اكتشاف غرفة دفن غامضة لكاهنة مصرية قديمة قرب أسيوط
اكتشفت بعثة أثرية، غرفة دفن "غير عادية" قرب أسيوط تحتوي على بقايا كاهنة مصرية قديمة دفنت قبل 40 قرن.
تم العثور على إيدي، ابنة حاكم ثري عاش حوالي عام 1880 قبل الميلاد، في غرفة دفن داخل تابوت آخر، وتم وصفها بأنها "بعض من أكثر التوابيت المذهلة التي تم العثور عليها على الإطلاق"، وهي مغطاة بنصوص ورسوم توضيحية "تصف رحلة المتوفى في الحياة الآخرة".
بعد وفاتها، تمت إزالة الأعضاء الداخلية لإيدي - الكبد والطحال والرئتين والأمعاء - ووضعها في جرار.
وتم تحنيط جسد إيدي بعد ذلك - وهي عملية الحفاظ على الجسد بعد الموت عن طريق تجفيف أو تحنيط اللحم عمدًا.
تشير الدراسة الأولية لعظامها إلى أنها توفيت قبل سن الأربعين بعد معاناتها من عيب خلقي في القدم.
كما تم العثور عليها مع سلع جنائزية بما في ذلك خنجر وتماثيل خشبية، والتي ربما كانت مخصصة لاستخدامها في الحياة الآخرة.
وصف البروفيسور يوخيم كاهل، عالم الآثار في جامعة فراي ببرلين الذي قاد الاكتشاف، هذا الاكتشاف بأنه "استثنائي من الناحية الجمالية والعلمية"، جرت أعمال التنقيب بين 18 أغسطس و17 سبتمبر من هذا العام قرب محافظة أسيوط.
من هي إيدي؟
كانت إيدي الابنة الوحيدة لجيفاي حابي الأول، وهو حاكم إقليمي مصري كان يعبد في العصور القديمة.
وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان على فيسبوك إنه كان "أحد أهم حكام الأراضي في مصر القديمة".
وكان جيفاي حابي الأول معبودًا في العصور القديمة وكان مقبرته جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية لمصر القديمة لأكثر من 2000 عام.
كانت إيدي كاهنة للإلهة حتحور وكانت تُدعى "سيدة المنزل"، وهو ما يحددها كامرأة من عائلة ثرية، وبينما كان مكان دفن الأب معروفًا، فإن هذا الاكتشاف الجديد لبقايا ابنته في نفس المبنى في أسيوط غير مسبوق.
يعود تاريخ المقبرة إلى حوالي عام 1880 قبل الميلاد، وهي مثيرة للإعجاب بسبب هندستها الصخرية "الضخمة" مع غرف يبلغ ارتفاعها أكثر من 36 قدمًا (11 مترًا) منحوتة في الصخر.
تم وضع إيدي في نعش داخل نعش ثم تم إغلاقها في غرفة جانبية في عمود رأسي يبلغ عمقه حوالي 45 قدمًا تم حفره في مقبرة والدها.
وكلا التابوتين يبدو أنهما مصنوعان من "خشب أجنبي"، أي الخشب المأخوذ من خارج مصر، وكلاهما "مزينان بالكامل بصور ونصوص رائعة" تصف رحلة المتوفى في الحياة الآخرة.
وستسمح دراستهم "بإصدار بيانات جديدة وبعيدة المدى حول وضع المرأة ونقل المعرفة في مصر القديمة".
وبينما ظل مكان دفن إيدي حتى الآن غير ملحوظ من قبل الباحثين، فمن المعتقد أن الغرفة تعرضت للنهب من قبل اللصوص منذ آلاف السنين.
وقد سُرقت جميع المجوهرات والأشياء المعدنية من رفاتها بحثًا عن الكنوز، ولكن يبدو أن السلع الجنائزية الأخرى لم تكن ذات أهمية لدى اللصوص القدامى.