رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء محمد محمود عمر يروي في حوار لـ«النبأ»:الأهوال التي رأها وعاشها في الحروب الثلاثة التي خاضها ضد الصهاينة وقصة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض أمام عينه وفتح «البيت الأبيض» على يد عصبة من المسلمين

الكاتب الصحفي علي
الكاتب الصحفي علي الهواري يحاور اللواء محمد محمود عمر

زوال دولة إسرائيل محسوم بالقرآن والسنة

سيتم فتح «البيت الأبيض» على يد عصبة من المسلمين 

الناس يخلطون بين تحقيق الوعد الثاني والمعركة الأخيرة لنهاية دولة الاحتلال

إسرائيل تتصرف كطير ذبيح وسوف تزداد إجراما لأنها تعلم قرب نهاية أجلها المحتوم

3 أسئلة عن نكسة 1967 لم أجد لها إجابة حتى الأن

ما شاهدته يوم 6 أكتوبر 1973 لا تستطيع قواميس اللغة التعبير عنه

هذه هي أسرار قصة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض أمام عيني

الرئيس جمال عبد الناصر مات في 1967 ودفن في 1970

أهلي أقاموا لي العزاء وأصيبوا بالذهول بعد أن رأوني 

أنتجت عشرات الأفلام الوثائقية  في مؤسسة «رجال من ذهب»

موسوعة أفلام «جيش الشمس» الوثائقية تتناول حقائق تخالف كل ما قرأته عن حرب 1948 

قوات البطل أحد عبد العزيز وصلت إلى أبواب القدس وأذاقت قوات موشي ديان المر

علاقتي بالشهيد الحي ما زالت قائمة ورفقة السلاح أقوى من صلة الدم

إظهار أحد أفراد الضفادع البشرية في فيلم «الطريق إلى إيلات» بالجبن إساءة 

يهودية توقعت نهاية الدولة العبرية في 2024

مقولة أن أمريكا هي من تقرر مصير الحكام العرب غير صحيحة

مصر دولة لا يستهان بها حتى وهي مريضة وضعيفة 

الجندي الإسرائيلي أجبن خلق الله والشهادة كان دائما مسيطرة على تفكيري 

الحرب هي الجندي الذي يضع قدميه على الأرض

لا أعترف بشعار «النصر أو الشهادة»

أول درس تعلمته هو أن الحرب تأخذ منك أكثر مما تعطي لك

كل جيوش العالم تعلمت من حرب 1973 وعدلت من تكتيكاتها

تزوجت وأنا برتبة مقدم حتى لا تحصل زوجتي على لقب «أرملة شهيد»

«الخيانة» السبب الأول في اغتيال رموز المقاومة في فلسطين ولبنان

 

قال اللواء محمد محمود عمر، أحد أبطال قواتنا المسلحة، والذي شارك في 4 حروب هي (اليمن، والاستنزاف، و1967، و1973)، إن هناك حديثا صحيحا يؤكد أن عصبة من المسلمين سوف تقوم بفتح البيت الأبيض، مؤكدا أن زوال دولة إسرائيل محسوم بالقرآن والسنة، مشيرا إلى أن هناك خلطا بين تحقيق الوعد الثاني والمعركة الأخيرة لنهاية دولة الاحتلال.

وأضاف اللواء محمد محمود عمر في حواره لـ«النبأ»، أنه في 3 حروب ضد الصهاينة رأى من «الأهوال» ما تعجز الكلمات عن وصفه، مشيرا إلى أن ما شاهده في 6 أكتوبر لا تستطيع قواميس اللغة التعبير عنه، لافتا إلى أن الفريق عبد المنعم رياض استشهد أمام عينه، منوها إلى أنه أنتج عشرات الأفلام الوثائقية عن أبطال شاركوا في الحروب الحديثة التي خاضتها مصر من خلال مؤسسة «رجال من ذهب».. وإلى نص الحوار

في البداية حدثنا عن أول حرب شاركت فيها وشهادتك عليها؟

أول حرب شاركت فيها كانت حرب اليمن، وشهادتي على هذه الحرب، أننا كنا نحارب عصابات وليس جيشا نظاميا، وكان المسلم يقاتل المسلم، وكنا نحارب الطبيعة أكثر من العدو.

