تراجع أسعار الذهب العالمي وعلاقته بفوز ترامب وقرار الفيدرالي
تتجه أسعار الذهب إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي بعد التراجع الذي تشهده اليوم الجمعة، في ظل تقييم الأسواق لتأثير رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة وتداعيات ذلك على مستقبل أسعار الفائدة، عقب قيام البنك الفيدرالي يوم أمس بخفض أسعار الفائدة.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا اليوم بنسبة 0.7%، ليصل إلى أدنى مستوى عند 2680 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند مستوى 2704 دولارات للأونصة، ويتداول حاليًا عند 2688 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقرير جولد بيليون.
وشهد سعر الذهب ارتفاعًا خلال جلسة الأمس عقب قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، للمرة الثانية هذا العام، وهو القرار الذي كان متوقعًا على نطاق واسع في الأسواق المالية. وبينما لم يتأثر الذهب بقرار البنك، كان لتصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول تأثير إيجابي كبير على الأسعار.
وأشار باول إلى أن قرارات البنك الفيدرالي المستقبلية لن تتأثر بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن البنك لن يتكهن بالسياسات الاقتصادية التي ستتخذها إدارة الرئيس ترامب، وأنه سيعتمد فقط على التغيرات في البيانات الاقتصادية لتحقيق أهدافه. كما ذكر أن استمرار التضخم القوي لن يدفع البنك إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة، لكن في حال تراجع قطاع العمالة بشكل حاد، سيتدخل البنك حينها بتسريع وتيرة الخفض.
ويشهد سوق الذهب حالة من الترقب بشأن مسار خفض الفائدة الأمريكية، مما يسهم في التراجع الحالي للذهب خلال جلسة اليوم. ورغم خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة، إلا أن البنك أشار إلى اتباع نهج حذر ومدروس لأي تخفيضات مستقبلية
وأكد باول أن نتائج الانتخابات لن تؤثر على السياسة النقدية في الأمد القريب، وتضع الأسواق احتمالًا بنسبة 71% لخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر القادم، وهو أمر يعد إيجابيًا للذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن الذي لا يقدم عائدًا.
وجاء فوز ترامب بالرئاسة كعامل استقرار للأسواق، إذ أزال نقطة رئيسية من عدم اليقين وأشعل ارتفاعًا في الأصول المدفوعة بالمخاطر. وقد ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية في الفترة التي سبقت الانتخابات، حيث اقتربت الأسعار الفورية من 2800 دولار للأونصة.
وتسبب نجاح ترامب في ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل حاد ليصل إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر ونصف، مما دفع الذهب إلى الهبوط تحت مستوى 2700 دولار للأونصة، قبل أن يفقد الدولار بعض مكاسبه بعد قرار خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي. وأفاد مجلس الذهب العالمي بارتفاع التدفقات إلى صناديق الاستثمار في الذهب للشهر السادس على التوالي خلال أكتوبر، مدعومًا بتدفقات من صناديق أمريكا الشمالية والمنطقة الآسيوية.
ووصلت التدفقات في أكتوبر إلى 43.3 طنًا من الذهب، بقيمة 4.3 مليار دولار، مما أدى إلى ارتفاع قيمة أصول الذهب العالمية المدارة بنسبة 5%، لتصل إلى مستوى قياسي عند 286 مليار دولار أمريكي.