«المحروسة» تنظيم مؤتمرا حول قضايا الهجرة والتنمية
نظمت مؤسسة المحروسة، مؤتمرا عن كيفية تعظيم العائد من المجموعات المهاجرة من خلال إدماجهم في قضايا التنمية المحلية، وتحقيق الاستدامة التنموية يحتاج إلى جهد جماعي من جميع أفراد المجتمع الفاعلين بغض النظر عن انتمائهم العرقي وجنسياتهم.
جدير بالذكر أن مصر دولة مستضيفة لملايين من المهاجرين واللاجئين لأسباب عديدة منها النزوح القهري بسبب الحروب أو بسبب تأثيرات المناخ وهي أيضا دولة معبرtransit (حيث يستقر بعض المهاجرين فيها لفترة ثم ينتقلون إلي بلدان أخرى وفق آليات اللجوء والهجرة الدولية) وتحتاج في كلتا الحالتين لجهود غير عادية لإدارة ملف الهجرة وتعظيم العائد التنموي منه.
وبغض النظر عن صحة الأرقام (9 ملايين لاجئ أقل أو أكثر) فإن وجود هذه الأعداد علي أراضي الدولة المصرية يحتاج إلي جهد مضاعف سواء في إدارة ملف الهجرة أو إدماجه في قضايا التنمية، والأهم في كيفية تعزيز سبل العيش المشترك بين المهاجرين والمجتمعات المحلية المصرية المستضيفة لهم.
وهدف المؤتمر إلى الكشف أشكال التنوع والتعايش الثقافي والمجتمعي بين المجموعات المهاجرة والمجتمعات المستضيفة مع التركيز علي طرق وأدوات بناء جسور التعايش المشترك.
التعريف بنماذج وأشكال المبادرات المحلية التي يقودها المجموعات المهاجرة سواء لتحسين أوضاعهم الاقتصادية أو تعزيز وجودهم المجتمعي.
تطوير مجموعة من التوصيات لصناع ومتخذي القرار فيما يخص تعظيم العائد من مجتمعات اللجوء في التنمية المحلية للمجتمعات المستضيفة.
تحدث النائب إبراهيم محمد الديب عضو لجنة الزراعة وعرض لأهمية الإستفادة من التبادل الزراعي لبناء جسور للتواصل والتفاهم بين البلدان الإفريقية وأن تكون قضية الأمن الغذائي قضية تقربنا من بعض، حيث تمثل إحتياج لبعض الدول الإفريقية وتمثل وفرة للبعض الأخر وهذا يساعد في زيادة العمل المشترك لسد الفجوات الغذائية ومن ثم التقارب بين الدول.
في حين عرض الدكتور محمد عبد العظيم، لأهمية وجود كيانات مؤسسية وإتحادات نوعية تتعامل بفاعلية في تلبية إحتياجات المجموعات اللاجئة والمقيمة في مصر وفق الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع اللاجئين والتي ترفض تماما مفهوم العزل المجتمعي في معسكرات اللجوء، بل تعمل علي تعزيز تواجدهم في المجتمعات المحلية المصرية بشكل طبيعي.
وعرض الدكتور أيمن زهري الخبير الأممي في دراسات الهجرة والتنمية لأهمية اللاجئين والمهاجرين في تعزيز التنمية المحلية وعرض بالأرقام أعداد اللاجئين إلي مصر وأشار إلى أهمية عنصر الأمان والاستقرار في مصر وهو ما جذب إليها مجموعات عراقية وأخري سورية وأخري سودانية وهي الدول التي تعاني من النزاع الأهلي أو التحديات الأمنية من الخارج.
وفي الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر تم تقسيم المشاركين لثلاث مجموعات حيث ناقش المحور الأول ملف الهجرة وقضايا التعايش المشترك وأدارته المهندسة لمياء موسى استشاري التنمية وعضو مجلس أمناء مؤسسة سودا أكشن للتنمية وهي سودانية مهاجرة إلي مصر، وفي المحور الثانيتم مناقشة قضايا الهجرة والتنوع الثقافي، وأداره الدكتور محمد مسعد المساعد للانثروبولوجيا بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، أما المحور الثالث والأخير فقد ناقش قضايا الهجرة والتمكين الاقتصادي وأداره جورج وهيب استشاري بناء قدرات منظمات المجتمع المدني.
وفي نهاية المؤتمر قدمت الدكتورة آمنة فزاع المحاضر المنتدب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم مجموعة من التوصيات لصانعي ومتخذي القرار منها:
من المهم تطوير سياسات مصرية وطنية تتعامل مع قضايا اللجوء والهجرة تتكامل مع سياسات المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين.
ضرورة تيسير حصول اللاجئين علي الخدمات الصحية والتعليمية وتوفير فرص التدريب والعمل وفق توجيهات السيد رئيس الجمهورية التي طالبت بدمج المهاجرين في المجتمع المحلي المصري.
تعزيز حالة الحوار الثقافي والمجتمعي بين المجتمعات الإفريقية الموجودة في مصر ومثيلاتها من المجتمعات المصرية المستضيفة.
ضرورة نبذ خطاب الكراهية والعنف المنتشر علي وسائل التواصل الاجتماعي واستبداله بخطاب يعزز التعاون والتعايش المشترك.
من الأهمية البحث عن وسائل تعظم مساهمة مجتمعات اللجوء الإفريقية في التنمية المحلية داخل المجتمعات المصرية المستضيفة لهم علي غرار النموذج السوري.
يأتى المؤتمر فى إطار تعليمات رئاسية واضحة ومحددة طالب رئيس الجمهورية بضرورة الإهتمام بإحتياجات اللاجئين إلي مصر وضرورة إدماجهم في المجتمع المصري وتوفير سبل الرعاية والحياة اللائقة لهم. وإستجابة لرؤية الدولة المصرية في التصدي لقضايا الهجرة والتنمية، تنفذ مؤسسة المحروسة مشروع "تعزيز الحوار والتعايش المشترك بين المجتمع المصرى والافريقي - أصوات متنوعة ومجتمعات متحدة "هو مشروع تجريبي يستهدف العمل مع الشباب المصري والمجموعات الشبابية الإفريقية في مجتمعات اللجوء والهجرة المتعايشة في مصر خاصة في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
ومن خلال برامج التدريب عن مهارات القيادة وجلسات الحوار حول السلام المجتمعي والتعايش المشترك والعمل التنموي وفق أهداف مشتركة ورفض خطابات الكراهية سيتمكن الشباب من تقديم نموذج تنموي ناجح للتعايش والعمل المشترك داخل المجتمع المصري المعروف عنه أنه بوتقة حقيقية للانصهار الثقافي والحضاري والتعايش الأمن بين مختلف الأعراق والجنسيات.