ما هي الحرب الثانية التي شاركت فيها؟

الحرب الثانية التي خضتها هي حرب 1967، ففي 1967 كنت في أجازة من اليمن، وتم إعلان حالة الطوارئ القصوى يوم 14 مايو 1967، وهذا يعني أن أقوم بتسليم نفسي للوحدة فورا، سواء انتهت الأجازة أم لم تنتهي، ونظرا لوجود وحدتي في اليمن ذهبت لتسليم نفسي للقيادة، فتم توزيعي على وحدة أخرى، ذهبنا إلى سيناء في شهر مايو 1967، وكان موقعي في «بئر لحفن» شمال العريش، وكانت منطقة مفرق طرق، وبدأت الحرب، وعدت من رحلة أطلقت عليها في مذكراتي « رحلة الأهوال»، استغرقت حوالى 21 يوما، من 7 يونيه 1967 وحتى 28 يونيه 1967، هذه الرحلة أقوى من أن تصفها الكلمات، كنا نسير ليلا ونختفي نهارا في وسط الصحراء حتى وصلنا قرب القنطرة، لقينا من الأهوال ما لقينا، الطيران الإسرائيلي يصيب من يصيب ويقتل من يقتل، بعد وصولنا قرب القنطرة وجدنا بعض زملائنا راجعين من القنطرة، طلبوا منا العودة لوجود بلاوي في القنطرة، لم أصدق وتسللت فرأيت بأم عيني من الأهوال ما رأيت، جنود مصريين يقفون في صفوف يتم إطلاق الرشاشات عليهم من الخلف، دبابات تسير فوق جثث، المنظر كان مؤلما للغاية، في هذه اللحظات التي لا يتم وصفها سوى عن طريق المشاعر والأحاسيس، سألت نفسي ثلاثة أسئلة لم أجد لها إجابة حتى الأن: ماذا حدث؟، ولماذا حدث؟، وكيف حدث؟،    عدت ومعي 50 جنديا، وكنت ملازم أول، المغرب وصلنا ساحل بحيرة البردويل ووقفنا على الشاطئ، وجدنا مركب قارب به ضابط صاعقة من دفعتي، عبرنا بالقارب على دفعات، وصلنا بورسعيد الساعة 4 صباحا، أخذونا إلى مكان يسمى «مبرة محمد علي»، وكان منظرنا مثل أهل الكهف، على البوابة وجدت فتاة تقول لي، أهلا يا بطل، فانفجرت فيها وكنت هضربها بالقلم، حلقنا وأخذنا حمامات وأكلنا سندوتشات وشربنا شاي، شعرت بعدها أنني عدت شبه بني أدم، جلست وأنا مش عارف بفكر في إيه، مذهول وغير قادر على استيعاب ما حدث، كنت فاقد للإحساس، حتى أنني لم أشعر بأنني أصيبت بطلقة في كتفي إلا بعد أن أبلغني أحد زملائي بعد أن رأى بقعة دم كبيرة تبلل الستره التى أرتديها، حاولت الإتصال بأهلي ولكنني فشلت لعدم وجود أي وسيلة للإتصال في ذلك الوقت، ركبنا القطار الحربي من بورسعيد، وصلنا كوبري الليمون الساعة الرابعة صباحا، ركبنا سيارات المجهود الحربي ولم أجد أحد يخبرنا إلى أين سنتجه،  وأثناء سير السيارة ونحن فى الصندوق وجدت السيارة تمر بأحد ميادين مصر الجديدة دون تفكير قفزت من السيارة وتوجهت إلى شقتي، بواب العمارة عندما رأني كأنه رأى شبح، وجدت شقيقي وإبن خالتي في الشقة، لم يصدقوا وأصيبوا بالذهول بعد أن رأوني، وقالوا لي لقد أقمنا لك عزاء في البلد، الوحيد الذي كان واثقا بأنك ما زلت على قيد الحياه هو والدك، لذلك طلب منا أن نذهب إلى الشقة لانتظارك، غادرنا الشقة، وصلنا البلد الساعة حوالى السابعة صباحا، والدتي لم تصدق وأصيبت بالذهول عندما رأتني أمامها، منزلنا أنقلب رأسا على عقب في أقل من نصف ساعة، والدي أخذني بالحضن وضمني بشدة، وكأنه يريد أن يدخلنى داخل صدره، وحتى الأن ما زلت أشعر بهذا الحضن، يوم 30  يونيو 1967 قمت بتسليم نفسي إلى قيادة الصاعقة، وأنا في الميس وجدت الحزن محفور على وجوه زملائى الضباط، لا أحد يكلم أحد، الكل في ذهول، الكل يشعر بالمرارة، أنفجرت فيهم لكي أخرجهم من هذا اليأس والإحباط، قلت لهم أن الحرب لم تنتهي، خسرنا المعركة ولكننا لم نخسر الحرب، إذا جلسنا هكذا نبكى فلن نفعل شيئا، فجأة دخل أحد الزملاء وقال هناك معركة تدور الأن فى رأس العش بين فصيلة من الصاعقة وقوة كبيرة من العدو تريد أن تدخل إلى بورفؤاد، عندما أبلغنا بتلك المعركة دبت فينا الحياة ولا تسأل كيف؟، دب فينا الحماس والرغبة في الانتقام، هذه المعركة أكدت أن إرادة القتال فينا لم تنكسر وأننا ما زلنا قادرين على المواجهة، قلت أننا سنحارب ولو بالخناجر، لقد أطلقت على معركة رأس العش «تكبيرة الإحرام في صلاة النصر»، وذلك لعدة أسباب منها، أنها جاءت بعد 17 يوما من وقف إطلاق النار، وكانت أول مواجهة بيننا وبين العدو بعد النكسة، وكانت مواجهة غير متكافئة ورغم ذلك انتصرنا فيها، وإعلان عن أن إرادة القتال فينا لم تنكسر أو تنهزم، ومعنويات الجيش بدأت تعود، وكانت أول بشارات النصر، وقد تحدث عنها الرئيس جمال عبد الناصر فى أحدى خطبة ورقى الفصيلة التي قامت بها إلى رتبة أعلى.

