رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بـ"دبلوماسية الطيران"..هل بدأ التقارب الفعلي بين إثيوبيا والسودان

آبي أحمد والبرهان
آبي أحمد والبرهان

شهدت العلاقة بين السودان وإثيوبيا إنفراجة كبيرة بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي إلى بورتسودان، والتي كان آخرها التعاون بين شركتي الطيران السودانية والإثيوبية بعد المطالبات بـ "حظر الطيران" فوق السودان في بداية الأزمة.

إثيوبيا من “حظر الطيران” إلى “مشروع السلام”

كان موقف آبي أحمد من الأزمة السودانية سلبي ويصب في مصلحة الدعم السريع، وقبل عام، حينما أصدر رئيس الوزراء الإثيوبي تصريحات ضد السودان خلال قمة إيجاد التي عقدت في يوليو من العام الماضي، في أديس أبابا والتي طالب فيها بضرورة فرض حظر طيران ونزع الأسلحة الثقيلة في السودان.

وعبرت وزارة الخارجية السودانية آنذاك عن دهشتها من تصريحات آبي أحمد، بأن هنالك فراغا في قيادة الدولة مما يفسر بأنه عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية وتستنكر دعوته لفرض حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة خلافًا لمواقفه وتفاهماته المباشرة القائمة مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

كما استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي، يوم الخميس، قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في أديس أبابا.

وقال آبي أحمد في منشور بمنصة إكس، تويتر سابقا "استقبلت في وقت سابق اليوم محمد حمدان دقلو والوفد المرافق له للتباحث حول تأمين السلام والاستقرار في السودان".

زيارة آبي أحمد لبورتسودان

وكان قد وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى بورتسودان مدينة بورتسودان مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان سبل التوسط في النزاع القائم بين الجيش والدعم السريع في النزاع الذي استمر لأكثر من عام وأدى لمقتل الآلاف ونزوح الملايين.

وفور مغادرته أديس أبابا، أشارت مصادر إثيوبية إلى أن آبي أحمد يعتزم تقديم حلول على أرض الواقع بعد أن وصلت كل المحاولات الإقليمية والدولية إلى طريق مسدود.

ويرافق رئيس الوزراء الإثيوبي وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع نظرائهم في الجانب السوداني بغرض تطوير وترقية التعاون في مختلف المجالات بين السودان وإثيوبيا.

وكان الأمر الأكثر استغرابا هو الهدف من زيارة المسئول الإثيوبي إلى السودان، حيث حمل في جعبته مشروعا للسلام بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، على الرغم من إثيوبيا تسبح في الحروب والأزمات، والخلافات مع دول الجوار أيضا.

التعاون في مجال الطيران

لم يتوقف تطور العلاقات على زيارة أبي أحمد ولكن تطور إلى التعاون في مجال الطيران، حيث بحث حسين نايل مدير عام سلطة الطيران المدني السوداني مع وفد الخطوط الاثيوبية برئاسة بروك ألذ شاوا المدير الإقليمي لمنطقة شرق إفريقيا ومدير المبيعات والتسويق للخطوط الأثيوبية الزائر في إطار استعادة تشغيل شركات الطيران الدولية بالسودان وتسهيل العبور للأجواء السودانية، العقبات امام استعادة تشغيل الخطوط الاثيوبية بالسودان والمضي قدما في توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين وتحديث اتفاق النقل الجوي الثنائي بين البلدين الشقيقين.

وأعرب مدير سلطة الطيران المدني وعن سعادته عن تقديره لزيارة الوفد وأهمية التعاون بين الجانبين حيث إن الخطوط الاثيوبية تعد من أكبر مستخدمي المجال الجوي السوداني.

واستعرض مدير سلطة الطيران المدني عدد من الموضوعات الحيوية، والتي من أبرزها عودة تشغيل الخطوط الاثيوبية بمعدل رحلة يوميا في البداية واضافة رحلة ثانية يوميا متي ما احتاج السوق إلى ذلك كم تم التطرق إلى المسائل المتعلقة بتسهيل الاجراءات في مسائل الشحن الجوي لضمان المساهمة في نقل الصادرات السودانية إلى جميع الوجهات التي تصلها رحلات الخطوط الإثيوبية.

وناقش مدير سلطة الطيران المدني توقيع مذكرة تفاهم حول بناء القدرات بأكاديمية الخطوط الجوية الاثيوبية التي تم ترفيعها لجامعة متخصصة في مجال الطيران.

أهمية الخطوط الجوية الإثيوبية

وتعد خطوط الطيران الإثيوبية من أهم شركات الطيران الأفريقية، حيث أُعلن في العاصمة المغربية الرباط فوزها بجائزة "أفضل شركة طيران إفريقية" للعام السابع على التوالي وذلك خلال الدورة الخمسين لجمعية شركات الطيران الإفريقية (أفرا).

وفي المرة الثانية نجحت الشركة في جعل إثيوبيا تطيح بأحلام مدينة دبي الإماراتية لتصبح الأولى أكبر معبر للرحلات إلى إفريقيا الأمر الذي سلط الضوء على تفوق شركة الخطوط الجوية الإثيوبية وإصلاحات رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد علي التي أسمهت بكل تأكيد في هذه النجاحات خاصة فيما يتعلق بالإنجاز الثاني وهو إطاحة الناقلة بمطار دبي في تسيير الرحلات الجوية.

ولم يمر على عودة فتح الأجواء السودانية عدة شهور، حيث كانت قد أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية عبر نشرتها عن فتح المسار الشرقي أمام حركة عبور الطيران الدولي بدءًا من الأربعاء الموافق 31 يوليو الماضي.

وأصدرت سلطة الطيران المدني السودانية نشرة طيارين “نوتام” عبر المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للطيران المدني بالقاهرة، وكانت سلطة الطيران المدني قد دشنت مركز الملاحة الجوية في بورتسودان العام الماضي.

وفي وقت سابق؛ شهد السودان صدور قرار من سلطات الطيران المدني بتمديد إغلاق المجال الجوي واستثنى قرار التمديد الذي صدر في نشرة طيارين (نوتام) رحلات المساعدات الإنسانية.