تحت شعار «البقاء للأقوى»..«الحرب الإلكترونية» سلاح إسرائيل لتدمير المنطقة
اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق:
- الذكاء الاصطناعى يستخدم لجمع المعلومات فقط
- الصواريخ ستحل محل الطائرات والمسيرات جزء أساسى فى حروب المستقبل
- لا يمكن الاستغناء عن سلاح المشاة في الحروب لكسب الأرض
- إسرائيل تعتمد على شبكة واسعة من العملاء والجواسيس لاصطياد قيادات المقاومة
- تل أبيب لديها تاريخ أسود فى اغتيال العلماء والمقاتلين عندما تفشل في أرض المعركة
- القوة الجوية الضاربة سر قوة إسرائيل وتفوقها العسكرى على كل دول المنطقة
«الغبارى»: مصر لديها القدرة على خوض حرب إلكترونية وصد هجماتها
طرحت ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات وتصفيات جسدية لقيادات المقاومة في فلسطين ولبنان، سواء عن طريق الطائرات المسيرة وتفجير الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال «البيجر»، الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول قدرات إسرائيل التكنولوجية وعلاقة أجهزة المخابرات العالمية وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي بشركات التكنولوجيا؟، وكذلك شكل الحروب السيبرانية الحديثة بعد أن تحولت من الاستخدام السلمي القائم على القرصنة والرصد والتجسس إلى القتل والاغتيالات والتصفيات الجسدية، كما حدث في تفجير أجهزة الاتصالات «البيجر» بلبنان.
والسؤال الأهم هو: هل يتجه العالم إلى الحروب الإلكترونية بديلا عن حروب المدافع والصواريخ، وماذا عن حروب المستقبل، وهل انتهت الحروب التقليدية؟، وهل تمتلك مصر هذه التكنولوجيا الحديثة التي تستطيع من خلالها مواجهة التهديدات المتنامية، لا سيما من جانب الدول التي تمتلك مثل هذه التكنولوجيا وعلى رأسها إسرائيل، العدو اللدود لمصر والعرب؟.
كما تطرح الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الكثير من الأسئلة حول مصير منطقة الشرق الأوسط، ومخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، وانزلاق المنطقة لحرب إقليمية شاملة تأتي على الأخضر واليابس.
الذكاء الاصطناعي وحروب المستقبل
يعد الذكاء الاصطناعي أحد العوامل التي من المحتمل أن تلعب دورا رئيسيا في الحروب المستقبلية، وحسب خبراء عسكريون يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تسريع عملية اتخاذ القرار واستجابة القادة بشكل كبير؛ مما يسمح لهم بمعالجة المعلومات بسرعة أكبر.
ووفقًا لتقرير صدر عام 2020 عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، فإن أكبر التهديدات للأمن القومي لم تعد الحرب النووية أو الحرب التقليدية، بل أصبحت الحرب الإلكترونية والإرهاب وأنشطة التأثير الأجنبي والتكتلات الاحتكارية الدولية والهجرة غير الشرعية.
وأوضح التقرير، أنه يمكن للطائرات دون طيار بحلول منتصف القرن الجاري أن تحل محل المركبات التي يقودها الإنسان تماما.
وقال الجنرال جون موراي، القائد السابق لقيادة حروب المستقبل بالجيش الأمريكي، إن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءًا أصيلًا في ساحة المعارك في الحروب المستقبلية، مؤكدًا أن الحرب المحتملة ستحدث في ساحة شديدة النشاط، تتميز بأجهزة استشعار موجودة في كل مكان، ليصبح القتال مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي.
وأوضح الجنرال الأمريكي المتقاعد، أن تطور واندماج الذكاء الاصطناعي في خطط الدول من أجل التسليح، سيساهم في نضج المفاهيم الحديثة للعمليات ومناورات الأسلحة المشتركة التي قد تستخدم في الحروب المستقبلية.
وأضاف «موراي»، أن أحد الأمثلة التي غيرت المفاهيم، يتعلق بتكنولوجيا التعرف التلقائي على الأهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت حاليًا مدمجة في منصات الهجوم الأرضي مثل دبابة «Abrams» الأمريكية.