وماذا عن معركة الاستنزاف؟

معارك الاستنزاف بدأت فعليا يوم 8 مارس 1969، عندما جاءت إشارة لكل القوات الموجودة على شط القناة بفتح نيرانها الساعة 5.30 مساء، وشاهدت سيناء عبارة عن كتلة من الدخان الاسود.

حدثنا عن قصص وبطولات حدثت أمامك؟

من المشاهد التي لن أنساها قصة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض يوم 9 مارس 1969، أمام مبنى مستشفى الإسماعيلية التابع لهيئة قناة السويس، والذي يقع في مدخل محافظة الإسماعيلية، المعدية رقم 6، وكان عبارة عن ستة أدوار، ولم يكن قد تم بناؤه عندما حدثت معركة 5 يوني،و واتخذنا منه مراكز ملاحظة واستطلاع، كنت واقفا في مركز الملاحظة استطلع نتائج ضربات أمس، وكانت الساعة تشير إلى 3.30 عصرا، فجأة حدث هرج ومرج، وعندما سألت عن السبب عرفت بوجود الفريق عبد المنعم رياض، نظرت خلفي على طريق القناة فرأيت الفريق عبد المنعم رياض وهو ينزل من السيارة ومعه اللواء عدلي سعيد قائد الجيش الثاني واللواء محمد هديب مدير المدفعية، رأيت الفريق عبد المنعم رياض وهو يدخل على  دشمة مدفع مضاد للدبابات أسمه B10، وهو يأخذ النظارة ويستطلع الضفة الشرقية من القناة، أثناء ذلك بدأ العدو الإسرائيلي يطلق النيران من مدفع 155 والذي كنا نطلق عليه مدفع أبو جاموس، هذا المدفع دانته ليس لديها القدرة على الاختراق، ولكنها تقوم بعمل كم كبير جدا من تفريغ الهواء وشظاياها مثل السكينة، عندما بدأ الضرب كل واحد من الموجودين بحث له عن حفرة وإختبأ بها، الفريق عبد المنعم رياض رفض كل نداءات التحذير وظل واقفا في المكان حتى انفجرت دانة بجواره، ورأيته وهو يسقط على الأرض، جرينا نحوه فوجدناه لم يصاب بخدش، حملناه وما زال فيه الروح وجرينا به إلى مستشفى الجلاء، ولكنه للأسف توفى ونحن على أعتاب المستشفى، جنازته فى اليوم التالى لوفاته كانت رهيبة، الشعب المصري كله خرج لتوديعه وتشييعه في الميدان الذي سمي باسمه الأن وهو ميدان عبد المنعم رياض في التحرير، يوم الاربعين 14 أبريل عام 1969، انتقاما للفريق عبد المنعم رياض قامت المجموعة 39 بعملية لسان التمساح شرق القناة، الموقع الذي تم إطلاق المدفعية منه على الفريق عبد المنعم رياض وقتلوا كل من فيه، 22 شخص، ورفعوا العلم المصري عليه لمدة 24 ساعة دون أن يتعرض لهم أحد، للأسف الكثير من الشباب الأن لا يعرفون من هو عبد المنعم رياض الملقب بالجنرال الذهبي، فقط يعرفون تمثاله القابع في ميدان التحرير، وأنا هنا أتساءل: لماذا لا يتم تدوين سيرته الذاتية على  التمثال؟. 

موقف لن تنساه أبدأ؟

يوم 7 اكتوبر كانت القوة مكلفة بقطع الطريق على أي قوات قادمة من عمق سيناء حتى لا تعيق إتمام عملية العبور أو تدخل فى المعركة التى كانت دائرة على الضفة الشرقية، ومر طابور مدرع للعدو، ودارت بيننا معركة استمرت ساعات، كان جنود العدو يقفزون من مدرعاتهم وهم يصيحون " ياربى إنهم ليسوا شجيرات إنهم شياطين الصاعقة"، ويلوحون بمناديل بيضاء وهم يتصايحون فى ذعر "يا مصرى لا تقتلنا".

