شركات السيارات الألمانية تواجه معركة وجود في السوق الصينية
سجلت مبيعات السيارات الكهربائية الألمانية في السوق الصينية انخفاضا حادا على وقع توترات تجارية وتفضيل المستهلكين الصينيين بشكل متزايد للماركات الصينية التي تقدم مزايا أكثر من حيث الأسعار والتكنولوجيا.
شركات السيارات الألمانية تواجه معركة وجود في السوق الصينية
وأفادت تقارير حديثة بأن شركات مثل فولكس فاغن ومجموعة مرسيدس بنز وإم دبليو تكافح لتقديم سيارات كهربائية تجذب العملاء في أكبر أسواقها وأكثرها ربحا، مما يضع استثمارات ضختها بقيمة 38 مليار دولار على المحك.
وفي الأسبوع الماضي، أبلغت الشركات الألمانية الثلاثة عن انخفاض مبيعاتها في الربع الثالث في الصين. وسجلت بي أم دبليو أكبر انخفاض في مبيعاتها منذ أكثر من أربع سنوات، حيث انخفضت بنسبة 30 بالمئة، وانخفضت تسليمات مرسيدس بنسبة 13بالمئة وسط ضعف الطلب على أغلى سياراتها، بما في ذلك سيارات ليموزين أس كلاس ومايباخ.
وتراجعت مبيعات بورش في الصين بنسبة 19 بالمئة مسجلة أسوأ أداء لها في الربع الثالث منذ عقد من الزمان حيث انخفض الطلب العالمي على تايكان إلى النصف تقريبا. وسجلت فولكس فاغن--الشركة الأم لبورش وأودي-- انخفاضا بنسبة 15بالمئة.
في الجانب المقابل، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية زخما في النمو في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. وفي الفترة من يناير إلى سبتمبر، بلغ إجمالي إنتاج السيارات في الصين حوالي 21.47 مليون وحدة، بزيادة 1.9 في المائة على أساس سنوي. وبلغت مبيعات السيارات 21.57 مليون وحدة، بزيادة 2.4 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
ويرجع ذلك إلى السياسات الحكومية والحوافز المالية التي تتشجع المستهلكين على التخلص من سياراتهم القديمة وشراء سيارات جديدة.
وزاد التوتر التجاري بين الصين وأوروبا في الفترة الأخيرة. وفي يوم الجمعة، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم على واردات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات من الصين، في خطوة اثارت انتقادات من الصين وبعض المصنعين والدول الأوروبية الأخرى.
وحثت الصين المفوضية على العودة إلى المسار الصحيح وحل الاحتكاكات التجارية من خلال المشاورات، حسبما قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية.
وقال المتحدث ان "موقف الصين ثابت وواضح. تعارض الصين بشدة الممارسات الحمائية غير النزيهة وغير القانونية وغير المعقولة، وتعارض بشكل قاطع الرسوم الإضافية على السيارات الكهربائية الصينية".
ويبدو أن التحدي التالي الذي يواجه السيارات الأوروبية بشكل عام بدأ بالفعل في معرض باريس للسيارات هذا الأسبوع، حيث يكثف المصنعون الصينيون جهودهم للحصول على حصة سوقية في أوروبا. وتعرض في المعرض شركات السيارات الصينية الكبرى مثل بي واي دي واكس بنغ ونيو أحدث تقنياتها في أكبر حدث أوروبي للسيارات هذا العام.
وفي حين ان شركات صناعة السيارات الألمانية لا تزال تسيطر على ما يقرب من 15٪ من السوق الصينية، إلا أن حصتها انخفضت عن الربع قبل الوباء والأسوأ من ذلك أن حصتها من السيارات الكهربائية أقل من 10٪. وبدون تحول سريع، فإن الركود يخاطر بالتحول إلى هزيمة وتحويل الثلاثة الكبار في ألمانيا إلى معركة وجودية، حسبما قالت بلومبرغ.