4 تحديات تواجه الدولة فى تطبيق الزراعة الذكية واستخدام إنترنت الأشياء
مصر تبدأ أول تجربة لتطبيق الزراعة الذكية فى الحيازات الصغيرة بأراضى الوادي والدلتا
نقيب الفلاحين: الفلاحون يحتاجون للتوعية.. وهذه أبرز التحديات
أستاذ استشعار: الزراعة تقوم على مفهوم إنترنت الأشياء.. وتوفر 30% من احتياجات المياه
تعمل الحكومة -حاليا- على تنفيذ وتطوير خطة الزراعة الذكية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها التكيف مع تغيرات المناخ وتتواءم مع شح المياه، خاصة أنه مع الزيادة الكبيرة المتوقعة في عدد السكان، تزداد المخاوف تجاه توفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي للسكان، والحفاظ على الأراضي الصالحة للزراعة.
وتستهدف الحكومة من إدخال فلسفة الزراعة الذكية، زيادة إنتاج الغذاء مع الحفاظ على البيئة، واستخدام الموارد الطبيعية بشكل رشيد، خاصة أن الطرق التقليدية لم تعد قادرة على تحقيق هذه النتائج.
وكان قد قام معهد بحوث الهندسة الزراعية ومعهد الأراضي والمياه والبيئة بالتعاون مع الشركة المصرية للتحكم والتكنولوجيا «ECT» والوكيل الرسمي لشركة «PTX Trimble» بتنفيذ أول تجربة من نوعها لتطبيق نظام الزراعة الذكية فى الحيازات الصغيرة في أراضي الوادي والدلتا.
وتم زراعة فدانين تحت التجربة بمحصول بنجر سكر باستخدام نظام الزراعة الذكية، حيث تم تجهيز الجرار أجهزة الملاحة للتشغيل الآلي معتمدا على نظام تحديد المواقع «GPS» ونظام المعلومات الجغرافية «GIS» كذلك تم تركيب الحساسات الخاصة بالأجهزة الملحقة بالجرار لتحديد وضبط كمية التقاوي المستخدمة في الزراعة، وأدى ذلك إلى وفر في كمية التقاوي المستخدمة بنحو 15% وتم تنفيذ هذه التجربة فى المزرعة البحثية الخاصة بمركز ميكنة الأرز بميت الديبة محافظة كفر الشيخ والمتابعة لمعهد بحوث الهندسة الزراعية.
وتلعب التقنيات الحديثة دورًا حاسمًا في المساعدة في تلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لسكان العالم، من خلال استخدام أنظمة إدارة وتحليل البيانات، وتقنيات التحكم عن البعد، إضافة إلى استخدام أبرز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوت وإنترنت الأشياء، وذلك لجعل الزراعة أكثر إنتاجيةً وربحيةً، وأقل ضررًا على البيئة وأقل استهلاكًا لموارد الأرض.
وتسعى الدولة من خلال خطتها تطوير أصناف جديدة من محاصيل الأرز والذرة والقمح، ونجحت بالفعل في استنباط صنف أرز جديد قادر على التكيف مع زيادة ملوحة التربة نتيجة التغيرات المناخية، ويحتاج كميات أقل من المياه.
وبحسب تقارير منظمة الغذاء العالمية، يعد الأرز من المحاصيل الغذائية الأساسية لأكثر من نصف سكان العالم، وبما أن معدل النمو السكاني يزيد بما يعادل 100 مليون شخص سنويا، فإن الطلب على الغذاء يرتفع بشكل مضطرد.
وتقول المنظمة، إن الثورة الخضراء قدمت الغذاء لنحو 600 مليون شخص إضافي، لكنها أكدت أن أحدا لم يتوقع آثار التغيرات المناخية التي يواجهها العالم اليوم، مما فرض إعادة هيكلة النشاط الزراعي العالمي، خاصة بالنسبة لمحصول الأرز.
وبشكل مختصر، فإنه يمكن تعريف الزراعة الذكيّة بأنها نظام يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في زراعة الأغذية بطرق مستدامة ونظيفة، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية لا سيما المياه، ومن أبرز سماتها اعتمادها على نظم إدارة وتحليل المعلومات لاتخاذ أفضل قرارات الإنتاج الممكنة، بأقل التكاليف، وكذلك العمليات الزراعيّة كالري، ومكافحة الآفات، ومراقبة التربة، ومراقبة المحاصيل.
وتتميز المزارع الذكيّة بإمكانية حقيقية لتقديم إنتاج زراعي أكثر إنتاجية واستدامة استنادًا إلى نهج أكثر كفاءة في استخدام الموارد.
الثورة الزراعية الرابعة
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد العزيز بليل، رئيس شعبة التطبيقات الزراعية بالهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطبيقات الزراعة الذكية باعتبارها جزءا من الثورة الزراعية الرابعة.
وأضاف «بليل»، في تصريحات له، أن الزراعة الذكية تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بعد والذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء، بهدف التحكم في كميات المياه المخصصة للري بناءً على احتياجات النباتات، مشيرا إلى تطوير عدة نماذج لقياس رطوبة التربة وملوحتها ودرجة حرارتها، مما يسهم في تحسين كفاءة استخدام المياه، كما أفاد الدكتور بليل بأن هناك مشروعًا بحثيًا بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي أثبت قدرته على توفير 30% من استهلاك المياه في زراعة الأرز باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي.
وأضاف رئيس شعبة التطبيقات الزراعية، أن هذه التقنيات تساعد في حصر المحاصيل الاستراتيجية وتقديم توصيات للمزارعين، مما يسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية.
تحديات لنجاح الزراعة الذكية
من ناحيه، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين إن الزراعة الذكية أو الرقمية، هي آلية متطورة تقوم في الأساس على إدخال البرمجيات الحديثة، مما يقلل استخدام المستلزمات الزراعية، وإنتاج عالي الجودة ويحافظ على المناخ والتوازن البيئي، وذلك على غرار معظم الدول المتقدمة والتي سبقتنا إليه بشكل كبير.
وأضاف «أبو صدام»، في تصريح لـ«النبأ»، أن هذه الطرق في الزراعة، تعطي نتائج إيجابية ملموسة، فهي تجعل النبات صحته أقوى، مما يحقق إنتاجية أعلى، ولكننا في مصر ما زالنا في البدايات، متابعا: «فقد استخدمنا الحيازة الممكينة، ومستشعرات لقياس مدى احتياجات النباتات للمياه، بالإضافة إلى طرق الري الحديثة».
وأشار، إلى أن الفلاحين يحتاجون إلى توعية وإرشاد، ودورات للتعلم على هذا النوع من الزراعة خاصة الثقيلة منها، بالإضافة إلى ضرورة توفيرها وإتاحتها، متابعا: «أي حاجة في بدايتها بتكون صعبة عدم وفرة المعدات بأسعار مناسبة بالإضافة إلي تحدي الخبرة والمعرفة، ولكن في ظل التغيرات المناخية، ستجبر الفلاحين على تعلمها والتكيف على استخدامها».