وماذا حدث بعد ذلك؟

توالت عمليات الاستنزاف حتى حرب أكتوبر 1973، عدد العمليات التي تم احصائها في حرب الاستنزاف بلغت حوالى 4400 عملية، في كل عملية شاركت فيها كنت أقوم بوضع قصاصة من ورق فى الموقع الذى هاجمته مكتوب فيها «هذه أرضي أنا، وأبي ضحى هنا، وأبي قال لنا، مزقوا أعدائنا»، وهذه الورقة كانت مكتوبة باللغة العربية ومترجمة إلى اللغة العبرية. 

ومذا عن مشاركتك في حرب 1973؟

يوم 6 أكتوبر ساعة العبور أنا كنت واقف فوق الساتر أشاهد ما يحدث، ما رأيته في هذا اليوم يعجز أي كاتب أو شاعر أو قواميس الكلمات عن وصفه، كان الوقت المحدد لعبور القناة 7.30 دقيقة عبروها في 5 دقائق، عبرت عن هذا المشهد وقلت « كانت صفحة القناة نارا ودما، وكان الجنود في شوقا إلى القتال، وفي بضع ساعات كانت مصر والامة العربية بأكملها قد تعلمت في هذه الساعات ما لم تتعلمه في 30 سنة مضت»، البطل في هذه المعركة هو الجندي المصري، الحرب هي الجندي الذي يضع قدميه على الأرض، لذلك أطلقوا على المشاه «سادة المعارك»، جنود المشاه والصاعقة ظلوا يقاتلون 6 ساعات بسلاحهم الشخصي دون أي دبابات أو مدفعية، ثم تم تكليفنا عصر يوم 6 أكتوبر بمهاجمة قوات العدو فى العمق ومنع وصول أي قوات منهم إلى القناة.

وماذا عن أسطورة الضربة الجوية الأولى؟

أكذوبة، وهذا ليست تقليلا من هذه الضربة، ولكن الحرب الحديثة تعتمد على الأسلحة المشتركة، ولا يمكن تفضيل سلاح على سلاح أخر، كل سلاح له دور، جندي المؤخرة مثل الجندي الذي يقاتل في الميدان وعبر القناة، لأنه قام بالمهمة التي تم تكليفه بها مثل الجندي الذي شارك في المعركة، لا يوجد شئ اسمه «بطل»، يوجد تكليف وأوامر، يوجد شئ اسمه الواجب الذي يجب أن أقوم به، القوات المسلحة أوامر، المقاتل معرض للاستشهاد في أي وقت وهو في أرض المعركة، لا أعترف بشعار «النصر أو الشهادة»، أعترف فقط بالنصر، كنت دائما أقول للجنود، مش عايز حد فيكم يموت، هحارب بمين لو كلكم استشهدتوا؟!، هذه كانت الروح السائدة في حرب أكتوبر المجيدة. 

قصص وبطولات وحكايات أخرى عشتها أو سمعتها؟

من أبرز هذه القصص، معركة لسان بور توفيق، التي قامت بها الكتيبة 43 في العاشر من يوليو 1969، وكانت تجربة عبور حقيقية، وكانت إعجاز بمعنى الكلمة لأنها تمت خلال 35 دقيقة وفي وضح النهار، وقام بها 5 سرايا وأسفرت عن قتل كل أفراد العدو واسر جندي صهيوني، ومن المواقف التي لن أنساها، أننا كنا نحمل الزملاء الذين أصيبوا أو استشهدوا فى إحدى العمليات خلف الخطوط  ونسير بها عشرات الكيلو مترات حتى لا نتركهم لهذا العدو الخسيس ليمثل بهم، وفي أول أجازة بعد حرب أكتوبر قام أحد السائقين بتوصيلي إلى منزلي ورفض رفضا باتا ان يتقاضى أي أجر، بل أنه حاول أن يحملنى ليصعد بى إلى الشقة لولا أن اقنعته بعد جهد أن أثنيه عن عزمة.

ما هي الدروس التي تعلمتها من كل الحروب التي خضتها؟

أول درس تعلمته هو أن الحرب تأخذ منك أكثر مما تعطي لك، وأنا شخصيا أخذت مني الكثير، وما زال تأثيرها عندي حتى اليوم، الحروب تعطي صلابة وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والقدرة على التبصر وتصنيف الأشخاص، وأنك تتعلم فيها فى ثوانى ما لا تسطيع اسيعابه فى سنوات فى الحياة العادية.

