كيف كانت حياة الرسول مع زوجاته وأبنائه وأصحابه؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن كثيرا من دلائل الحب التي جرت في أيام الرسول ﷺ سواء بينه وبين زوجاته، أو بينه وبين أبنائه، أو بينه وبين أصحابه، أو بين أصحابه بعضهم مع بعض؛ يصعب على كثير منا في هذا العصر تفسيرها أو تأويلها فضلا عن اليقين في وقوعها، حتى أنكرها كثير من الناس ورفضوها، وذلك لأننا صرنا نعيش في عصر انتزعت منه قيم الحب الأصيلة التي كانت تحكم أحداث عصر النبوة، ولن نستطيع أبدا أن نستوعب مثل هذه الحوادث والدلائل إلا إذا لبسنا نظارة الحب حتى نرى ونتذوق ونستمتع، حينئذ فقط يمكن فهم الأسباب والدوافع والحالة الشعورية والوجدانية التي عاشها الإنسان في هذا المكان وفي هذا الزمان، نعم كان الصحابة يعيشون حالة حب دائمة، وكان سيدنا رسول الله ﷺ طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة ورقة تسري روحها في كل شيء.
حياة الرسول مع زوجاته
قال أنس بن مالك : كان النبى ﷺ يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه. قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت فقيل لها هذا النبى ﷺ نام فى بيتك على فراشك. قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها (الصندوق الصغير تجعل المرأة فيه المتاع النفيس) فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره فى قواريرها ففزع النبى ﷺ فقال: «ما تصنعين يا أم سليم ؟». فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا. قال: «أصبت». [رواه مسلم]
وعن أسماء بنت أبي بكر: «أن الرسول ﷺ احتجم، فدفع دمه إلى ابني فشربه، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره، فقال: ما صنعت. قال: كرهت أن أصب دمك. فقال النبي ﷺ: «لا تمسك النار، ومسح على رأسه، وقال: ويل للناس منك، وويل لك من الناس» [رواه الدراقطني في سننه] فرسول الله ﷺ لم يأمره أن يفعل هذا لكنه لم يستفظع ما فعل كما هو مردود ذلك عند بعض المعاصرين مما يضطرهم إلى إنكار الحديث أو إلى السخرية من هذا الحب العميق.
ووزع رسول الله ﷺ شعره المبارك الشريف حتى وصل إلينا في عصرنا الحاضر، ولم يصل إلينا أثار نبي قط سوى النبي المصطفى والحبيب المجتبى ﷺ.