وحسب مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، فإن براعة الجيوش في الحروب باتت تعتمد حاليا على الذكاء الاصطناعي كجزء من التقدم التكنولوجي، ما يدفع الولايات المتحدة والصين للدخول في منافسة على التفوق العالمي في هذا المجال من أجل رسم المشهد العالمي المستقبلي.
وحسب المجلة الأمريكية، فإن وزارة الدفاع الأمريكية تهدف إلى الحصول على جيش يعتمد على البيانات ويدعم الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لتقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن دولا عدة تتنافس على تطوير وتصنيع وامتلاك «الأسلحة فرط الصوتية» التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تغير من قواعد اللعبة في الحروب، نظرا لقدراتها على الهجوم بسرعة، وإمكانية إطلاقها من مسافات كبيرة وامتلاكها المقدرة على التهرب من معظم وسائل الدفاع الجوي، ويمكنها حمل متفجرات تقليدية أو رؤوس حربية نووية.
وحسب الصحيفة، تسعى الولايات المتحدة لإعادة الهيمنة على التقنيات العسكرية الرئيسية مع دخولها حقبة جديدة من المنافسة بين القوى العظمى، كما تعمل الولايات المتحدة لمواكبة الصين في مجموعة من التقنيات العسكرية، بدءًا من الذكاء الاصطناعي إلى التكنولوجيا الحيوية.
وكشف تقرير صادر عن الموسوعة البريطانية المحدودة، عن أن الحرب الإلكترونية، تكون بمثابة استخدام استراتيجي للطيف الكهرومغناطيسي، ضد عدو في صراع عسكري، وهو ما لجأت إليه إسرائيل للانتقام من أعضاء حزب الله.
وأوضح التقرير، أن جمع المعلومات الاستخبارية، بات أكثر أهمية فيما يتعلق مباشرة بالتعقيد التقني المتزايد للحرب الحديثة، وأصبح يلعب الآن دورًا مهمًا في تحديد ما إذا كانت الدول ستخوض الحرب في المقام الأول.
إسرائيل رائدة في الاغتيالات
ومن جانبه، قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إن إسرائيل رائدة في موضوع الاغتيالات، فعندما تفشل في الميدان تلجأ إلى الاغتيالات، مشيرا إلى أن الفشل الذريع الذي منيت به إسرائيل في غزة وضعها على المحك، لذلك هي تحاول أن تقدم أي شيء للمجتمع الإسرائيلي للتغطية على هذا الفشل.
ولفت إلى أن إسرائيل عندما تفشل في تحقيق أهدافها في أرض المعركة تلجأ إلى هذا الأسلوب الخسيس، لا سيما وأن لها تاريخ أسود في موضوع الاغتيالات بالنسبة للعلماء والمقاتلين.
وأوضح أن المشكلة الكبرى التي تواجه المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان هي وجود عدد كبير من الجواسيس والعملاء لصالح إسرائيل، لذلك حدث الكثير من الاختراقات في صفوف المقاومة منح إسرائيل الفرصة للقيام بسلسلة اغتيالات لقادة المقاومة في غزة ولبنان، لذلك يجب وضع حد لهذا الاختراق عن طريق أن يكون هناك سرية في تحركات الأفراد لتفويت الفرصة على العملاء لإبلاغ الموساد بمكان وجود قيادات المقاومة ومن ثم استهدافهم.
وأضاف اللواء محمد رشاد، أن اختراق إسرائيل لأجهزة الاتصالات «البيجر» وتفجيرها ليس جديدا، فالاختراق السيبراني أسلوب معروف استخدم قبل ذلك في مجالات كثيرة جدًا، مشيرا إلى أن ذلك يتم عن طريق معرفة ترددات البيكون، لافتا إلى أن ما حدث في موضوع تفجيرات حزب الله هو أن مجموعة من العملاء قاموا بتسريب ترددات البيكون، لذلك مطلوب من حزب الله اتخاذ المزيد من الاحتياطات للتحكم في موضوع الاختراقات.
وأوضح وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن الحروب الإلكترونية والسيبرانية أصبحت جزءا من المعركة وليست كل المعركة، وأن استخدام الصواريخ بدلا من الطائرات أصبح جزءا أساسيا في الحروب الحديثة، وهذا سيؤدي إلى التقليل من استخدام الأسلحة الخفيفة والمدفعية قصيرة المدى إلى أقصى درجة ممكنة، مؤكدا أن الحرب الصاروخية والإلكترونية ستكون أساس الحروب القادمة.