ماذا استفاد العالم من حرب أكتوبر 1973؟

كل جيوش العالم استفادت من حرب 1973 وعدلت من تكتيكاتها، دول الخليج استفادت من حرب أكتوبر بعد أن ارتفع سعر البترول بعد الحرب، انتصرنا على إسرائيل وأمريكا بسلاح قديم ورثناه من الحرب العالمية الثانيه، إسرائيل خسرت الحرب وهي تمتلك أحدث ما أنتجته الترسانة الأمريكية من أسلحة، الفيصل في المعركة كان الجندي المصري، الجندي المصري كان يرقد بين جنازير الدبابات ويلصق فيها قنابل مضادة للدروع ويخرج من الناحية الثانية، ملازم اسمه فتحي كان يجري وذراعه متدليه وينام فوق برج الدبابة ويقوم بتفجير قنبلة يدوية فتنفجر الدبابة بذخيرتها وهو فوقها، وقد أطلقت على هذه العمليات «هياج الموت»، كانت تلك المعركة يوم 7 اكتوبر، الشهيد المقدم محمد زرد وهو قائد كتيبة كان يهاجم النقطة 149، أوقف تقدم الكتيبة بسبب مدفع رشاش يبرز من مزغل (فتحة صغيرة) فتسلل المقدم زرد زاحفا إلى أن وصل إلى هذا المزغل وسده بجسده ونزل وهو يحمل أحشاءه بين يديه، من أجل أن تنفذ الكتيبة مهمتها.

ماذا عن نبوءات زوال إسرائيل التي يتحدث عنها البعض؟

بعد احتلال جنوب لبنان عام 1982، وبعد مذابح صبرا وشاتيلا، مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل قال فى خطابه بمناسبة هذه المعركة، أن إسرائيل سوف تنعم بالسلام لمدة 40 عاما قادمة، ولفت نظرى تلك العبارة ولماذا تحديد المدة؟ وبعد بحث مضني توصلت إلى أن كل دول إسرائيل التي قامت عبر التاريخ لم تستمر أكثر من ثمانين عاما، وفي عام 1995 كنت أصلي الجمعة في المجمع الإسلامي في لندن، وسمعت خطيب المسجد وهو دكتور عراقي يقول، أنه كان لأسرته جاره يهودية قالت بعد حرب 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل، «بعد 76 سنة لن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل»، وعندما حسبت الحسبة وجدت أن هذه المدة تنتهي في 2024.

زوال دولة إسرائيل وعد إلهي ذكره القرآن الكريم وليس وعد بلفر، الآيات القرآنية التي تؤكد حتمية زوال دولة إسرائيل كثيرة في القرآن الكريم، نذكر منها، «وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا»، وقوله تعالى« وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِیقࣰا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِیقࣰا، وَأَوۡرَثَكُمۡ أَرۡضَهُمۡ وَدِیَـٰرَهُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ وَأَرۡضࣰا لَّمۡ تَطَـُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣰا»، وقوله تعالى في سورة الإسراء « فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا»، وقوله تعالى في سورة الحشر« وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ»، وقوله تعالى في سورة الإسراء « ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا، إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا»، وقوله تعالى في سورة الإسراء «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا، قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا، وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا» ومعنى "جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا" هو إنشاء الكيان الصهيوني بجمعهم من شتات الآرض حتى يتحقق الوعد الثانى بكسر شوكتهم وإذلالهم.

وهنا لا بد من القول، أن الوعد الأول تحقق في غزوة خيبر، وليس في عهد «بختنصر» أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، كما يقول المفسرون لأن لفظ "عباد لنا" لا ينطبق إلا على العبد المسلم المؤمن، ولا أعتقد أن "بختنصر" كان مسلما أو مؤمنا، والوعد الإلهي الثاني لا يعني نهاية دولة إسرائيل كما يعتقد الكثيرون، ولكنه يعني كسر شوكتها وإضعافها تماما، لأن الله عز وجل يخاطب اليهود فى نهاية أيات الوعيد بقوله "وإن عدتم عدنا"، الناس تخلط بين تحقق الوعد الثاني والمعركة الأخيرة، المعركة الأخيرة ستكون في أخر الزمان وقبل قيام الساعة، وقد عبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عندما قال« لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود»، أما الوعد الثاني فيعني أن اليهود لن تقوم لهم قائمة إلا في نهاية الزمان، وسوف يتحولون إلى قلة ضعيفة مشتتة في الأرض.

وقد سمعت حديث من أمريكي مسلم، وتعجبت له كثيرا، وكنت اسمعه لأول مرة،  وعندما بحثت عنه وجدته فعلا حديث صحيح ومذكور في معظم كتب الصحاح، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:«سيفتح الله البيت الأبيض على يد عصبة من أمتى، يرتدون العمامة السوداء»، الرسول قال هذا الكلام من 1400 سنة ولم يكن هناك شئ اسمه البيت الأبيض، كل ذلك يؤكد أن مصير إسرائيل وأمريكا محسوم بالقرآن والسنة. 

بعض العلمانيين يسخرون من هذا الكلام؟

لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، ولكم دينكم ولي دين، لا تجادل الأحمق ولا تجعل الأحمق يجادلك.

