيانة.
مشكلات علبة البيئة
ومن ناحيته، قال عصام غنايم، خبير السيارات، إنه بالفعل هناك مشكلات في البنزين داخل السوق المصري، حيث جميع السيارات بلا استثناء، تعاني من زيادة الاستهلاك، متابعًا: «الاستهلاك غير طبيعي حتى سياراتي التي حالتها فوق الممتازة تعاني من أزمة الاستهلاك بالرغم من التفويل ببنزين 90 و95 أيضًا ونفس المشكلة مستمرة».
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن البنزين يضاف إليه مواد تسببت في مشكلات لما يسمى بـ«علبة البيئة أو دبة التلوث أو المحول الحفاز» بالسيارات المسئول عن صيانة البيئة.
وتابع: «لذلك هناك شكاوى من أصحاب السيارات لدى مراكز الصيانة أيضًا من مشكلات في هذا الجزء، وهو ما أدى إلى إضاءة لمبة الأعطال في العربية وهو ما يعني مشكلة في منطقة البيئة أيضًا».
وأوضح «غنايم»، أن الإضافات التي يتم وضعها للبنزين، خلال الفترة الأخيرة تتلف علبة البيئة، والتي تتراوح أسعارها من 35 حتى 70 ألف جنيه، وتختلف حسب نوع كل سيارة.
وأشار خبير السيارات، إلى أن البنزين الحالي له رائحة غريبة مثل الكحول أو سبرتو أو ميثانول، متسائلًا: «هل هو عليه إضافات أو مواد غير معروفة أو مشكلات في المواد الخام، أو مغشوش أو يوجد مشكلة في البنزين عمومَا؟! لا أحد يعلم ولا يجزم بذلك».
وأكد خبير السيارات، ضرورة تحرك الجهات المختصة في الأمر وإخضاع البنزين بالأسواق إلى معامل التحليل، وخاصة مع انتشار الشكاوى من ارتفاع استهلاك البنزين غير المبرر بجميع السيارات.