النائب عبد الفتاح محمد يحيى لـ«النبأ»: أنا مع الدعم النقدي.. ومقتنع بقرارات وزير التموين لأن هدفه الأساسى إصلاح المنظومة ووصولها لمستحقيها
- أنا مع الدعم النقدي.. ومقتنع بقرارات وزير التموين لأن هدفه الأساسى إصلاح المنظومة ووصولها لمستحقيها
- اللصوص استفادوا بملايين الجنيهات من خلال الدعم العينى.. والتحول للنقدى يقضى على الفساد
- البرلمان يحيل بيانات الحكومة للجان المختصة.. ولم يتم الرد حتى الآن على التحويل إلى الدعم النقدي
قال النائب عبد الفتاح محمد يحيى، عضو مجلس النواب وأمين العمال والفلاحين بحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، إن الدعم النقدي يصب في صالح المواطن البسيط، لافتًا إلى أن مخاوف المواطن من الدعم النقدي، دائمًا تتلخص في استغلال التجار، فهو يشعر بالاطمئنان بوجود سلع في البطاقة التموينية، وإلى نص الحوار:-
في البداية.. حدثني عن رأيك في مقترح الحكومة بشأن الدعم النقدي؟
أنا مع الدعم النقدي، فهو خطوة مهمة نحو تحسين منظومة الدعم الاجتماعي، حيث إنه يضمن تحقيق أكبر قدر من الكفاءة والعدالة في توزيع الموارد، فهو أصبح ضرورة ملحة كونه يمثل خطوة جوهرية نحو تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، فهو يتيح للأسر مرونة أكبر في استخدام الموارد المالية وفقًا لاحتياجاتها الفعلية، كما يعد تطويرا لمنظومة الدعم بما يضمن وصوله إلى مستحقيه، وتماشيًا مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين منظومة الحماية الاجتماعية.
من وجهة نظرك.. ما فوائد الدعم النقدي؟
الدعم النقدي يصب في صالح المواطن البسيط وله فائدة كبيرة؛ لأنه ليس هناك شك بالإجماع على أنه سيقضي بشكل كبير على الفساد وسرقة الدعم وحرمان اللصوص الذين كانوا يستفادون من وراء الدعم العيني بملايين الجنيهات، من خلال السلع التي كانت تسرب وتُستغل يوميًا للبيع بأعلى من سعرها في الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى الحد من إهدار المال العام كما سيساهم في وصول الدعم لمستحقيه، فعلى سبيل المثال المخابز، فيهم جزء من ضعاف النفوس تسرق الدقيق المدعم، بجانب أن هناك بعض المواطنين عند صرف التموين يتم إعطاؤهم مواد غذائية ليسوا بحاجة لها، ولكن عندما يتم التحويل للنقدي سيحصلون على ما يريدونه من سلع غذائية بدلًا من أن يُفرض عليهم سلع ليست مناسبة لاحتياجاتهم.
كيف ترى الجدل الحالي حول الدعم النقدي رغم مميزاته؟
الآراء جميعها مختلفة حول الدعم النقدي، الفترة الماضية، فكل شخص يشرح وجهة نظره ولكن التطبيق والعرض نفسه له مغزى آخر وهو أيضًا غير واضح حتى الآن لذلك الأمر لا يزال محل دراسة.
مع اشتعال الحروب في المنطقة.. هل ترى التوقيت الحالي مناسبا لتطبيق الدعم النقدي؟
لا فهو غير مناسب؛ لأن السوق الحر في مصر يعاني من موجات ارتفاع في أسعار جميع السلع، حيث إن أسعار السلع المواطن لا يتحملها ومطمئن بالـ200 جنيه التي يتم تقديمها من خلال البطاقات التموينية، حيث يحصل على كيلو سكر ومكرونة وزيت بأسعار مناسبة بخلاف السوق الخارجي، وهذا أفضل من الدعم النقدي، فرغيف الخبز في التموين بـ20 قرشًا بينما في الخارج يبدأ من جنيه واحد ويصل لجنيهين ونصف، فكم يحتاج المواطن ليستطيع العيش دون الدعم العيني.
إذا.. ما التحديات أمام تطبيق الدعم النقدي؟
استقرار السوق وهو عامل أساسي، في تطبيق الدعم النقدي، فالظروف العالمية من ضغوط ارتفاع الأسعار ونقص سلاسل الإمداد، وارتفاع التعداد السكاني ليصل إلى 110 ملايين نسمة بخلاف الـ9 ملايين ضيف من اللاجئين والمهاجرين وضغوط صندوق النقد الدولي، تجعل التطبيق أمرا صعبا حاليًا، هذا بجانب أن طبيعية السوق المصري حر، حيث تم إلغاء التسعيرة الجبرية، وانتهت منذ النظام الاشتراكي، وحاليًا يسود النظام الرأس المالي الحر في العرض والطلب، بخلاف الاتفاقيات الدولية ولا تستطيع الدولة فيها إجبار التجار بالتسعيرة الجبرية وكل ما يتم هو تسعير استرشادي في السوق، بالاتفاق مع الغرف التجارية، وهو ما يلزم الحكومة بتوفير منافذ مخصصة لجميع المواطنين الذين يستحقون الدعم لأن عددهم كبير حيث يصل دعم رغيف الخبز موجه إلى 70 مليون مواطن موزعين على 23 مليون بطاقة تموينية، والدعم التمويني يقدر بـ62 مليون مواطن مصري.