 وماذا عن ما يحدث في غزة؟

ما يحدث في غزة ارهاصات لنهاية إسرائيل، هم يعترفون أنهم يخوضون حرب وجودية، وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن نهايتهم قد قربت، لكن متى وكيف؟،اسرائيل الآن كطير ذبيح لذا توقع منها أى شئ، سوف تزداد عنفا واجراما لآنها تعلم تماما أن أجلها قد حان وهى تعتقد أنها يمكنها أن تغير من ذلك الأجل المحتوم ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

شهادتك على وفاة الرئيس جمال عبد الناصر؟

الرئيس جمال عبد الناصر مات في 1967 ودفن في 1970، النكسة دمرت عبد الناصر وقضت على كل أحلامه، محاولات كثيرة تمت لاغتيال عبد الناصر، لكن أعتقد أن وفاته كانت طبيعية، لأنه كان يعاني من أمراض مزمنة كثيرة، سكر وضغط وتصلب شرايين، وذهب إلى روسيا للعلاج، ويحسب له دوره في إعادة بناء الجيش المصري، وتحويل جيش مهزوم إلى جيش منتصر في 6 سنوات إعجاز بكل المقاييس، ويبقى الإنسان المصري هو العمود والأساس.

ماذا عن اغتيال رموز المقاومة في فلسطين ولبنان؟

الخيانة.

من عدو العرب إيران أم إسرائيل؟

أنا عدوي إسرائيل بما تحويه وستبقى.

هل ما زالت الحرب بين مصر وإسرئيل قائمة رغم اتفاقية السلام؟

 المشير محمد عبد الغني الجمسي قال في إحدى الحوارات عام 1975، أن المواجهة مع إسرائيل قادمة لا محالة، ونفس الكلام ذكره المشير محمد أبو غزالة الذي قال، أن السلام الذي لا تحميه القوة استسلام، وأزيد على هذا إن من لايثق أن هناك مواجهة قادمة إن أجلا أو عاجلا بيننا وبين الكيان الصهيونى فهو غافل.

في البداية حدثنا عن مؤسسة «رجال من ذهب» التي قمت بتأسيسها؟

بدأت فكرة إنشاء مؤسسة رجال من ذهب في بداية تسعينيات القرن الماضي، عندما تلقيت مكالمة هاتفية من أحد زملائي وأنا خارج مصر، وطلب مني أن أرسل له أي كتب عن حرب 1973 لإبنته التي تدرس في إحدى الجامعات، بعد أن قال لها بعض زملائها، أن مصر خسرت في حرب 1973 ولم تنتصر، ولم تستطيع الرد عليهم، من هنا بدأت الفكرة، بدأت أفكر كيف أقوم بتوصيل هذا الكم من المعلومات عن الحروب التي خضتها إلى الناس، ظللت سنوات أبحث عن الوسيلة التي أستطيع عن طريقها توصيل المعلومة للناس، وفي أحد الأيام جاءني جندي مجند كان معي في سنوات القتال، اسمه عبد الجواد، ويسمى الأن الشهيد الحي، من محافظة الإسماعيلية، مكث معي يومين، أخبرني أنه تزوج ولديه 5 أولاد وعشرين حفيد، طلب منه بعض أصدقائي الذين كانوا حاضرين بأن يروي قصته، فبدأت أسجل معه فيديو وهو يحكي قصته، بعد ذلك حولته إلى فيلم وثائقي، وأطلقت عليه «الشهيد الحي»، وكان أول فيلم وثائقي عام 2014، وكانت مدته 46 دقيقة، وقمت بعرضه في دار الأوبرا المصرية، ولم يحضره سوى أنا وعبد الجواد وأبنه وشخصين آخرين، وما زال هذا الجندي يتردد على حتى اليوم، لأن رفقة السلاح أقوى من صلة الدم.

ما هي قصة الجندي الشهيد الحي؟

قصته أنه أثناء رجوعه من إحدى المهمات مع زملائه أثناء حرب الاستنزاف يوم 19 يوليو عام 1969، قبل معركة الجزيرة الخضراء بيوم، وكان مكلفا بحراسة المؤخرة، وأثناء عودته من مهاجمة موقع للعدو فى عمق سيناء على بعد حوالى 30 كم، أصيب من صاروخ من طائرة إسرائيلية وكانت النتيجة أنه فقد ساقيه الإثنين ويده وعين وجرح بطول 40 سم في ظهره، كانت اصابته غلى بعد حوالى 11 كم من القناة، حمله زملاؤه إلى الضفة الغربية وهم فاقدين الامل فى حياته، بعدها بدأت مسيرة أطلقت عليها «عربة إسعاف بشرية»، لأن هذه الواقعة كانت في منطقة أسمها «رقبة الوزة» في شمال القنطرة، وزملاءه حملوه على نقالة لمسافة 25 كليو متر وهم مترجلين لعدم استطاعة دخول سيارات إلى المنطقة، رغم أنه لم يكن هناك أمل أن يعيش، وأوصلوه إلى مستشفى بورسعيد، والطيران الإسرائيلي يضرب فوق روؤسهم، المهم ربنا كتب له الحياه، وهذه معجزة من المعجزات. 

