ما هي مشكلة رقبة التكنولوجيا؟ وكيف يتم علاجها؟
كشف الأطباء أن العديد من الذين يعانون من مشكلة "رقبة التكنولوجيا"، الناجمة عن الانحناء للنظر إلى أجهزة مثل الهواتف أو الأجهزة اللوحية، يلجأون إلى البوتوكس للمساعدة.
يُطلق على علاج "رقبة التكنولوجيا" اسم "تراب توكس"، بسبب العضلات شبه المنحرفة في مؤخرة الرقبة التي تستهدفها الحقن.
إنه يعمل بشكل مشابه لكيفية عمل الحقن التجميلية على التجاعيد، عن طريق شل الإشارات العصبية التي تسبب انقباض العضلات، وإرخائها، وفي حالة الرقبة، تحسين الحركة.
يبلغ بعض الأطباء عن رؤية ما يصل إلى 10 مرضى شهريًا يسعون إلى تراب توكس لتخفيف آلام رقبة التكنولوجيا، مع احتياج بعض المرضى إلى حقن متكررة كل ستة إلى تسعة أشهر.
وقال الدكتور أشوين سوني، جراح التجميل والترميم، لصحيفة التلغراف إن عدد المرضى الذين يسعون إلى هذا العلاج آخذ في الازدياد.
وقال: "الكثير منهم يعانون من الألم لأنهم ينحنون رقابهم إلى الأمام باستمرار ولا يهتمون بوضعية أجسامهم جيدًا".
وتابع: ربما أرى ما يصل إلى 10 مرضى شهريًا في الوقت الحالي ومعظمهم فوق الأربعين، وربما أمضوا سنوات منحنيين على مكاتبهم أو هواتفهم الذكية ولم يهتموا بوضعية أجسامهم جيدًا.
تراب توكس
وأضاف الدكتور سوني أنه يعرض على الناس "جرعة أو جرعتين" فقط من تراب توكس كـ "حل سريع" قبل أن ينصح المرضى باستشارة متخصص مثل أخصائي العلاج الطبيعي أو ممارسة تمرين لتحسين الحركة مثل اليوجا أو البيلاتس.
يأتي هذا في الوقت الذي قدم فيه الباحثين مؤخرًا أدلة جديدة على تأثير الانحناء على التكنولوجيا على أعناقنا.
وقد تم تقديم هذه الدراسة في فعالية أقيمت في قسم الطب التجميلي والجراحة في الجمعية الملكية للطب، وأظهرت أنه عندما يكون الرأس البشري في وضعية مشدودة طبيعية، فإنه يضع حوالي 5 كجم من الضغط على العمود الفقري.
ولكن عند زاوية "الرقبة التقنية" المنحنية، فإن مستوى الضغط يتضاعف أكثر من أربعة أضعاف ليصل إلى 22 كجم.
وبعيدًا عن الألم، فإن وضعية الرقبة السيئة يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشكلات، بما في ذلك الصداع الناتج عن التوتر وتشنجات العضلات وحتى تطور نمو عظمي مؤلم يسمى النتوءات في مفاصل الرقبة.
بينما يُعتقد أن البالغين الذين يلتصقون بهواتفهم الذكية هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة برقبة التقنية، يشعر الأطباء بالقلق من أن الأجيال القادمة قد تواجه مشاكل أكبر.
وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و11 عامًا يستخدمون الشاشات لمدة تصل إلى 4.5 ساعة يوميًا، وهو أكثر بكثير من الساعة الموصى بها.
وأشارت أبحاث جديدة إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا يشاهدون حوالي أربع ساعات يوميًا، لكن هذا يرتفع إلى خمس ساعات كبالغين.
وحذر بعض الأطباء من أنهم يرون عددًا متزايدًا من الحالات التي يعاني فيها الأطفال من مشاكل بسبب استخدام التكنولوجيا.
وتشمل هذه التواء الرقبة - حيث تبدأ عضلات الرقبة في التشنج، وإمالة الرأس إلى الجانب - وضعف الحركة بشكل عام بسبب الالتصاق بالأجهزة؛ ولهذا توصي منظمة الصحة العالمية بألا يقضي الأطفال أكثر من ساعة واحدة يوميًا أمام الشاشات.