الخرطوم.. آخر الأماكن المستقرة تشتعل به الحرب في العاصمة السودانية
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء، تصاعدا كثيفا لأعمدة الدخان نتيجة المواجهات العنيفة التي اندلعت فجرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتبادل الطرفان القصف المدفعي في عدة جبهات، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع بالخرطوم.
كما أطلقت قوات الدعم السريع قذائف صاروخية استهدفت أحياء في محلية كرري، فيما أفاد سكان محليون بسماع أصوات انفجارات في أحياء متعددة بمدينة الثورة في أم درمان.
وظلت أحياء محلية كرري الشعبية في أقصى شمال أم درمان إحدى مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم، أم درمان والخرطوم بحري) وما زالت تشكل آخر بؤر الحياة والملاذ الآمن والأخير الذي لجأ إليه معظم الفارين من نيران الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع" التي حولت عاصمة البلاد إلى مسرح للموت والدمار.
لم يعد هناك مكان آمن آخر للعالقين في الخرطوم سوى ملاذ محلية كرري مقر حكومة الولاية الموقت، التي لا تزال تشهد استقرارًا نسبيًا في الخدمات بحكم وجود قواعد عسكرية للجيش في كرري ووادي سيدنا، مما يجعلها مناسبة لأن تكون المهد لحياة جديدة لعاصمة السودان.
من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 200 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية عبرت منذ إعادة فتح معبر أدري في أغسطس الماضي.
ويستفيد من هذه الإمدادات حوالي 615 ألف شخص، بمن فيهم من يواجهون خطر المجاعة.
جاء ذلك بعد موافقة مجلس السيادة السوداني على فتح المعبر لمدة ثلاثة أشهر.
وفي سياق الأزمة الإنسانية، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين إلى 14 مليون شخص، بينهم 10 ملايين نازح داخلي، بينما فرّ نحو 4 ملايين آخرين إلى دول الجوار.
ووفقًا للمنظمة، تدفق على تشاد في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وحده نحو 25 ألف لاجئ من السودان هربا من الحرب المستمرة منذ 18 شهرا.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع حالات الإصابة بوباء حمى الضنك إلى 2024 حالة، بينها 9 وفيات، بينما وصل عدد الوفيات الناتجة عن داء الكوليرا إلى 699 حالة.
وأشار بيان صادر عن وزارة الصحة إلى تسجيل 82 إصابة جديدة بالكوليرا، بما في ذلك حالة وفاة واحدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 24604 حالة في 74 محلية ضمن 11 ولاية سودانية.