ماذا عن الفيلم الثاني؟

الفيلم الثاني كان باسم معركة الجزيرة الخضراء، وهي جزيرة صخرية في مدخل خليج السويس كان محتلة من فصيلة دفاع جوي مكون من حوالي 60 فرد، جاءت قوة إسرائيلية من المارينز تقدر بحوالي 400 فرد للاستيلاء على هذه الجزيرة، استنجد قائد الفصيلة وكان ملازم أول بالكتيبة، وكان قائد الكتيبة بالإنابة النقيب مجدى بشارة، أخذ قوة وذهب للجزيرة لتدعيم القوة الموجودة هناك، استشهد حوالي نصف هذه القوات في المياه وهي في طريقها للجزيرة، وبعد أن وصلت باقي القوات طلب النقيب مجدي بشارة من قيادة الجيش الثالث بضرب الجزيرة بالمدفعية بما في ذلك القوات المصرية حتى لا تسقط الجزيرة في يد قوات الاحتلال، وبالفعل تم ضرب الجزيرة بالمدفعية، وتم دحر قوات المارينز الإسرائيلية، بعد أن سقطوا بين قتيل وجريح، واسقطوا للعدو طائرة سكاى هوك كانت قادمة لمهجمة من تبقى فى الموقع وطائرة عمودية كانت تساعد فى عمليات الانقاذ، لذلك أطلقت عليها ملحمة الجزيرة الخضراء، ثم توالت الأفلام الوثائقة بعد ذلك.

ما أشهر هذه الأفلام؟

من الأفلام التي أعتز بها، فيلم «فرسان تحت الماء»، يتناول قصة معارك مهاجمة ميناء إيلات، التي تم تحويلها إلى فيلم باسم «الطريق إلى إيلات» من إنتاج قطاع الإنتاج  بالتليفزيون المصري، هذا الفيلم للأسف شوه صورة العملية، الفيلم تناول هذه العملية على أنها عملية واحدة، ولكن في الواقع كانت خمسة عمليات أدمجوهم في عملية واحدة، العملية الأولى كانت يوم 9 نوفمبر 1969 ولم تتم بسبب عدم وجود مراكب، وكان الهدف من العملية هو ضرب العدو من الشمال والجنوب فى توقيت واحد، ضرب بلوظة ورمانة وبير العبد في الشمال بالمدمرات والمدفعية، وضرب إيلات في الجنوب، عادوا يوم 16 نوفمبر وقاموا بتدمير مركب «بيت شيفع» و«بات يام»، العملية الثالثة كانت يوم 5 فبراير عام 1970، ثم توالت باقى العمليات، ثانيا الفيلم أظهر أحد أفراد الضفادع البشرية وهو خائف وجبان ولديه رهاب من نزول المياه، وهذا يمثل اساءة كبيرة لهذا الشخص وأسرته، لأن الحقيقة وبشهادة الشهود ومنهم قائده أنه نزل المياه ولكنه عاد من منتصف الرحلة لسبب خارج عن إرادته، وهو أنه وبسبب عبوات التفتيش التى كان العدو يلقيها فى المياة انفجرت إحدى هذه العبوات بجانبه نتج عنها إتلاف فى القناع، وبذلك لا يستطيع إكمال المهمة دون قناع الأكسجين، واستكمل القائد العملية وحيدا، وهذا كانت المرة الأولى في تاريخ الضفادع البشرية التي يقوم شخص واحد بتنفيذ عملية بمفرده، أنا سجلت مع أربعة من الذين شاركوا في تلك العمليات، هذا الفيلم أخذ مني 120 ساعة عمل، في أخر الفيلم أغنية لبليغ حمدي بعنوان « يا حاجب المحكمة مين عينك قاضي»، من كلمات الابنودى وغناء بليغ حمدى رحمهما الله، وهي أغنية من تسجيلاتي الخاصة ولم يتم إذاعتها أبدا.

ماذا عن الأفلام الأخرى؟

فيلم عن قصة الشهيد إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39، وكان أسطورة من الأساطير، وهذا الرجل كنت أعرفه شخصيا، عندما أردت وصف حياته قلت « رجل ولد وقاتل واستشهد»، شكله وعشرته لا تعبر عن القلب الفولاذي الذي بداخله، حتى قصة اسشهاده كانت أسطورة، وهذا الفيلم أنتجته عام 2013.