كيف ترى مخاوف المواطنين من التحول للدعم النقدي؟
مخاوف المواطن دائمًا تتلخص في استغلال التجار، بجانب المشكلات التي سيتسبب فيها الدعم النقدي، وخاصة مع الأسر التي لديها مدخنين فهناك تخيلات أمامهم تجاه صاحب البطاقة لاستخدام الدعم في شراء السجائر، حيث ربات البيوت يشعرن بالاطمئنان بوجود البطاقة التموينية، لذلك فهناك نواح إنسانية واجتماعية وسياسية يجب مراعاتها عند التطبيق.
رغم استخدامه في الفساد.. ما مميزات الدعم العيني؟
الدعم العيني يحمي المواطن الفقير ومحدود الدخل، حيث البطاقات التموينية تقوم بتوفير السلع الضرورية له، والتي تعد تكلفة على أي أسرة في حال شرائها من الخارج، إذا كان موظفا فالمرتبات ضعيفة وإذا كان صاحب معاش فالمعاش بسيط، لذلك أصبحت البطاقات التموينية لا غنى عنها في الوقت الحالي، وعند تطبيق الدعم النقدي يجب وجود حل لاستقرار السوق ومعالجة سلبياته، ووضع مرتبات ومعاشات تتناسب مع الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن، بحيث لا يشعر أصحاب البطاقات التموينية بالفارق بين صرف السلع، والدعم النقدي.
ماذا عن الدعم النقدي المشروط؟
أنا مع الدعم النقدي الكامل وليس المشروط، ولكن مع معالجة السلبيات، فالدولة بقيادة الرئيس السيسي، تراعي محدود الدخل وتعمل دائمًا على إنشاء حزمة اجتماعية من زيادة المعاشات والمرتبات، كما أن الرئيس يضرب بيد من حديد على الفاسدين هو ما يشجع نجاح الدعم النقدي الكامل، حيث سيكون الوقت المناسب للتطبيق عند استقرار الاقتصاد، وعدم الاحتياج لصندوق الدعم النقدي وغيره، أي خلال عام تقريبًا حيث الحكومة الجديدة لديها أفكار خارج الصندوق، وساعدت في زيادة موارد الدولة من العملة، بخلاف المشروعات التي لم تأت بثمارها مثل الطرق والكباري والمشروعات السياحية من رأس الحكمة وتصدير المنتجات الزراعية، ومصانع الروبيكي والعاشر وأكتوبر، وهو ما سيجعل مصر من أقوى الاقتصاديات عالميًا.
تردد قيمة الدعم النقدي بين 150 جنيهًا للفرد و1000 جنيه للأسرة.. كيف ترى ذلك؟
لا يزال هناك وقت طويل لتحديد قيمة الدعم النقدي، والذي من المقرر أن تضعه الحكومة وفقًا لدراستها لطبيعة السوق وتكلفة الدعم العيني وحسب توقعاتها ستكون تكلفتها عالية بالفعل، ونحن كمجلس نواب نناقش جميع المقترحات والدراسات التي تقدمها الحكومة.
أين دور البرلمان في مناقشة تحويل الدعم إلى نقدي؟
بيان وزير التموين، تم إحالته إلى اللجان المختصة في البرلمان ولم يتم الرد عليه حتى الآن لأنه يتم دراسته بعناية كبيرة، وفي حالة وجود أي ثغرة يتم مناقشتها مع الحكومة بشكل مباشر، لتدارك أي خطأ قبل تطبيق قرار الدعم النقدي.
كيف ترى أداء وزير التموين؟
وزير التموين الدكتور شريف فاروق فاهم «شغله وتم وضعه في المجال الصح»، وجاء في البرلمان وعرض خطته داخل حقيبته، على مجلس النواب، ونالت إعجاب الجميع، وأنا شخصيًا لدي قناعة بما قاله الوزير؛ لأن نظريته في التحويل إلى الدعم النقدي هي في الأساس إصلاح الدعم التمويني في البلاد، ووصوله لمستحقيه، فالحكومة لا تعمل بشكل عشوائي، فهي تقوم بالدراسة واللجوء إلى متخصصين على أعلى مستوى وخاصة في حالة مثل ملف الدعم المقدم من قبل الحكومة ليس فقط في التموين فهناك دعم في الصحة والتعليم والكهرباء والبنزين هو ما يجعله قضية مهمة وكبيرة، وأنا كمواطن وممثل للبرلمان، أريد الاستقرار لدولتي، وسعادة المواطنين، وتمتعهم بمعيشة جيدة.