ولفت إلى أنه لا يمكن الاستغناء على سلاح المشاة في المعركة، لأن الحرب منظومة متكاملة، فالسيطرة على الأرض يتطلب وجود قوات برية، وهذه القوات لكي تكسب الأرض تحتاج إلى مساعدة من الطيران والمدفعية والصواريخ من أجل «تليين» ميدان المعركة.
وعن مدى استعداد مصر لهذه الحروب الجديدة، قال اللواء محمد رشاد: «كل حاجة موجودة في الحرب لها مضاد، الهجوم السيبراني والإلكتروني له مضادات كثيرة جدا، في النهاية لا بد من تأمين كل شيء عندك، في السلم والحرب، الأمن القومي لا بد وأن يكون تحت الميكروسكوب ولا بد أن يقوم كل واحد بدوره حتى لا نقع في مشاكل من الممكن أن تكلفنا الكثير».
وعن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة، أوضح وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن الذكاء الاصطناعي جزء من كل، وهو جزء مهم جدا في المعركة ولكنه ليس كل المعركة، فالوظيفة الأساسية للذكاء الاصطناعي هي جمع المعلومات، لأنه دون معلومات لا يمكن كسب المعركة، المعلومات أهم عنصر لكسب أي معركة، وهذا ما تفعله إسرائيل والموساد من خلال زرع الجواسيس والعملاء في فلسطين ولبنان، وهذا ما حدث في حربي 1973، 1967، مصر خسرت المعركة في 1967 بسبب غياب المعلومات، وكسبت المعركة في 1973 بسبب وجود قاعدة معلومات قوية، من المهم جدا وجود قاعدة بيانات قوية لكسب المعركة.
وعن العلاقة بين أجهزة المخابرات وشركات التكنولوجيا، قال اللواء محمد رشاد: «أجهزة المخابرات بتشتغل في كل حاجة، وتستخدم كل الوسائل لتوفير المعلومة ومساعدة القيادة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، الشغل الأساسي للمخابرات هو جمع المعلومات، لأنه دون معلومات لا يمكن كسب المعركة وتحقيق أهداف الحرب، العمل السري هو أساس عمل المخابرات في كل العالم»، مشيرا إلى أن الطائرات المسيرة ستكون جزءا أساسيا ومهما في حروب المستقبل، وأنها سوف تحل محل الطائرات التقليدية، لأنها غير مكلفة ماديا أو بشريا بالنسبة للقوات الجوية.
وأكد أن دخول الطائرات المسيرة ميدان المعركة تطور كبير جدا في الحروب الحديثة، وأن الصواريخ والطائرات المسيرة ستكون جزءا أساسيا من الحروب الجديدة، موضحا أن مصدر قوة إسرائيل وتفوقها العسكري في المنطقة هو أنها تمتلك قوات جوية ضاربة وقوية جدا، تحقق السيادة الجوية على كل الدول العربية مجتمعة.
وشدد اللواء محمد رشاد، على أن المعلومة هي أساس أي شيء في الدنيا، والمعلومة مهمة جدا في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأنه لولا المعلومة لما استطاعت مصر تحقق النصر في حرب 1973، لذلك وجود قاعدة بيانات قوية مهمة جدا لكسب أي معركة، دور المعلومات أساسي في الحروب، الحرب الإلكترونية بدأت في حرب 1973 لكنها كانت محدودة، الآن تطورت وأصبحت جزءا أساسيا في الحروب الحديثة، لأنها تؤدي إلى تحقيق نتائج دون مجهود كبير أو تكلفة كبيرة.
الحروب تطورت
وقال اللواء الدكتور محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن الحروب تطورت وأصبحت هناك طائرات ومسيرات وذخائر متنوعة.
وأشار إلى أن الحرب الإلكترونية كمفهوم بدأ باستخدام الأجهزة اللاسلكية والتشويش، واستخدمت أمريكا تلك التقنيات في حرب 1967، مؤكدا أن مصر لديها القدرة على خوض حرب إلكترونية وصد هجماتها.