ما هي قصة استشهاده؟

استشهد يوم 19 أكتوبر عام 1973، لحظة أذان يوم الجمعة، بعد أن تم استدعائه من أجل الثغرة، ورفض النزول من فوق التبة وهو يستطلع قوات العدو، فأصيب بدانة دبابة فسقط شهيدا، وكان برتبة عقيد.، وهذا الفيلم أنتجته وفاء له، لأنه من الشخصيات التي أحببتها وصادقتها، وأعرفه منذ حرب اليمن.

ماذا عن الأفلام الأخري؟

هناك موسوعة «جيش الشمس» وتحتوي على 9 أفلام، تتناول كل الأحداث السياسية والعسكرية التي تمت خلال هذه الفترة من 1948 وحتى تحرير طابا عام 1989، الفيلم الأول في هذه الموسوعة يتناول حرب 1948، وفيه من الحقائق، صوت وصورة، ما يخالف كل ما قرأته في التاريخ عن حرب 1948، مثل قصة إغتيال البطل أحمد عبد العزيز، الذي أذاقت قواته قوات موشي ديان المر والويل، والذي وصلت قواته إلى أبواب القدس، وكذلك ما يتم تداوله عن هزيمة مصر في 1948، وكذلك قصة حصار الفلوجة في فلسطين، وقضية الأسلحة الفاسدة.

لماذا تقوم بهذا العمل؟

لا أبتغي من هذا العمل سوى وجه الله تعالى، وتعريف الناس بالحقيقة، لذلك أقوم بهذا العمل على نفقتي الخاصة، الكثيرون أرادوا مساعدتي ولكنني رفضت حتى لا يملي أحد علي شيئا لا أريده، أقل فيلم يتحدث فيه 3 مصادر شاركوا في المعركة أو العملية التي أتناولها، وكل واحد يتحدث من رؤيته الخاصة، فلا يمكن أن يتفق الثلاثة على كذب أو باطل.

متى تزوجت؟

تزوجت عام 1980 وأنا برتبة مقدم.

لماذا تأخرت في الزواج؟

حتى لا تحصل زوجتي على لقب «أرملة شهيد».

معنى ذلك أنك كنت تتوقع الموت في أي لحظة؟

طبعا، كانت فكرة الشهادة مسيطرة على تفكيري تماما وكنت أتمناها ولكن فى أخر لحظات المعركة لحظة النصر حتى أكون قد حققت وعدا قطعته على نقسى ونقلته إلى رفاقى فى الكفاح أن لا أهدأ ولا يغمض لى جفن حتى نطهر أرضنا من ذلك الرجس، أنا واجهت الجندي الإسرائيلي وجها لوجه وحاربته بالسلاح الأبيض، أجبن خلق الله، وأحرص الناس على الحياة كما ذكر القرأن الكريم، ويكره المصري بشدة، والحمد لله فقد من علينا بالنصر. 

كلمة أخيرة؟

مقولة أن أمريكا وإسرائيل هما من يقررون مصير الحكام العرب خاطئة وغير صحيحة، لأن الملك بيد الله تعالى وليس بيد البشر، والله تعالى يقول في كتابه العزيز « قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

ما تعلمته في ساعة في الحرب لا يمكن استيعابه في عشرات السنوات خارج الحرب، معركة 1973 كانت المعركة الخاتمة لحرب دامت ست سنوات، وبدون حرب الاستنزاف ما تحقق انتصار أكتوبر 1973، ولا يوجد حرب دون خسائر.

مصر دولة لا يستهان بها لها ثقل حتى وهي مريضة وضعيفة، بعد حرب 1967، موشي ديان غره النصر فقال، سوف أقوم بأخذ فرقة مدرعة وأدخل من درب الأربعين وأقف على مشارف القاهرة واسقط حكم عبد الناصر، الرئيس الامريكي ليندون جونسون قال له، أنت بذلك تضع رقبتك داخل فم الأسد، أنت لا تعرف الشعب المصري.

 بلد بلا تاريخ هي بلد بلا حاضر وبالتالى بلا مستقبل، علينا توصيل الحقائق للأجيال الجديدة حتى نغرس فيهم الانتماء وحب الوطن، وهذا ما أقوم به من خلال «رجال من ذهب».

نبذة من سيرته الذاتية

  • لواء سابق في الجيش المصري
  • شارك في حروب اليمن والاستنزاف و1967 و1973.
  • بطل من أبطال الصاعقة المصرية.
  • نشأ وترعرع في كنف أسرة ريفية ميسورة. 
  •  يهوي القراءة وركوب الخيل.
  • لديه شهادات دراسية لم يشأ الحديث عنها 
  • قرأ آلاف الكتب في شتى فروع المعرفة.
  • لديه مكتبة كبيرة فى شتى ميادين المعرفة وهى متوارثة عبر أجيال.